الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عودة  التجريبى للحياة بعد غياب!!

عودة التجريبى للحياة بعد غياب!!






لم نعتد فى مصر أن تعود الأشياء بعد أن تذهب وترحل بعيدا لسنوات و لكن عودة مهرجان المسرح التجريبى للحياة الثقافية المصرية بصفة عامة والمسرحية بصفة خاصة شىء يشبه المعجزات تقريبا، فى الحقيقة لم استبعد الأمر منذ أن أعيد طرحه للنقاش منذ فترة بعيدة وتفاءلت خيرا حين عادت مكتبة الأسرة بقوة على يد الدكتور جابر عصفور بعد تواصله مع عدد كبير من الوزراء لدعم المشروع وطلب منى وقتها أن أتعاون مع هيئة الكتاب لتقديم ورقة عمل لتتحول مكتبة الأسرة لنشاط ثقافى طوال العام وكنت وقتها نائبا لقصور الثقافة مع المثقف المحترم الدكتور عبدالناصر حسن الذى كان فى مهمة ثقافية بالشارقة وقدمت الورقة للدكتور أحمد مجاهد وحدث هذا الاجتماع بمكتبه مع الدكتور السعيد المصرى مساعد الوزير وقتها.
عرفت من الجرائد والفيسبوك موعد افتتاح المسرح التجريبى والمعاصر  فذهبت بالطبع دون دعوة، فالبيت بيتى كما يقال، وافتتح السيد وزير الثقافة الكاتب حلمى النمنم فعاليات الحدث العالمى وسط أجواء من التفاؤل الارتياح وكرم الوزير عددا من الأسماء المصرية والعربية والعالمية، وكان لتكريم الفنان المصرى العالمى جميل راتب صدى طيبا من الحضور فى المسرح الكبير، ولم لا؟ فالرجل فنان كبير وقامة ثقافية تستحق كل تقدير وبرزت مشاهد إنسانية محترمة على الخشبة، أكدت أننا مازالنا نوقر ونحترم رموزنا التى قدمت عطاءات كبيرة ومحترمة.
 من الأسماء المكرمة عالميا وعربيا وإفريقيا مومبى كاجوا من جنوب أفريقيا ولو أنج من الصين وتورانج يحيا زريان مؤسسة شركة الخيط الذهبى للإنتاج المسرحى ومحمد سيف الأفحم رئيس الهيئة الدولية للمسرح والكاتب المسرحى النيجيرى فيمى أوشوفيسيان.  
كنت سعيدا بالجلوس بجوار صديقى وأستاذى الفنان الكبير محمود الحدينى الذى تجمعنى به محبة كبيرة منذ أن عرف أننى كنت الفائز الأول فى مسابقة التأليف المسرحى عام 2001، حين كان وقتها رئيسا للبيت الفنى للمسرح، وكان الرجل كعادته صادقا وحاسما فى تحديد الأشياء وإعطاء كل ذى حق حقه خاصة حين ذكر الدكتور سامح مهران رئيس المهرجان - الذى بذل مجهودا كبيرا ومجموعة عمل المهرجان - الآباء المؤسسون - فشاهدنا جميعا الكاتب حلمى النمنم يصفق أول واحد فى الصالة تقديرا للآباء المؤسسين للمهرجان، ثم حدثنى الفنان الكبير محمود الحدينى عن دور الفنان فاروق حسنى فى تأسيس المهرجان منذ إطلاق الدورة الأولى  ودعمه الكبير له وكان من الضرورى الإشارة لذلك،  سادت لحظة صمت.. ثم  شغلنى بعد انصراف الوزير لافتتاح مهرجان سماع بالقلعة شيئين هما: هل عاد مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى للأجندة الدولية للمهرجانات بعد اسمه الجديد؟ خاصة بعد توقف دام ست سنوات، لا أدرى لماذا شعرت بالحزن كثيرا لعدم إقامة مهرجان سينما الطفل لهذا العام؟ فأمنياتى أن يعود العام القادم وأن نقوم بإنتاج أحد الأفلام التى تشارك فى المهرجان.
 كان الشىء الثانى الذى شغلنى بعد استراحة قصيرة، ماذا يمكن أن تقدم الصين فى عرضها التجريبى «العاصفة الرعدية» من أساليب وابتكارات مسرحية جديدة فى مجال التجريب المسرحى يستفيد منه كل المتخصصين والهواة للمسرح خاصة فى مصر؟ بدأنا مشاهدة العرض لمدة تزيد على ساعتين كاملتين، انصرف فيهما من الهواة والمتخصصين الكثير ولم يظل فى الصالة إلا القابضين على جمر المسرح والباحثين عن التجريب بين ثنايات الديكور والأداء والموسيقى الشعبية الصينية  والملابس والإضاءة والحركة على خشبة المسرح، أقنعت صديقى المخرج  الذى كان بجوارى أن الإضاءة رائعة وتستحق المشاهدة والملاحظة، وأن فرقة الطبول التى شكلت مكان الحركة على خشبة المسرح شىء جيد وجديد وأن الأداء التمثيلى لجميع الممثلين ممتاز وأكدت على القصة التقليدية البريختية التى أدت إلى تلك المأساة، لكن صديقى قرر الانصراف قبل نهاية العرض، لم استجب له واحتميت باهتمام صديقى الكبير محمود الحدينى بالعرض ومخرجى المفضل عصام السيد فى الصف الأمامى حتى انتهى العرض والحضور مازال منقسما بين مستمتعين بالعرض فنيا وآخرين قانطين لعدم مشاهدتهم التجريب الذى يحلمون به، قلت فى نفسى تلك وجهات نظر الفن، لكننى فى الحقيقة استمتعت بأشياء ومللت من أشياء لكنى على أى حال قد رسمت صورة فى ذهنى عن المسرح الصينى  كان يجب أن أراها.