الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الثقافة فى مواجهة الإرهاب يا سيادة الرئيس

الثقافة فى مواجهة الإرهاب يا سيادة الرئيس






 لمن هذه الرءوس التى لم تعد تفرق بين رجل وامرأة، طفل وشيخ، شاب وفتاة، جامع وكنيسة. سؤال يراودنى كثيرا وبشراسة هذه الأيام الصعبة بعد تفجير كمين الجيزة بعد صلاة الجمعة، وتفجير الكنيسة البطرسية يوم المولد النبوى وأثناء الصلاة يوم الأحد، إن ما يحمل ذلك من دلالات وإشارات غاية فى الأهمية والخطورة. ما الذى يجعل رجلا أو امرأة، شابا كان أو فتاة وأحيانا غلاما صغيرا أن يحول نفسه إلى لغم يقتل به نفسه أولا قبل الآخرين؟ من يفعل ذلك إلا صاحب الرأس الفارغ إلا من أفكار شاذة، ومن المسئول عن ملء هذه الرأس الفارغة؟ فى تصورى كثيرون مسئولون عن هذا الفراغ الذى يعشش فى تلك الرءوس الملآنة بالفكر المتطرف، تلك الرءوس التى صارت والعمى سواء.، علينا أن نعترف بالخطأ جميعا  ونراجع أنفسنا، سنجد أن المسئولية سوف تقع على المجموعة الثقافية كلها فى المقام الأول؛ التربية والتعليم  والثقافة والشباب والرياضة والأوقاف والأزهر والكنيسة والتضامن ومؤسسات المجتمع المدنى والأحزاب والجمعيات الأهلية وأدعو الرئيس إلى دعوة المجموعة الثقافية فورا لتنفيذ الرؤية الثقافية الشاملة للمنظومة الثقافية؛ الأفقية والرأسية والتى وضع تصورها وبدأها الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق وقامت كل الوزارات ذات الصلة بالثقافة  بتوقيع عدد مهم من البروتوكولات التى لم تنفذ كما ينبغى على أرض الواقع.
 علينا أن نتوسع فى هذا العمل الجماعى لتلك المجموعة الثقافية من خلال التعاون معا لنواجه هذا الإرهاب الأسود الذى يسيطر على الرءوس بداية من الأطفال والشباب واليافعين وأصحاب المهن الذين لا يستطيعون الرد على أفكارهم ويكونون فريسة سهلة لأصحاب تلك الأفكار  وأدعو الكاتب حلمى النمنم وزير الثقافة إلى عمل تصور تشترك فيه قطاعات وهيئات الوزارة لتقديم رؤية قابلة للعمل المشترك للوصول إلى القرى والأطراف والأماكن المحرومة ثقافيا لعمل قوافل ثقافية سريعة الانتشار وبإمكانيات بسيطة تساعد المدرسة والجامعة فى توعية الشباب وتؤكد على فساد الفكر المتطرف، فنحن نحتاج  الفن والثقافة الآن لخدمة المجتمع .
وأرى أنه يجب علينا الآن أن نوجه كل الخطط الاستثمارية فى الوزارة لعمل قصور ثقافة صغيرة ومكتبات للشباب والأطفال، لا تزيد تكلفتها على 3 ملايين جنيه لكل موقع من الآن، وقد بدأت تلك الخطة خلال عام 2015 بعشرين موقعا جديدا فى الصعيد والدلتا وأرى أن فائض عدم استغلال الخطة الاستثمارية خلال 15/16 كان كفيلا بعمل 50 قصرا صغيرا  للثقافة بقرى الصعيد، أدعوه أن توجه الخطة كلها والتى تقدر بأكثر من 500 مليون جنيه لعمل 170 قصرا جديدًا للثقافة ومكتبة للشباب والأطفال فى المناطق الأكثر فقرا وخطورة وتقع تحت طائلة الفكر المتطرف فى الدلتا والصعيد والأماكن النائية. أرجوه أن نؤجل أى مشاريع لن تؤثر فى وجدان وعقل الناس بشكل مباشر وسريع، فنحن فى حاجة للتدخل السريع والعاجل لفعل شىء وأدعو السيد وزير الشباب والرياضة أن يفتح مراكز الشباب التى بها مئات القاعات تصلح كمكتبات وبيوت ثقافة تخصص لهيئة قصور الثقافة وقد خصصت بعض المراكز قاعات للهيئة سابقا ونبدأ بعمل قوافل ثقافية فى كل مكان  لنشر الوعى الذى يحارب تلك الأفكار وأدعو الزملاء فى قصور الثقافة أن يعيدوا المسرح التوعوى مرة أخرى ولقاءات الثقافة فى مواجهة الإرهاب فى القصور والمدارس والجامعات ومراكز الشباب و المعاهد   وأن نعيد السلاسل الثقافية والدينية التى كانت توضح وتفسر وتعطى للشباب والنشء الفكر الوسطى المتسامح والتنويرى مثل سلسلة التنوير الذى كان يشرف عليها الكاتب الكبير محمد السيد عيد بقصور الثقافة وتم إلغاؤها وأطالب الزملاء بقصور الثقافة أن يستأنف إصدارها مرة أخرى.
 وأخيرا أن نتكاتف جميعا لفعل شىء لهذا الوطن وأن ننسى كل خلافات فكرية أو مذهبية لمواجهة هذا الفكر المتطرف الذى يقود الوطن إلى  منطقة الخطر.