السبت 21 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
هل سينقلب الأمريكيون على الشرعية؟

هل سينقلب الأمريكيون على الشرعية؟






حتى الآن، لم يصرخ بعد المرشح الجمهورى الفائز فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب بصوته الجهورىّ وأدائه المسرحىّ فى خطاب قادم لا محالة: الشرعية الشرعية الشرعية، لكنه وإن لم يقترب حتى الآن من شخصية المعلم  «مرسى العياط» فهو لم يبتعد عن سياق «الجماعة»، أو بمعنى أدق  سمات «البداوة».
فى تصريح شديد الأهمية كان مرشح اليمين الشعبوى دونالد ترامب قد أدلى به فى أغسطس الماضى لشبكة «فوكس بيزنس» سأنقله حرفياً: «إن التدخل الأمريكى العسكرى فى ليبيا 2011 كان يجب أن يشترط علىٰ الثوار أن نأخذ منهم نصف النفط مقابل مساندتهم فى حربهم ضدّ نظام القذافى.. حين كانت تندلع حرب فى القديم، فإن «الغنائم» تعود للمنتصر».
سنركز هنا علىٰ كلمتين دالتين  واضحتين فاضحتين لمفهوم الحضارة الأمريكية: 1-الثوار، 2- الغنائم.
1- إنه من العار علىٰ الشعب الأمريكى أن يقبل أن رئيسه المنتخب لا يسلك طريق  الهيرو الأمريكى القديم، بل هو مجرد  «هجام» لا يرى فى «ثوار» العالم الثالث سوى مجرد شوية لصوص، حرامية غسيل ومحافظ فى الأتوبيسات، فهو من وجهة نظره يعتقد أن الثوار فى الثورة الليبية المدعومة عسكرياً من القوات المسلحة الأمريكية لم  «تنصف» معه فيفتى فيفتى، وكان يجب أن تحصل أميركا علىٰ نصف النفط لأن «الثوار» حين هجموا علىٰ نظام القذافى حصلوا علىٰ حصة أكبر  مما سرقته الحكومة الأمريكية، طيب فين بقى ثورة أذهلت العالم  والربيع العربى والشباب النظيف وزيارات البيت الأبيض والأمم المتحدة  والحقوقيين؟
2- فى مفاجأة شديدة الوقع علىٰ الأذن العربية- تحديداً وبالذات- أن ينطق الرئيس الأمريكى لفظة: «غنائم»، بل ويستملحها، بل ويجعلها منهجاً للسياسة الخارجية الأمريكية، فالرجل قارئ جيد للتاريخ العربى القديم ويعرف أن القبائل التى تغير علىٰ أخرى تحصل علىٰ الغنيمة وتفنى رجال القبيلة وتسبى نساءها لا محالة ولا مفر، هل سأل أحدكم عن أصول ترامب؟ من أين جاء جده الأكبر؟ الرجل يقود أمريكا العظمى لسكة الصحراء والبداوة.
■ السؤال الآخر: هل يمثل «ترامب» الأمريكيين تمثيلاً حقيقياً؟ الإجابة: لا، لكنه يمثل قطاعا من الشعب الأميركى وليس كل الشعب.
فما إن تم الإعلان المزلزل غير المتوقع بفوز اليمينى المتطرف دونالد ترامب رئيساً جديدا للولايات خلفا لأوباما حتى اندلعت مظاهرات عاصفة فى كافة أرجاء المدن والولايات الأمريكية، آلاف  المتظاهرين الغاضبين فى نيويورك وواشنطن ولوس أنجلوس وشيكاغو وفلوريدا وأتلانتا انطلقوا فى الشوارع فيما يشبه ثورات الربيع العربى رافعين لافتات تقول: (ترامب ليس رئيسى)، فهم يرون أن رئاسته ستضر بحقوقهم المدنية، بالطبع هذا الكلام ليس صحيحاً جداً فالمدنيون «السود» و«اللاتينو» كانوا يسقطون فى الشوارع ضحايا شرطة أوباما الديمقراطى الأسود.
والإجابة لا أيضاً لأن هناك عريضة بتوقيع 3 ملايين اميركى تطالب بعزل ترامب وتنصيب كلينتون للرئاسة؟ طيب فين «الشرعية» يا بتوع «الشعرية» واحترام الصندوق؟
الإجابة لا كذلك لأن شعب ولاية فلوريدا قدت طالب بالانفصال عن أمريكا والاستقلال كدولة غير تابعة، وأكد  الفلوريديين أيضاً أنهم بصدد إجراء استفتاء أسموه Calexit علىٰ غرار Brexit البريطانى وخروجه من الاتحاد الأوروبى، ولعل أهم واروع الأسباب الـ9 التى وضحها أهالى فلوريدا للاستقلال هى أن بانفصالهم عن الولايات الـ49 الأخرى سيتحقق لشعبهم السلام والأمن لأن الجيش الأمريكى يهاجم دولا أخرى فيضطر الشباب الفلوريدى للتجنيد داخل المؤسسة العسكرية الاميركية.
■ هل تعتقد أن ترامب سيكمل مدته الأولى؟
■ متى سنسمع خطاب الشرعية الأمريكى؟