الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
هل تتحقق العدالة الثقافية مع القاهرة وهيئة الكتاب؟

هل تتحقق العدالة الثقافية مع القاهرة وهيئة الكتاب؟






العدالة الثقافية والعمل الجماعى مصطلحان رائعان لو تحققا، لا شك أن آفة العالم العربى كله تكمن فى عدم الرغبة وقلة القدرة على العمل الجماعى الذى لا نجيده، فتغلب علينا دائما فكرة النزعات الفردية والزعيم المخلص والعادل المستبد ورأس كل الأشياء، ربما يكون الأمر كسلا وربما يكون تواكلا وأحيانا يكون قلة حيلة وزهق بعد فترة وإحتمال تكون أنانية وحب ظهور، على أى حال، يعتبر العمل الجماعى من أفشل أنواع الأعمال فى عالمنا العربى والمضحك أن الغرب بدأ يتعلم منا تحت دعاوى الثقافة الخاصة والدولة الوطنية وأنا الذات المتضخمة والجنس الأرى النقى وأشياء عبيطة من هذا القبيل .
 لا أحد من مثقفى مصر ينسى الشراكة القديمة بين جريدة القاهرة ودار المدى التى كانت تصدر كتابا مصاحبا لجريدة القاهرة، وكم من الكتب المهمة جدا التى أثرت فى وجدان الإنسانية قد صدرت عن تلك الشراكة وكم كان القارئ المصرى والعربى ينتظران هذه الكتب القيمة، ورغم أهمية الكتاب وضربة البداية التى بدأت بكتاب محاكمة طة حسين للكاتب خيرى شلبى الذى أعطى إشارة مهمة أن الكتاب التى سوف يختار سينتقى بعناية فائقة من قبل مسئولى الهيئة العامة للكتاب وجريدة القاهرة، إلا أن فى القلب شىء لدى البعيدين عن عين القاهرة العاصمة وليست الجريدة وهو الكتاب المصاحب الذى لم يصل لقراء الأقاليم .
 أعتقد أن الفكرة جيدة ويجب أن يقدم الشكر للطرفين - جريدة القاهرة وهيئة الكتاب - عليها لآنها ببساطة تحقق الحلم الذى طالما يحلم به كل العاملين فى الثقافة، متى يتكامل الجميع؟ متى تتكامل وزارة الثقافة مع باقى الوزارات لتحقيق الرؤية الأفقية للمنظومة الثقافية ومتى تتكامل كل هيئات وقطاعات الوزارة لتحقيق التكامل الرأسى بين كل الكيانات التى تنتمى لوزارة واحدة؟ أعتقد أن ذلك هو الحلم الذى بدأ مع الدكتور جابر عصفور بتوقيع أكثر من اثنتا عشر برتوكول مع ما يقرب من اثنتى عشرة وزارة ومؤسسة، أن يتحقق التكامل بشكل جيد بين مؤسستين فى الوزارة، فهذا شىء طيب ومحترم ويستحق الإشادة بداية.
    تبقى عدة أسئلة مهمة تدور فى ذهن القارئ المنتظر للجريدة والكتاب كل أسبوع، من سيكون المسئول عن طباعة تلك الكتب أسبوعيا أو حتى شهريا؟ ولماذا تحرم باقى الأقاليم من الكتاب المهم مع جريدة القاهرة ويحصل عليه فقط سكان القاهرة والاسكندرية الذين ليس فوق رؤوسهم ريشة، ويضرب العدالة الثقافية التى ينادى بها الكاتب الكبير حلمى النمنم وزير الثقافة فى كل مناسبة ويؤكد مشكورا عليها، ونرجو أن تتحقق مع - الكتاب - أبسط حقوق المواطن، الأمر جد خطير من ناحيتن ؛ الأولى استكمال منظومة التعاون بين القطاعات والثانية استكمال تحقيق العدالة الثقافية التى يجب أن تبدأ من الكتاب .
وأرى أن باقى القطاعات المهتمة بالنشر يجب أن تتعاون مع هية الكتاب وجريدة القاهرة لاصدار تسعة آلاف كتابا شهريا بسعر زهيد مع طرحة القاهرة والإسكندرية لكى تتحقق العدالة الثقافية وأقترح أن تتحمل كل جهة أو قطاع من قطاعات الوزارة المهتمة بالنشر مهمة تكاليف كتاب كل شهر أو تتقاسم الجهات تكاليف العدد كله شهريا، ويكتب على الكتاب الجهات الراعية لتتحقق السلامة المالية للجميع وعليه يجب أن يتعاون فى إصدار الكتاب قطاعات مثل صندوق التنمية الثقافية والهيئة العامة لقصور الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة ودار الكتب والوثائق القومية.