
هناء فتحى
الأسلحة الأمريكية الفاسدة
وكأن كل ما زرعته أمريكا فى طيننا هنا حصدته فى حدائقها المورقة هناك.. خمس سنواتٍ ودخان النار المستعرة فى خرائطنا الممتدة العريقة يغلق الصدور والعيون والعقول ويربك الخطى ويخبئ منا الطريق.. ونحنُ الآن نسأل ما كل هذا الدخان الأسود الكثيف الذى يملأ سماء الولايات المتحدة الأمريكية بدون اشتعال الربيع فيها؟ دخانهم المباغت تشكل بلا نار! وكأن الوضع الأمريكى البائس الكاشف الفاضح يعاكس معنى المثل العربى القديم «مفيش دخان بلا نار».. لأ.. دخانهم بلا نار.. أو ربما قد استبق النار.. فالمهزلة التى انتهت إليها ثلاث مناظرات للرئاسة الأمريكية بين كلينتون وترامب تقول إنهما لم يتعلما الدرس من مصر.. ربما تقول الإدارة الأمريكية: «أمريكا مش مصر»! دعم ولسوف يعرفون بعد فوات الأوان أن أمريكا زى مصر، وأن ما زرعته بلادهم فى حقول بلادنا قد حصدوه: «حصرم» و«حنطة» و«ترامب» و«كلينتون».
تستطيع ان تقول إنها لعنة الأسلحة الفاسدة المصرية القديمة قد انتقلت إلى الولايات.. وما أطلقته علينا الإدارة الأمريكية من سلاح ارتد إلى صدورهم ناره.. حتى الرؤساء المهابيل ارتدوا إليهم نفر نفر.. وكأن أمريكا تعيش أجواء مصر عام 2012.. ينفع كده؟
الأسلحة الفاسدة الأمريكية التى أصابت صدورهم فى مقتل ليس فقط تصدير الرؤساء المهابيل إلى دول العالم البعيد.. لأ.. ده مخدرات وفضائح وأمراض كمان.. وسيبك من الـ 100 يوم التى حددها المرشح المحتمل ترامب التى تشبه 100 يوم مرسى.. الراجل بيفوّل - من الفأل- علىٰ نفسه وهيشرف فى سجن الولايات.. ولربما تستقبل سجون الولايات - بعد عام من حكم دونالد ترامب - أول رئيس مسجون.
ما تبشر به الأجواء الأمريكية يقول إن شعبهم سيشهد ارتداد دولة عظمى إلى واحدة من دول العالم الثالث الذى يحتلوه الآن.. والأدلة كثيرة:
1- كوميديا هى ما باتت تصر الإدارة الأمريكية عليه من تهديدها للروس المقيمين علىٰ أرضها بالملاحقة الجنائية عند حضورهم مراكز الاقتراع - للفرجة - وليس بصفة مراقبين!! طيب والمراقبون والحقوقيون والمصورون والعفاريت الذين ترسلهم أمريكا إلى بقاع الأرض لمراقبة أى انتخابات رئاسية؟ لماذا ترفض أن يراقب غريب انتخاباتها.
2- ما معنى هذا الإصرار واليقين اللذين يصاحبان كل خطابات ترامب من خوفه تزوير الانتخابات لصالح كلينتون والديمقراطيين؟ إنهم أيضاً ينعمون فى جنة التزوير.. طبعاً هناك حقائق قديمة صالحة لإثارة دهشتنا عن وقائع تزوير الانتخابات لـ «بوش» الابن.
3- صار الضعف والهوان وقلة القيمة والضآلة والانتهازية وعشق الكراسى هى المكون الأساسى لمرشحىّ الرئاسة الاثنين.. أحدهما زنديق تطارده بائعات الهوى -حتى سلمى حايك - الأخرى تطاردها آلاف وثائق ويكيليكس وتتهمها بتلقى أموال من دول عربية لشرزمة دول عربية أخرى بلادنا لأجل إسرائيل.
4- لا تكون الأسلحة الأمريكية الفاسدة فقط فى شكل سلاح أو كلينتون وترامب بل وأيضاً فى شكل «فلاكا» وفلاكا هو مخدر جديد بات يضرب الولايات بعد أن انتشر فى فلوريدا وتسبب فى موت العشرات.. ويتم استيراده من الصين ويجعل من يستخدمه كالزومبى يمشى علىٰ بطنه وينبح كالكلب ثم يخلع ملابسه كاملة ويصرخ النار النار لأنه يرفع حرارة الجسم لأكثر من 40 درجة مئوية.. مخدر يصيب مستخدمه بالهلوسة والجنون ثم الموت.. كان الأمريكان قد اعتقدوا أنهم غيبوا شبابا بإغراقهم فى المخدرات فإذا بـ «فلاكا» يرتد إليهم زومبى.. كمشاهد داخل فيلم سينما أمريكانى صحيح.
5- وطبعاً لا تسقط من حسابات الأسلحة الفاسدة ظهور التحالفات الدولية الأخرى والمسحوبة من البساط الأمريكى والتى تتزعمها روسيا والصين وإيران وتركيا والصين وبعض دول كانت تابعة وخانعة وذليلة.