الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
من يجدد الخطاب الثقافى  فى غياب المبدعين؟؟

من يجدد الخطاب الثقافى فى غياب المبدعين؟؟






تعالت فى الأيام الأخيرة أصوات تنادى بتجديد الخطاب الدينى وتعالت أصوات أخرى تطالب بتجديد الخطاب الثقافى على اعتبار أنه أشمل وأعم  وأكدت أصوات مهمة ومحترمة فى الوسط الثقافى المصرى والعربى أن الخطاب الدينى جزء من الخطاب الثقافى وعليه بدأت المؤسسات فى التفكير الجدى فى إقامة المؤتمرات والندوات والفعاليات والتجهيزات للتحضير لأى شىء لدعم تجديد الخطاب الثقافى ومن المؤتمرات المهمة التى أقيمت فى الفترة الأخيرة وحددت هدفها من أول لحظة تحت هذا العنوان مؤتمر المجلس الأعلى للثقافة  «تجديد الخطاب الثقافى» وبذل المجلس بأمانة الدكتورة أمل الصبان جهدا كبيرا حتى خرج بصورة محترمة ومشرفة وقد حضره عدد كبير من المثقفين العرب والمصريين وبعض الأجانب وأشاد الجميع به وأعطاه السيد وزير الثقافة الكاتب حلمى النمنم عناية كبيرة وافتتحه وأدار الجلسة الأولى بحضور عدد من الوزراء السابقين ؛ على المنصة وفى القاعة وفى الجلسات ومنهم الأستاذ الدكتور جابر عصفور والأستاذ الدكتور شاكر عبد الحميد  والدكتور عماد أبو غازى وقدم كل منهم ورقة عمل أو مداخلة كانت غاية فى الأهمية وتكئة مهمة لحوار ممتد بين الحضور.
وظل سؤال مشاغب يطاردنى طوال المؤتمر الذى حضرت الكثير من جلساته صباحا ومساء.. من سيجدد هذا الخطاب الثقافى؟ من سيتولى تنفيذ توصيات هذا المؤتمر؟ وكيف سنصل ثقافيا إلى أطراف مصر ومدنها البعيدة وقراها القاصية فى أطراف مصر؟ حمدت الله أننى كنت من المتخذين لقرار تنفيذ وتجديد عدة مواقع فى أطراف مصر مع الزميلين سعد عبد الرحمن ومسعود شومان  مثل الشلاتين وحلايب وأبو رماد والمساعيد  ودهب  وسينما هيبس وموط وقصر الخارجة، قفز لذهنى بالطبع دور الهيئة العامة لقصور الثقافة وكيف أنها الذراع الطويلة القادرة على أن تصل برسالة تجديد الخطاب الثقافى لأبناء مصر فى المحافظات.
و طرأ لذهنى أيضا التخلص من المبدعين والأدباء والقادة الثقافيين بالهيئة العامة لقصور الثقافة، فبعد التخلص من حوالى 30 قيادة ثقافية قادرة على جر عجلة تجديد الخطاب الثقافى فى أقاليم مصر، لها القدرة على الخلق والابتكار والتفعيل وطرح الرؤى الثقافية المهمة وأرى أن ما يحاك الآن هو ضد ثقافة مصر، فالثقافة لا يمكن أن تحول  إلى دولاب إدارى لا يهتم إلا بالحضور والانصراف  وطالت تلك المذبحة العديد من الأسماء المهمة من وكلاء الوزارة  ومديرى العموم الذين لم يتوقعوا الغدر وتمت  الاطاحة  ومنهم : الشاعر المحترم محمد أبو المجد رئيس الادارة المركزية للشئون الثقافية والذى رفض من قبل رئاسة الهيئة حين عرضها عليه الدكتور جابر عصفور، والمترجمة نانسى سمير الطاقة الكبيرة فى العمل والمنفذة لمشروع صيف أولادنا  عام 2015 وقد تولت مسئولية إدارتين مركزيتين فى الهيئة، ود. إيمان سند كاتبة الأطفال صاحبة ما يقرب من 100 كتابا للأطفال فى كل المجالات ورئسية المركز القومى لثقافة الطفل سابقا، والناقد والشاعر والمسرحى  د.محمد زيدان رئيس اقليم غرب ووسط الدلتا ومدير عام الجيزة والقاهرة، والشاعر عبده الزراع الحاصل على جائزة الدولة التشجيعية  والناقد والمسرحى للطفل وأحد مؤسسى مجلة قطر الندى، والدكتور الفنان المطرب أحمد ابراهيم الذى تولى مسؤولية احتفالات فرحة مصر بقناة السويس ورئيس إقليم القاهرة الكبرى والشئون الفنية، والروائى صبحى موسى صاحب جائزة معرض الكتاب والروائى القدير ورئيس تحرير مجلة الثقافة الجديدة، والمهندس عبد المنعم حلاوة مدير عام الدعم التقنى والمتخصص الوحيد بين مديرى عموم الوسائط التكنولوجية ولما تقدم بشكوى للوزير انتدب مديرا لثقافة جنوب سيناء، والشاعر الكبير أشرف عامر الذى تولى مسئولية المركز القومى لثقافة الطفل والإدارة المركزية للدراسات والبحوث ثم التدريب، والروائى والقاص القديرو فؤاد مرسى مدير عام فرع القاهرة والثقافة العامة، والكاتب المسرحى والقاص ناصر العزبى الحاصل على جازة الدولة التشجعية وصاحب عشرات المسرحيات ومدير عام بورسعيد والجيزة، والكاتب محمد رفاعى مدير قصر الابداع والرواى، والمسرحى محمود حامد مدير عام نوادى التكنولوجيا  والكاتب، والناقد رضا العربى مدير عام النشر الإلكترونى، والشاعر عزت ابراهيم عضو مجلس تحرير الثقافة الجديدة، والمخرج محمد الشبراوى مدير عام القاهرة والفنون الشعبية، والباحث سامى حنفى مدير عام المنوفية الذى افتتح ثلاثة مواقع بالمنوفية دون ان يكلف الهيئة شيئا يذكر، والباحث محمد الشرقاوى مدير عام القاهرة والجيزة والقرية، والشاعر وحيد أمين مدير عام القليوبية، والباحثة إجلال عامر مدير عام اكتوبر واقليم القاهرة، والباحث محمد سعيد مدير عام القاهرة وإقليم القاهرة الكبرى، ومنى عبد النبى مدير عام اقليم القاهرة الكبرى، والمخرج محمد حجاج مدير عام جنوب سيناء الذى أعادوه للفنون الشعبية مديرا للفنون الشعبية !!!، والكاتب الدكتور حمدى سليمان عضو مجلس تحير قطر الندى ومدير عام الإسماعيلية والروائى والصحفى ورئيس تحرير الثقافة الجديدة الأسبق حمدى أبو جليل، والشاعر شحاتة العريان الحاصل على جائزة الدولة التشجيعية واللواء المحاضر بأكاديمية الشرطة حسام توفيق الذى قدم استقالته اعتراضا على الأوضاع، والباحث  المحترم محمد صلاح مدير عام لإقليم شرق الدلتا  قبل المعاش بشهرين، المحاسب محمد الشوربجى مدير عام دمياط سابقا، والباحثة جهاد راغب مدير عام اقليم القاهرة والجيزة، والباحثة الدكتورة ابتهال العسلى مدير عام النشر والحاصلة على جائزة الدولة فى العلوم الاجتماعية، والدكتورة أمانى الجندى الناشطة الثقافية والمجمدة فى إدارة النشر ومدير عام النشر سابقا، والمهندسة انجيل سمعان التى تولت المهمة فى أصعب لحظات الهيئة وتعاونت مع جهاز الخدمة الوطنية لضرب بعض شركات المقاولات السيئة التى حولت للنيابة، والباحث نبيل الرحمانى مدير عام المشتريات والمتابعة والشئون الإدارية والذى تولى معى ملف الحافظ على أرض قصر ثقافة دمنهور حين أرادت المحافظة ان تضع يدها عليه والمحاسب أحمد قطب الذى رفض أن يترك الادارة العامة للتفتيش المالى والادارى  وقرر الابتعاد فى أحد القصور بحلوان .
و هذه نماذج لمثقفين ومبدعين وقادة ثقافيين محترمين تم التخلص منهم والاستغناء عن خدماتهم لأسباب مردود عليها.
و السؤال الموجه للوسط الثقافى المصرى الذى يتشدق بتجديد الخطاب الثقافى ليلا ونهارا.. من سيجدد الخطاب الثقافى إذا كنا نتخلص من المبدعين والقادة الثقافيين أصحاب الخبرات ونستغنى عن خدماتهم؟ وإلى متى نظل بعيدين عن تحقيق منظومة ثقافية متكاملة، يفكر فيها ويطرح رؤاها وأفكارها المجلس الأعلى للثقافة وتنفذها جهات أخرى مثل قصور الثقافة التى اقتربت مواقغها من 580 موقعا، إضافة للجامعات ومراكز الإبداع ومكتبات مصر العامة.. فهل يفعلون؟ ويبقى السؤال الذى يتردد صداه قويا.. من سيجدد الخطاب الثقافى  فى غياب المبدعين والقادة الثقافيين؟؟.