الأحد 22 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ولسوف يحكمهم «داعشى».. أو «نكاحية»

ولسوف يحكمهم «داعشى».. أو «نكاحية»






لم تدرك المستشارة الألمانية وزعيمة الاتحاد الديمقراطى المسيحى «أنجيلا ميركل» خطورة ما فعلته بالطفلة السورية المهاجرة «أنجيلا ميركل» حين رفضت فجأة طلبا للجوء تقدمت به أسرة الطفلة التى كانت ألمانيا ومستشارتها الكريمة المضيافة قد استجلبت منذ عامين آلاف  السوريين من بلادهم عبر البحار واسماك القرش والسماسرة بغرض فرض أمر واقع على النظام السورى لتغييره بهجرة سكانه - لم يتضح بعد أسبابه المستترة- وهو مالم يحدث.. ولأنه لم يحدث وبشار سيظل يحكم، فكان أن قلبت المانيا وجهها الحنون واستبدلت به وجهها البارد القاسى وأعلنت الأسبوع الماضى ترحيل 100 ألف لاجئ سورى بنهاية 2016، بمن فيهم الصغيرة أنجيلا ميركل المولودة فوق التراب الألمانى، والتى فضل والداها أن يسمياها علىٰ اسم المستشارة الألمانية ولم يسمياها مثلاً يعنى: «هند بنت عتبة بن ربيعة» زوجة: «أبى سفيان بن حرب الأموى القرشى» والدة «معاوية بن أبى سفيان»، أبو سفيان الذى: «من دخل داره فهو آمن».. فقد صدقوا وعد المستشارة الألمانية بأن من دخل دار «أنجيلا بنت ميركل» فهو آمن.
لم تدرك ألمانيا ومستشارتها التى قررت ترحيل اللاجئين السوريين عنوة بينما، أعلنت فرنسا منح مبالغ مالية مجزية لكل لاجئ يترك فرنسا ويعود لسوريا.. هكذا؟ وكأن ملايين السوريين الذين شردوا كانوا فى رحلة استجمام، أو شوبينج لبلاد أوروبا؟ وليسوا بؤساء مضللين فقدوا بيوتهم وأحبتهم وأموالهم ووظائفهم وأمانهم وبلادهم هرباً إلى بلاد بعيدة أذلتهم وتاجرت بأعضاء أطفالهم وأجساد نسائهم وقتلت فى البحار شبابهم.. هكذا هاجروا وهكذا سيعودون.. فهل تصدق ميركل أنهم حقاً لبلادهم سيعودون؟
طيب، وماذا عن الأوروبيين الذين التحقوا بداعش فى سوريا والعراق وليبيا واليمن؟ والذين سيعودون حتماً وقريباً إلى ديارهم فى أوروبا وأمريكيا؟ بل الذين على صلة واتصال بالدواعش المندسين بين المهاجرين، ولا تنسى المقهورين الذين أدركوا فداحة وحقيقة الوضع الذى آلوا إليه؟  
من بين هؤلاء سيخرج، يوماً ما، من سيقلب أوروبا رأسا علىٰ عقب، سيغير جغرافيتها وسياستها وحكومتها وديانتها ولسوف ينسف تاريخها وتراثها، يوماً ما سيحكم الدواعش أوروبا ولسوف تصبح مستشارة بلادهم واحدة من نساء النكاح، لن يكون ذاك اليوم بعيداً جداً.
الأدلة على ذلك باتت واضحة وكثيرة، كأن يختلف اللصان مثلا، ففى صراحة لا تخلو من تهديد أعلن أردوجان أنه سيرسل إلى أوروبا آلاف الجهاديين المسلحين علىٰ خلفية تعليق الاتحاد الأوروبى عضوية تركيا بالبرلمان  يوم الخميس الماضى، ها هو أردوجان شريك الأوروبيين فى الجريمة السورية ينقلب على شركائه ويهدد بتسريب طوفان من الدواعش المسلحين ونسائهم  إلى أوروبا، إيشى خيال يا بلاد بره!.
فى الحقيقة يجب أن يخاف الأمريكيان والأوروبيون من حكم الدواعش - تلك الثعابين والحيات التى أدفأوها فى فراشنا 2011 فتسللت إلى أسرتهم ومخادعهم ـ لا أن يخافوا كما هو واضح الآن من هبوب رياح الربيع الغربى الشعبوى الذى فج أريجه بنجاح اليمينى دونالد ترامب وهزيمة كلينتون، الربيع الغربى الشعبوى الذى انتقل لقاحه إلى فرنسا، حتى ألمانيا لم تنج منه هى الأخرى، ولا تنسى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى وإعلان برلمانها بأن هذا الحدث- البريكسيت - هو بمثابة انتفاضة شعبية بريطانية ضد نظام أوروبى ديمقراطى قديم، وأنه أيضاً  بمثابة إعلان انتهاء وصاية أوروبا علىٰ بريطانيا.
ما سوف يحدث مستقبلاً فى أوروبا وأمريكيا هو كالتالى: سوف يتصادم اليمينان: اليمين  «الشعبوى الغربى» مع اليمين الإسلامى الراديكالى «الداعشى العربى»، وأظن أن كفة الداعشى العربى ستنتصر ولسوف يحكمهم يوماً ما داعشى ونكاحية، أولئك الذين تم التلاعب بهم كجيوش مرتزقة كانت تحلم بالخلافة والإمارة فانتهى بها الأمر مشردة لا وطن لها ولا حياة.