الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المصريون يحبون الموسيقى أكثر من الأوبرا

المصريون يحبون الموسيقى أكثر من الأوبرا






لا شك أن الأوبرا من الفنون الرفيعة التى نفخر بها فى مصر وترتبط فى أذهاننا بافتتاح قناة السويس وإن كانت الأغلبية العظمى من مشاهدى هذا الفن فى التلفاز لا يفهمونه ولا يتذوقونه ولا يقدرون على مشاهدته أكثر من دقائق،ثم يبحثون عن شىء آخر يشاهدونه، وليس معنى هذا أننى ضد هذا الفن العالمى لا قدر الله ولكنى معه ومع ناسه فى القاهرة والإسكندرية وعلينا ألا ننسى رغباتهم فى تنفيذ بعض العروض التى يصرف عليها مئات الآلاف وقد نجلب لهم ما نجده من عروض فى كل مكان فى العالم لأن الأمر يرتبط بوجاهتنا وكوننا من الدول المتقدمة ثقافيا وفنيا على مستوى الحضارة البشرية، أقول ذلك بمناسبة مهرجان الموسيقى العربية الناجح  الذى انتهى منذ شهر تقريبا وكان الحصول على تذكرة منه يعتبر نصرا كبيرا، حتى أننى لم أستطع الحصول على تذكرتين - ليس لى والله ولكن لأحد الأصدقاء - إلا بواسطة ولا يأخذكم الخيال أن الواسطة كانت زميلتى الدكتورة إيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا المصرية أيام كنت زميلا لهم وأحد  قيادات الوزارة أيام الدكتور جابر عصفور والدكتور عبد الواحد النبوى ولمدة شهرين أيام الكاتب حلمى النمنم، بل كانت الواسطة  أحد رجال مكتب الإعلام المحترمين فى الأوبرا من الأصدقاء القدامى حين كنت مديرا عاما للقليوبية وبعد جهاد كبير أحضرنا للصديق العزيز تذكرتين لحفلتين غير اللتين كان يريدهما ولكنه حمد الله كثيرا أن وجد شيئا من التذاكر التى لا تتناسب سعرها بالطبع مع موظفى الجهاز الإدارى للدولة أو أصحاب الدخول التى تكفى بالكاد!!  ورأيتنى أفكر وأرجو ألا يكون الفكر ذنبًا وتكون الرؤية إثمًا هذه الأيام، لماذا لا يستمر هذا المهرجان الناجح الذى احتفل بيوبيله الفضى فى إقامة  تلك الحفلات طوال العام؟ ولماذا لا نحدد أياما شهرية لحفلات المطربين المصريين والعرب طالما أنهم مطلبون بهذا الشكل ولماذا لا نتجول بهم فى أقاليمنا خارج القاهرة والإسكندرية وندعم خزينة الدولة وتكون تلك الحفلات هى المصدر الأساسى لمستهدف الوزارة لدعم موارد  الدولة،  فيكون كل يوم فى الشهر هو يوم  مطرب ما مثلما كانت الخميس الأول يوم حفلة أم كلثوم، لماذا لا يكون الخميس الأول هانى شاكر والثانى أنغام والثالث على الحجار والرابع مدحت صالح.  طالما أن الشعب المصرى يحب الموسيقى والغناء  الأصيل بهذا الشكل، أقترح أن نبدأ  فى تنفيذ تلك الليالى فى أوبرا الإسكندرية ودمنهور فورا وأعتقد أن ذلك سوف يعيد الاعتبار للمطرب المصرى الذى صار غريبا فى وطنه بعد أن تم مصادرته لصالح مجموعة من المطربين أو المؤديين العرب فى المشرق أو فى المغرب العربى، وقام بذلك  عدد لا بأس به من شركات الإنتاج التى كانت تشترط عليهم ألا يظهرون -حتى فى وسائل الإعلام - إلا بتصريح منهم فتأخر المطربون المصريون  بفعل فاعل ما يزيد عن عقدين من الزمان، والسؤال الذى كان يطاردنى:  أين محمد  ثروت وهانى  شاكر وأحمد إبراهيم ونادية مصطفى  وغادة رجب و وآخرين حتى بنات الأوبرا صرن مهملات لزوايا كثيرة من أسباب النجومية ولولا كفاح الحجار والحلو ومدحت صالح وأنغام فى الخروج من تلك الشرنقة  لحدث الاختفاء العظيم وبقى عمرو دياب فى قلعته بكل إمكانياته وتامر حسنى بجماهيره من المراهقات والمراهقين.
ومن الممكن أن نقيم تلك الحفلات على مسارح الهيئة العامة لقصور الثقافة المنتشرة فى كل مكان فى المحافظات  ومسارح الجامعات الحكومية وبعض الجامعات الخاصة التى تتوق بالطبع لتلك الحفلات، واعتقد أن تلك الحفلات سوف تعيد الغناء المصرى الأصيل للصدارة مرة أخرى وستساهم فى تقديم كل جديد من الغناء والموسيقى واكتشاف عدد جيد ومحترم من المواهب الجديدة والصاعدة  التى لا تجد من يقف بجوارها بعد اكتشافها.
وأخيرا أدعو دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتورة إيناس عبد الدايم  أن تتبنى مشروعا لعودة هذه الأصوات المصرية من خلال برنامج شهرى غير نمطى يعيد الأصوات المصرية صاحبة الطرب الأصيل للساحة المصرية من أقصاها إلى أقصاها مرة أخرى وبالتعاون مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون وبمشاركة رعاة وشركات إنتاج مصرية.