الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
شعبان يوسف ومؤسسة ورشة الزيتون

شعبان يوسف ومؤسسة ورشة الزيتون






حين  أذهب للمجلس الأعلى للثقافة، أذهب ككاتب فقط، لا أكثر ولا أقل، وأتعامل فى اللحظات التى أذهب إليه - المجلس- لحضور بعض الجلسات أو الندوات أو الأمسيات تعامل الشخص الغريب الذى لا علاقة له بالمكان وظيفيا رغم أن وظيفتى  تحمل اسما طويلاً - تحتاج أن تهز رأسك كى تتذكرها -  وتنتهى بالأعلى للثقافة. من اللقاءات الجيدة التى حضرتها والتى تؤكد أن المجلس بدأ ينفتح على أشياء كثيرة محترمة حفل توقيع كتاب الشاعر شعبان يوسف «لماذا تموت الكاتبات كمدا» الصادر عن دار بتانة، وذلك بالقاعة الرئسية بالمجلس الأعلى للثقافة والتى تدير أمانته باقتدار الدكتورة أمل الصبان.
  كنت سعيدًا وسط حضور كبير للعديد من الكُتاب والمثقفين المحبين والمقدرين للكاتب والناقد والشاعر شعبان يوسف والذين جاءوا ليشاركوه حفل التوقيع،  كان من المشاركين  فى حفل التوقيع الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق ود. محمد بدوى ود. عزة كامل والكاتب نبيل عبد الفتاح والناشر الكاتب د.عاطف عبيد ولفيف كبير من الحضور ولم لا؟
فشعبان يوسف شاعر سبعينى كبير وناقد وناشط ثقافى من طراز فريد، لديه إجابات لأسئلة كثيرة عن الوسط الثقافى المصرى، فقد استطاع أن يجعل من ورشة الزيتون مؤسسة ثقافية قادرة على استجواب الجميع وإحضارهم إليها  فرحين بما لها من ثقل ثقافى وإبداعى كونته على مدار سنوات طوال، فقد زارها وجاء إليها  عدد كبير من مبدعى مصر والعرب من كل مكان، من الإسكندرية حتى أسوان.
الجدير بالذكرأن ورشة الزيتون شهدت صعود عدد كبير من هؤلاء الأدباء والمبدعين والمسئولين من وزراء ورؤساء هيئات وقطاعات ووكلاء للوزارة وكان أخر الوزراء الذين حضروا الكاتب الكبير حلمى النمنم بعد توليه مباشرة.
ظلت ورشة الزيتون ومؤسسها شعبان يوسف قبلة لكل المبدعين الذين يريدون أن تناقش أعمالهم مناقشة جادة وصريحة وواقعية، وظل أعضاء الورشة  مرحبين بكل غريب قادم من أقاليم مصر من أقصاها إلى أقصاها، أتذكر حين تركت مدينة المحلة وجئت للسكن والعمل بالقاهرة، كانت الورشة واحدة من الأماكن المهمة التى كنت حريصا على التواجد بها أسبوعا؛ مناقشا ومحاضرا ومديرا أحيانا لبعض الندوات ومغطيا لأخبارها لجريدة البروجرية ولنشرة أخبار الكتاب إيمانا كبيرا بالدور الذى تقوم به الورشة دون أن تطلب من أحد أى دعم من أى نوع كان، لذا أتمنى أن تدعم مؤسسات وزارة الثقافة الورشة لتمارس أنشطة ثقافية أخرى مثل معارض الفن التشكيلى والموسيقى ومعارض الكتب  والورش الفنية والأدبية للشباب وأن تقام جائزة باسم الورشة تدعمها الوزارة وحزب التجمع.
ومن الأفكار التى طرحت أثناء حفل توقيع «لماذا تموت الكاتبات كمدا؟» لشعبان يوسف وخاصة من الناقد الكبير الدكتور شاكر عبد الحميد تطوير فكرة الكتاب ليكون مشروعا ممتدا وكبيرا  ولا يقتصر على هذا العدد من الكاتبات فى مصر أو فى العالم العربى ، وأعتقد فى داخلى أن الموت هنا ليس موت الجسد  وإنما الموت المعنوى الذى يقصد به أن الكاتبات تموتن وفى أنفسهن شىء لم تحققنه، ولو وصلت لسن الثمانين، هناك شىء ما نغص عليهن حياتهن  وجعلهن غير راضيات حتى لو صارت تلك الكاتبة الأولى فى المشهد الأدبى أو العلمى، لأنها فى النهاية واحدة فى مجموع ذكورى تشعر أنه يقهرها فى كل وقت  والشىء الآخر الذى طرحه الناقد أحمد عبد الرازق أبو العلا  هو.. لماذا يموت الكتاب كمدا؟، يقصد بالطبع أغلب الأدباء؛ رجالا ونساء، خاصة فى عالمنا العربى عامة وفى مصر بصفة خاصة  وفى النهاية أكد الكاتب الدكتور عاطف عبيد مدير دار بتانة للنشر أنه على استعداد لنشر أى جزء آخر يكتبه الشاعر شعبان يوسف فى هذا المشروع.
وختاما تحية للشاعر شعبان يوسف الذى أعطى نموذجًا مشرفًا للمثقف الموضوعى المنحاز للكتاب جميعًا بعيدًا عن إنتماءاتهم الفكرية والفنية والأيديولوجية وحجز لنفسه مكانا محترما فى الخريطة الثقافية المصرية حين يتبنى قضايا ثقافية وأدبية عادلة تجعله محاميا موضوعيا عن الحق والخير والجمال.