السبت 21 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
إنت بتستعمانا يا هولاند

إنت بتستعمانا يا هولاند






ولا يغرنك تقلبهم فى الحرير والعطور والقصور، ولا تعبأ بما يبدونه أمامك من سمت الشرفاء والعظماء، ولا يخلبن عقلك وجوههم الوضاحة ولا لثغة ألسنتهم ولا جبينهم المتعال، راقبهم جيداً ودقق فى التفاصيل المخاتلة البراقة لتدرك أنهم لا يرفلون سوى فى قدر عظيم من الوقاحة والبجاحة والنطاعة بما يمكن أحدهم - الرئيس الفرنسى هولاند - أن يعلن منفرداً ومفاجئا حكام العالم الأول أنه سينقل ما تبقى من الآثار السورية إلى متحف اللوفر!
 خمس سنواتٍ ولا يفعل هؤلاء الحكام فى بلادنا شيئاً سوى قتلنا وسرقة النفط والآثار عن طريق وكلائهم الداعشيين، هولاند المغادر مقعد الرئاسة الفرنسية قريباً عز عليه أن يترك بلاده وما زال فى بلادنا حجر مقام فقرر أن يكدس خزائن اللوفر بـ(كناسة الدكان).. هولاند الذى صرح لوكالة فرانس برس بهذا الخبر لم يكتف بذلك القدر من التهليب بل قرر فى شجاعة نادرة أنه من أجل «إنقاذ» هذه الكنوز الأثرية فى سوريا والعراق سيعقد ومعه 40 دولة- ليس فيهم «على بابا» و«قاسم»- سيعقدون مؤتمراً دولياً فى إمارة «أبوظبى» يومى 2 و3 يناير المقبل، سيقررون فيه مصير حضارة بلاد الرافدين.
قد أمر السيد هولاند الموقر ببناء مركز بتكلفة 100 مليون دولار لتخزين هذا التراث السورى العراقى فى مدينة «لييفيان» التى تبعد 200 كم عن العاصمة الفرنسية باريس!، طيب، سيبك من سؤال: هى البلاد دى ملهاش صاحب؟ ملهاش شعب؟ ولأن الإجابة: لأ ملهاش، ادخل على السؤال الثانى: ألم تشبع هذهِ الدول من التهام جيفتنا وعظامنا ؟ فعلاً ألم تشبع دول العالم الأول من التغذى على دول العالم الثالث نحنُ؟
هولاند المهدد بالإقامة قبل أسابيع من انقضاء مدته الرئاسية لأنه أفشى أسرارا رئاسية عن خطة فرنسية - أمريكية للإطاحة بالرئيس السورى بشار الأسد لم يقم بإنقاذ حضارة تدمر فى سوريا حين دمرتها داعش ولا حضارة نمرود فى جنوب الموصل بالعراق حين نهبتها داعش، ولا بكى هولاند على آلاف الكتب والمخطوطات السيريانية والعربية التى حرقتها داعش الأسبوع الماضى فى الموصل أمام أعين حكام العالم الحرامى أجمع، عارف ليه؟ لأن داعش قد قامت بالفعل بنقل كنوزنا إلى متاحف بلاد أوروبا وأمريكا تحت حماية ورعاية رياح الربيع العربى منذ 6 أعوام، وهذا ما جعل المفكر الفرنسى «تييرى ميسان» يصرخ وكأنه عربى موضحاً لمراسل «سبوتنيك» أن تهريب الآثار السورية والعراقية يتم بين الحكومة الفرنسية والألمانية والأمريكية وبين جماعات داعش، وأن 3 شركات كبرى تنقل التراث العربى من شمال حلب وجنوب الموصل عبر تركيا ومنها إلى أنطاليا ومنها إلى مطارات شارل ديجول وجون كيندى وفرانكفورت و...و...و.
وبنفس الخطى الشامخة الواثقة يتقدم الرئيس الفرنسى السابق ساركوزى للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة بيدين ملطختين بدمائنا وممتلئتين بنفطنا وآثارنا وسط فضيحة فجرها رجل الأعمال اللبنانى الفرنسى زياد تقى الدين بأنه كان وسيطا فى توصيل 3 حقائب كل واحدة تحوى ما بين 1 ونصف إلى 2 مليون يورو إلى ساركوزى فيما بين عامى 2006 و2007 من العقيد القذافى إلى ساركوزى لتمويل حملته الانتخابية الأولى، ساركوزى الذى قتلت مخابراته القذافى ومثلت بجثته وبعثرت بلاده بين القبائل الليبية سيعود ليحكم فرنسا من جديد بتمويل عربى جديد.
هم ليسوا عظماء ولا حاجة هم رؤساء عالم أول بقدر تأخرنا، هم كبار بقدر ضآلتنا، هم أثرياء بقدر حاجتنا إليهم، هم منتصرون بقدر انبطاحنا، هم شامخون بقدر ذلنا، هم أحرار بقدر خدمتنا فى بيوتهم.