السبت 21 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
يجرحنى ويداوينى

يجرحنى ويداوينى






هل اليد التى أسالت دمك هى ذات اليد التى تصلح كىّ تضمد جروحك؟ هل تقبل؟ وهل تصدق؟ نعم نقبل ونصدق نحنُ أمة الشرق الذبيح، بل ننتظر دومًا مَن قاتلنا أن يمنّ علينا بنظرة حنان مصطنعة، وندرك أنها مصنوعة! ربما لا ندرك أننا مرضى وبنموت فى دباديب من يسحقنا ويهيننا وينتهكنا ويلعب بأرواحنا كرةً شراب فى حوارى بلادنا المحتلة مما نهيم فيهم حباً؟
فما كاد بعضنا «الشرير» أن يغض الطرف عن أفراح وليالى ملاح بعضنا «الطيب»، الطيب الذى راح يهلل ويغنى ويرقص حينما حصلت طالبة الثانوى الباكستانية «ملالا ضياء الدين يوسفزى» على جائزة نوبل للسلام- مواليد 1997- بعد ما أفرغ أحد إرهابيى طالبان رصاصات ثلاثة فى رأسها وهى وسط زميلاتها فى أتوبيس المدرسة لأنها تجرأت وصارت ناشطة ومدونة تنادى بحرية المرأة وحقها فى التعليم، فتلقفتها إنجلترا الحنونة ونقلتها بين الحياة والموت إلى مستشفى الملكة إليزابيث واعادوها إلى الحياة وصنعوا منها أيقونة عالمية ورمزا لاضطهاد النساء!
■ ادينى عقلك دقيقة واحدة كى أتذكر معك وأسألهم: من صنع طالبان؟ إنهم الغرب وأمريكا، صنعوهم وراحوا يحاربون بهم السوفييت الكفرة واسموهم القاعدة، القاعدة التى هى أم داعش وعمة النصرة وخالة الإخوان وجدة السلفيين، الغرب وأمريكا هم من منحوهم السلاح والعتاد وصنعوا لهم إسلاما إرهابيا دخيلا وجعلوهم أمراء يقاتلون باسلامهم «المستورد» بعضهم بعضا.
مرةً ثانيةً راح بعضنا الشرير يغض الطرف عن بعضنا الطيب ويرقص ويلم النقوط حينما صارت ابنة كردستان العراق الايذيدية المغتصبة على يد بعض رجالات داعش «نادية مراد باسى طه» سفيرة للنوايا الحسنة - مواليد عام 1993 - يوم استقبلها «كى مون» فى مكتبه بالأمم المتحدة الشهر الماضى، وكانت من قبل قد نقلوها إلى مستشفيات ألمانيا للعلاج الجسدى والنفسى، ثم رشحوها للحصول علىٰ جائزة نوبل للسلام.
■ ادينى عقلك وخذه «تانى» لأعرف به من الذى صنع داعش ونشره فى خرائطنا ومنحه أرضا مغتصبة فى العراق وسوريا ليسرق البترول والآثار ويصدره إلى أسياده فى أمريكا وفرنسا وألمانيا وإنجلترا؟ البلاد التى تصنع من ضحايانا أبطالا أمميين؟
الأسبوع الماضى أعلنت جمعية فنون وعلوم السينما فى الولايات المتحدة التى تمنح جائزة الأوسكار عن تقدم دولة «اليمن» -  تانى بقول لك دولة اليمن -  للمنافسة علىٰ جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبى (أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة) للمخرجة اليمنية «خديجة السلامى» التى تعيش فى باريس، ويحكى عن قصة حقيقية لفتاة عمرها 10 سنواتٍ زوجها والداها رغماً عنها لعجوز اغتصبها ليلة زفافها فهربت ولجأت للقضاء وصارت حكايتها فى صنعاء قضية رأى عام، والطريف أن المخرجة نفسها مرت بذات الحكاية حينما كان عمرها 11 عاما.
■ طيب لا تعطنى عقلك مرةً ثالثةً علشان معمليش حاجة فى المرتين السابقتين، لكن تبقى الأسئلة: أى «يمن» تلك التى تزاحم على جوائز الأوسكار، لدينا يمنان بحكومتين ورئيسين وشعبين مقتولين؟ وهل تمنح أمريكا لليمنيين السلاح والأوسكار معا؟ وهل لا تدرك النساء الثلاثة: «ملالا» و«نادية» و«خديجة» أنهن يبيضن وجه قاتلهن ومغتصبهن ومستعمرهن ومشرد شعوبهن وصانع داعشهن، حتى لو حصلن علىٰ جائزتى نوبل والأوسكار؟