الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
جمال ياقوت.. مسرح زادة الخيال بالإسكندرية

جمال ياقوت.. مسرح زادة الخيال بالإسكندرية






هناك مهرجانات فاعلة تضيف إلينا الكثير فى الواقع الثقافى والفنى المصرى وهناك مهرجانات لا تضيف إلينا شيئا مهما وتكلف الدولة الكثير من النفقات من استضافة وفنادق ومكافآت وتذاكر سفر وأشياء أخرى. المسألة فى تصورى مسألة إرادة لا أكثر ولا أقل؛ حين تكون هناك إرادة حقيقية يكون العمل والإنتاج الفعلى، وأتذكر أننى حين كنت رئيسا لإقليم شرق الدلتا الثقافى أقمنا عام 2013 مهرجان المنصورة الأول للأفلام القصيرة بمبلغ لم يتعد 12 ألف جنيه بالجوائز واستمر لمدة ثلاث دورات وتوقف بعدها، كما توقف أيضا مهرجان الجيزة ولا أدرى ما أخبار مهرجان أسيوط لأفلام الديجيتال؟!.
 أقول ذلك بمناسبة بدء فعاليات مهرجان مسرح بلا إنتاج الذى يقام بمدينة الإسكندرية ويشرف على تنفيذه الدكتور جمال ياقوت، وهو أحد أهم مخرجى جيله والفائز بعدد كبير من الجوائز المسرحية  واستطاع الرجل أن يحول المهرجان من مجرد مهرجان محلى فاعل ومحترم إلى مهرجان دولى تشارك فيه عدد من الفرق المسرحية العربية والدولية. وأرى أن أهمية هذا المهرجان ليس لأنه بدأ يأخذ خطواته ليكون عالميا بصدق ولكن لأنه قام بالأساس على فكرة المسرح بلا تكاليف أو إنتاج كبير يعوق تنفيذ أى عمل مسرحى أو فنى آخر وأعتقد أن هذا هو مربط الفرس، وصار دعوة واضحة وصريحة جدا لتشغيل الرءوس المسرحية وإعمال الخيال فى تنفيذ تلك العروض، وأعتقد أن هذا الخيال وحدة هو القادر على إسعاف أى مخرج يود أن ينتج عرضا مسرحيا جيدا بلا إنتاج مكلف.
أن يقام مهرجان مسرحى دولى فى مدينة الإسكندرية بجهود شخصية، وأقصد هنا مهرجان «مسرح بلا إنتاج» الذى يقام هذا الشهر على عدد من مسارح المدينة فهذا شيء يستحق التقدير، خاصة أنه يشارك فى دورة  هذا العام 16 عرضا مسرحيا منهم 12 عرضا من دول عربية وأجنبية، يحضرون على نفقتهم الخاصة، هذا يعنى بالنسبة لى ككاتب مسرحى مصرى الكثير، يعنى أن لدينا طاقات مسرحية وكوادر قادرة فعلا على العمل  والفعل المسرحى المؤثر ويعطى رسالة لمن فى مواقع صنع القرار أن هناك وسائل وطرقا كثيرة لتقديم  مسرح بلا ميزانيات كبيرة ودعوة فرق مجتهدة أجنبية دون صرف مئات الآلاف التى تصرف على تذاكر السفر، خاصة لو كانت فرقا من الهواة المحبين للعمل المسرحى والذين لن يتركوا جدولا ملئ بالعروض المدفوع تذاكرها مسبقا.
و أدعو قطاعات الإنتاج فى وزارة الثقافة لتفعيل تلك الفكرة لشباب المسرح الذى يود أن ينتج مسرحا بلا إنتاج أو معتمدا على ديكورات وملابس وإكسسوارات الأعمال السابقة من الأعمال الفنية لكى يستفيد من أطنان الديكورات الموجودة فى كل مكان، فى قصور الثقافة والبيت الفنى للمسرح وقطاع الفنون الشعبية، على أن يتم ذلك بعد ضبط الإجراء الإدارى وأخذ موافقة السلطة المختصة  التى تستطيع أن تأخذ من القرارات ما لا يستطيع أحد أن يأخذه ويكلفها القانون بذلك طالما أن الأمر للصالح العام  وعليهم أن يقرأوا بطاقات الوصف الوظيفى الخاصة بهم وأعتقد أن الأمر سوف يوفر كثيرا من الأموال ويوفر الكثير من المخازن المؤجرة والتى يجب أن تبنى لذلك وسيكفينا محاذير الحماية المدنية وخطر الحريق الذى مازلنا نكتوى بناره حتى الآن منذ حريق بنى سويف.  
ويحتاج المهرجان إلى دفعة قوية للاستمرار والتطور والرسوخ ضمن خارطة مهرجاناتنا المصرية والعربية المهمة، ومن الممكن أن تضعه لجنة المهرجانات ضمن خريطتها السنوية وتدعمه وزارة الثقافة ممثلة فى هيئاتها وقطاعتها فنيا ولوجيستيا.
 وأنا شخصيا مع ماهية هذا المهرجان وفكرته الأساسية لأن يجعل الخيال الزاد المسرحى الأول فى التنفيذ الذى يعتبر العمود الفقرى لبناء فضاء الخشبة ومع فكرة إعادة استخدام المتاح وتدوير الممكن من الديكورات القديمة، وأتذكر أننى قدمت عدة حوافز لمن يفعل ذلك فى قصور الثقافة وأرسلت لهم الضوابط،  لكن مهندسى الديكور والمخرجين لم يستغلوا ذلك، رغم الحوافز المادية واحتفاظ المخرج بالميزانية كلها رغم أنه سيعتمد على ديكور قديم مناسب. وفى النهاية، أدعو الجميع لمساعدة المهرجان ودعمه لأنه دعم لشباب المسرح من أصحاب الخيال فى مصر والعالم العربى وأدعو أيضا الهيئة العربية للمسرح أن تدرس ملف هذا المهرجان فى إطار دعم المسرح العربى وتحية للمخرج المبدع د.جمال ياقوت ومن معه من المساعدين، المعاونين والداعمين.