
هناء فتحى
فيلم مسيحى مصرى.. أحمدك يارب
بردا وسلاما على قلبى أنا المسلمة، وقع خبر إنتاج فيلمين مسيحيين أحدهما عن حياة الإنسان الرائع الجميل محبوب المصريين جميعاً: الأنبا شنودة اسمه «بابا العرب»- شايف العنوان الجميل- والفيلم الآخر اسمه «49 شهيداً» ويتناول وقائع أسطورية لقصة حقيقية حدثت فى صحراء وادى النطرون، تحكى أحداث كيفية استشهاد 49 قسا فى القرن الرابع الميلادى علىٰ أيدى البربر، فاعتبرت الخبرين فرصة من السما تسند وتساند موقف الكنيسة المصرية الضعيف الواهن الراهن! معلهش هو كده.
الفيلم الأول أظنه روائى طويل، يعكف علىٰ كتابته السيناريست والمنتج «مدحت العدل» لا يزال، والفيلم الآخر- أظنه تسجيلى أو روائى قصير - تواترت الأخبار عن موعد عرضه لاحقاً بينما أخبار أخرى تؤكد أنه قد عرض بالفعل وإحنا منعرفش.
ومع تصاعد استياء أقباط مصر- مسيحييها وكثير من مسلميها- بعد صدور قانون بناء الكنائس العجيب وموافقة الكنيسة المصرية عليه، ووسط حزنهم ويأسهم من الاعتداء السلفى الغبى المتواصل منذ عهد المؤمن محمد بن أنور السادات علىٰ كنائسهم وبيوتهم وحياتهم، جاءت أخبار سينمائية عن عظماء المسيحية لتفرح العيون الداعمة والقلوب الحزينة، مع أن أحداً لم يشاهد شيئاً!
■ السؤال، لماذا تنتج الكنيسة أفلاما أبطالها فقط مسيحيون وثلة من المسلمين لا يشاهدها الجماهير المصرية أسوة بالأفلام الدينية الإسلامية؟ لماذا لا تعرض فى سينمات خارج إطار الكنائس؟
- أدرك أنه ليس هذا بالأمر الهين، بل هو بالعسير جداً فى بلد خلعت ثوب رحمتها القديم، واكتست بالقسوة من ساسها لراسها، طردت نسيمها وأريجها الريحانى لتستورد رياحا ساخنة بعبيرها المسموم، أعرف أن الديار ما عادت ديارا، تشظى الجميع حتى داخل الدين الواحد، اختلفت ثقافتنا ولغتنا وشوارعنا وجيرتنا وأمزجتنا، بل وهويتنا.
أعرف أنه ولا سينما واحدة ستجرؤ علىٰ عرض فيلم مدحت العدل «بابا العرب» هذا لو انتهى فعلاً من كتابته وإنتاجه، ربما تمكن من عرضه خارج مصر، ربما تعرض لاغتيال حقيقى أو معنوى، ربما ظهرت قضايا حسبة تطالب بسجنه، ربما تم سجنه ليزامل إسلام بحيرى.
لكن ماذا عن فيلم مكتمل وجاهز للعرض «49 شهيداً» أو ربما تم عرضه فى مقر الكنيسة الأرثوذكسية بالفعل، سرا، أو داخل قاعات كنائسنا المصرية الأخرى؟ ولماذا كلما سألت مسيحياً عنه لا أسمع إجابة؟ خاصةً أن أبطاله من المشاهير كـ «هانى رمزى» و«لطفى لبيب» و«جميل برسوم» و«ماجد الكدوانى» حتى فى حساباتهم علىٰ فيسبوك لم أجد خبرا، هذا الفيلم الأسطورى الذى تدور أحداثه فى عام 444 ميلادية، ويحكى عن 49 مسيحياً فى عهد الملك «ثاؤدستيوس» الصغير ابن الملك «أركاديوس» الذى لم يرزق ولدا يرث عرشه فلجأ إلى قساوسة «شيهيت» رسولاً من عنده يطلب إليهم أن يسألوا الله أن يرزقه ابنا، لكن القديس أيسينوروس كتب إلى الملك يخبره أن الله لم يشأ أن يمنحه ذكرا حتى ولو تزوج بـ10 نساء، تتطور الأحداث التراجيديا داخل دير شيهيت فيغير البربر - مش عارفة هما مين بالظبط البربر فلم يخبرنى جوجل بهويتهم- فيقتلون من بالدير إلا أن رسول الملك وابنه الصغير يشاهدان من مخبأهما الملائكة وهى تضع أكاليل الورود على 47 شهيداً فيقرر الرجل وابنه الظهور لينالا الشهادة علىٰ يد البربر كى تباركهما ملائكة السماء.