لماذا لا يعلنون «الإسكندرية السينمائى» منطقة منكوبة؟

كان طبيعياً أن يصل مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى فى دورته الثانية والثلاثين لهذه المرتبة من السقوط  المروع.. فكل المدينة القديمة الجميلة  آلت إلى انهيار مخيف وقبح جلىّ.. فلماذا ينجو المهرجان وحده من ضياع مدروس ممنهج  بينما الإسكندرية تناجى أطلالها وتاريخها المطموس منذ 50 عاماً؟
طفت الاحتفالية الفنية السنوية  -  مثل مدينتها - فوق مجاريها الطافحة بالقبح والتسلف والتعصب والجهل والسرقة تماماً  كشتاء الإسكندرية بشكله الموسمى المألوف: حين يترك السكندريون مياه البحر ليعوموا فى المجارى والأمطار بين البيوت والبيوت.. لتسقط البيوت فوق البيوت..  البيوت التى كانت قصورا تحوطها الحدائق والتماثيل وأذواق الاقدمين الذين عاشوا فيها قبل أن تلهو بها المحليات والمحافظون وسلفيو السادات لتصبح القصور علبًا من الأسمنت يسمونها أبراجًا وزوايا.
كيف يقام مهرجان فنى عالمى فى مكان لا يشبهه؟ إسكندرية لم تعد ماريا ولا مدينة كوزموبوليتانية.. لم تعد سوى قرية بائسة أقيمت بعشوائية فوق دمار مدينة أثرية تاريخية عريقة كان إسمها الإسكندرية عروس البحر المتوسط.. ما الفرق بين ما جرى لـ «تدمر» السورية  و«الإسكندرية المصرية»؟  هل تجد فرقا؟ حتى أن الجانى  واحد يا أخى..  وشكل العمارة  وملابس النساء والرجال.. وملامح الأطفال ورائحة والسمك.
علشان كده إيه يعنى بقى:
إن دورة هذا العام حملت إسم «يسرا» وشعارها كان: «السينما والمقاومة»  شوف إزاى؟  وأن المهرجان أقيم فى فندق يبعد عن البحر مسافة نصف ساعة بالسيارة  ولا تسألنى عن علاقة إدارة المهرجان بإدارة الفندق بوزارة السياحة.
وأن شعار المهرجان لم يكن ملصقا خلفيا للمنصة الرئيسية بل تم استبداله  ببوسترات دعائية للفندق إياه بدلاً من شعار المهرجان!
وإيه يعنى أن يجلس على منصة المهرجان بجوار رئيس المهرجان أحد أعضاء مجلس النواب وبجوارهما مندوب هيئة تنشيط السياحة.
وإيه يعنى أن يكلف السيد خالد الزدجانى - من سلطنة عمان - للمرة الثالثة على التوالى برئاسة لجنة تحكيم الفيلم العربى الوثائقى  طبعا هناك بعض الحكاوى عن استضافة سابقة لرئيس مهرجان الإسكندرية  من قبل مهرجان مسقط واهدائه  خنجرا عمانيا.. هذا الخنجر له حكاية لا يوجد لزوم لسردها الآن.
وإيه يعنى أن تكون ميزانية المهرجان بهذا الضعف وبه 6 مسابقات دولية! و250 فيلمًا لا يتم سوى عرض 50 فيلما منها فقط حيث شاشات الفندق لا تستوعب عدد النسخ المرسلة، ومع هذا لم تعرض سينما واحدة فى الاسكندرية افلام المهرجان.
وإيه يعنى ألا يعرض حفل الختام فى موعده.. بل بعد موعده بساعتين وبلا اعتذار.. وألا يتم منح جوائز التكريم لأصحابها بل لفنانين آخرين جاءوا إلى حفل الختام مبكراً بينما غاب المكرمون الأصليون لسوء الإدارة والتنظيم.
إيه يعنى  أن يمثل مصر فيلمين هما «روج» و«منطقة محظورة»
إيه يعنى لو أعلنا مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى منطقة محظورة أو منطقة منكوبة.