الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
القراءة مستقبل وطن ..  يا وزراء المجموعة الثقافية «1»

القراءة مستقبل وطن .. يا وزراء المجموعة الثقافية «1»






سعدت جدا بدعوتى للمشاركة والتحكيم  فى المرحلة النهاية للمسابقة القومية «المشروع القومى للقراءة لطلاب المدارس» الذى تنفذه وتشرف عليه الإدارة العامة للمكتبات برئاسة الدكتورة سمية سيد صديق التابعة لقطاع الخدمات والنشاط برئاسة الأستاذ هشام السنجرى بوزارة التربية والتعليم، وبواعث سعادتى تكمن فى العمل الجاد المحترم والذى ينفذ بحماس ووعى وبعيد عن نموذج المسابقات الرمزية والروتينية التى تقام هنا وهناك فى قطاعات عديدة بالدولة.
وبدأت الحكاية برغبة من القائمين على مكتبات الوزارة بتطوير الأداء والاستفادة القصوى من مئات الآلاف من الكتب الموجودة فى المكتبات المدرسية  والتى لا يقرأها أو يتعامل معها غير عدد محدود من التلاميذ والطلاب وزاد الطين بله  إلغاء حصة المكتبة ودخولها ضمن حصة الأنشطة وعلى الطالب أن يختار النشاط الذى يريده لو سمح له بالنشاط أصلا، فما كان إلا البحث عن وسيلة فعالة تجذب التلاميذ والطلاب للقراءة وبالطبع كان مسابقة الإمارات المحترمة للقراءة دور محفز فى محاولة تنفيذ التجربة بمصر، خاصة بعد أن شارك فيها عدد لا بأس به وفاز فيها بعض الطلاب وكرم فيها بعض أمناء المكتبات.
وتم الإعلان عن المسابقة فى منتصف شهر يونيه على ثلاث مراحل؛ مرحلة مستوى الإدارة التعليمية ويقرأ الطالب عشرة كتب ومرحلة مستوى المديرية ويقرأ الطالب عشرة كتب أخرى والمرحلة الأخيرة يقرأ التلميذ خمسة كتب إضافية، ليكون مجموع ما قرأ التلميذ فى نهاية المراحل الثلاث خمسة وعشرين كتابا فى شتى فروع المعرفة والجدير بالذكر والسعادة والدهشة أن عدد من شارك فى تلك المسابقة  الرائعة كان 184959 طالبا وطالبة من كل محافظات مصر، ووصل للمرحلة النهائية 405 من القراء الجيدين جدا، لا شك أن هذا العدد يعطى دلالات كبيرة وإشارات بالغة الأهمية والخطورة، ويبشر بالخير ويعطى آمالاً كبيرة فى مستقبل أولادنا ويثير الحماس للتوسع فى عدد القراء ليزيد إلى أضعاف مضاعفة وذلك بطرق سهلة جدًا، منها على سبيل المثال أن نضيف مرحلة أولية على مستوى المدارس وتكون بقراءة خمسة كتب فقط  والمتفوقون  يعطون  الدرجة النهاية فى أعمال السنة فى المادة التى اختاروها، إضافة لجائزة مادية ومكتبة صغيرة من الكتب، ولنا أن نتخيل لو أن لدينا ما يقرب من 30 ألف مدرسة وشارك فقط 35 تلميذا من كل الصفوف لوصلنا إلى العدد مليون قارئ بسهولة ويسر ودون عناء  ولنا أن نتخيل لو أقيمت المسابقة على مستوى كل صف ومستوى كل فصل بواقع ثلاثة كتب أخرى لاتسعت القاعدة  وزاد عدد القراء.
والسؤال الذى يطرح نفسه، لماذا لا  يشارك الجميع فى تلك المسابقة القومية، لماذا  لا يجتمع وزراء المجموعة الثقافية لو صح التعبير وأقتنع السيد رئيس مجلس الوزراء بذلك ليدرسوا كيف نكون أمة تقرأ بجد، فهى أمة مأمورة فى أول خطاب لها من الله أن تقرأ حين نزل الوحى على الرسول الكريم، وأقترح أن يبدأ الاجتماع بخمسة وزراء هم؛ التربية والتعليم والثقافة والشباب والتعليم العالى والتضامن، على أن يكون الصيف المقبل هو إطلاق هذا المشروع على مستوى الوطن كله ويكون له هيئة عليا ولجنة مسئولة عن تنفيذه.
والجيد أن وزارة التربية والتعليم  رصدت هذا العام للجوائز مبلغا أراه معقولا ولكنه لا يلبى الطموح العام للوصول لمليون قارئ حقيقى سيكون ذخيرة الوطن، فقد رصت ما يقرب من 45 ألف للتلاميذ بواقع خمسة عشر ألف لكل مرحلة من التعليم حيث يحصل الأول على خمسة آلاف والثانى على  أربعة والثالث على ثلاثة والرابع على ألفين والخامس على  ألف جنيه والجميل أنها رصدت ألف جنيه لكل أمين مكتبة، ربما يعتقد البعض أن تلك المبالغ قليلة وهى بالطبع كذلك ولكنها ترصد لأول مرة، والسؤال هنا لماذا لا يتبنى أولياء الأمور الميسورين من التجار ورجال الأعمال دعم تلك المسابقات فى المدارس والإدارات التعليمية بجوائز مالية وعينية لتشجيع الطلاب وتخصم تلك الأموال من ضرائبهم المستحقة سنويا لتكون جزءًا من الرعاية الاجتماعية التى يجب أن تقدمها تلك الفئات للمجتمع، أشعر بالأمل والتفاؤل فى المستقبل لو استمر العمل للوصول إلى شعب قارئ يعرف ما له وما عليه ويرى أن العمل هو الطريق الوحيد  لمنافسة الأمم وأخذ المكان اللائق بنا بين الأمم العظيمة.