السبت 21 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
شرق أوسط جديد فوق أنقاض «كونداليزا رايس»

شرق أوسط جديد فوق أنقاض «كونداليزا رايس»






رغم السواد الحالك الذى لف ليالينا فى عام 2016..إلا أن لون الدم الأحمر المتفجر فينا بطول الأوطان قد صبغ العتمة ومنحها شحوبا ما.. شحوبا منعها من أن تكون حالكة.. سحب منها العتامة.. عام معتم بنكهة الجراح.. منحه الدم وظيفة الشفق الذى يأتى بـ«ضىّ» النهار.. مسحة رومانسية لعام باطش قاس.. لوحة رديئة.
لكنه يقيناً عام لم تتنبأ به العرافات الساحرات ولا حتى كونداليزا رايس.. عام كنس مشروعها وأزاحه من الشرق إلى الغرب.. الفوضى الخلاقة وقد نظمت نفسها.. هكذا تشى ملامح نهاية عام ليس ككل الأعوام.
لم تكن تدرك السيدة الساحرة الشريرة كونداليزا رايس التى تنبأت وتبنت مهمة تدمير الشرق الأوسط مبتدأة بالعراق.. بأن حتفها ونهاية مشروعها- الفوضى الخلاقة - سيعرقله الدم السورى ومقابر الأبرياء.. لم تكن تعرف أن السحر الذى سكبته على سماواتنا وتجرعه الشرق سنوات قد بدأ الغرب فى تجرع قنينته.
كونداليزا هى العرافة الغبية - الكاذبة ولو صدقت - لم تدرك أمورا كثيرة.. رغم أننا جلسنا كعرب تحت أقدامها نصيغ السمع لهمهماتها وهى تقرأ لبلادنا الفنجان وعلى أرواحنا الفاتحة.
ثمة خطوط فى فنجان كونداليزا لم تقرأها لنفسها حين شربت القهوة العربية السادة..
فعازفة البيانو والراقصة علىٰ الجليد وآخر حمامة فى قفص الصقور الأمريكى كانت تجيد الروسية والتشيكية! بل هى الحاصلة علىٰ الدكتوراة فى شئون روسيا الشوعية والجيش الأحمر.. لم تكن ترى فلاديمير بوتين فى فنجانها الأسود.
المرأة التى عملت مديرة لقسم شئون الاتحاد السوفييتى وشرق أوروبا حتى عام 1986 لم يخبرها الودع ولا أوراق الكوتشينة بأحداث حلب 2016!!
وحين صار الموتور بوش رئيساً قام بتعيينها مستشارة للأمن القومى الأمريكى.، أى رئيسة هيئة كبار المديرين.. أى كل كبار المسئولين الأمريكان.. ليس ذلك فقط بل توقع لها الجميع وتوقعت لنفسها وسعت إلى ذلك.. إلى أن تكون أول رئيسة أمريكية سوداء.. فجاء أوباما كأول رئيس أمريكى أسود.. فى الحقيقة، سواءً كوندى أو بوش أو أوباما، الثلاثة جعلوا من أمريكا مسخرة الإمبراطوريات.. إنهم من بدأ بتقزيمها قبل أن يتسلمها ترامب هو الآخر !! يا عالم.. ولا عالم غير الله.
قبل أن يستنهض بوتين أنقاض روسيا من تحت ركام الاتحاد السوفيتى، وقبل أن يتبادل مع ميدفيديف لعبة الرئيس ورئيس الوزراء.. كانت خيوطه وخطوطه ونشأته تنبئ بمصير روسيا والمنطقة برمتها حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه.، لكن كوندى لم تكن تجيد قراءة فنجان بلادها بينما تجيد أو تتوهم أنها تجيد قراءة طالع بلاد الآخرين.. بوتين المسيحى الأرثوذكسى خريخ الحقوق جامعة ليننجراد ومواليد عام 1953 والذى بسرعة البرق تولى وظائف مهمة منها مستشار رئيس مجلس مدينة ليننجراد.. رئيس لجنة الثقافات الخارجية فى سان بطرسبورج.. ونائب مدير الشئون الإدارية فى الرئاسة الروسية.. ثم فى 1996 وقد صار نائباً لمدير ديوان الرئيس الروسى ثم رئيساً لروسيا الاتحادية حين اختاره بوليس يلتسين ليقوم باختصاصات الرئيس بالوكالة.. ليصبح فى عام 2000 رئيساً للاتحاد الروسى محدثا نهضة عسكرية واجتماعية غير مسبوقة قادت بلاده إلى مربع القطب الثنائى من جديد إلى الدرجة التى فاجأتنا الأسبوع الماضى بعد تحرير حلب من مرتزقة أمريكا وبعض الدول العربية أن تنحى روسيا جانباً كلًا من أمريكا وأوروبا لتنفرد روسيا وإيران وسوريا وتركيا بالقرار السورى..حينها قرر بوتين أن يبحث مع شركائه مصير سوريا فى مجلس الأمن الروسى وليس مجلس الأمن النيويوركى.. بينما أمريكا الغائبة تراقب عن كثب.
هل تذكر أول مرة خرجت الساحرة كونداليزا رايس فى عام 2005 وهى تقرأ الطالع وتبشر العالم الغربى المتحضر بزوال الشرق المتخلف؟ فى مؤتمر صحفى شهير نقلته صحيفة الواشنطن بوست عنونته الصحيفة - نقلاً عن كوندى- بنية أمريكا فى نشر الفوضى الخلاقة فى الشرق الأوسط؟
الفوضى الخلاقة مصطلح سياسى يقصد به صناعة حالة سياسية متعمدة فى بلاد الآخرين يقوم بها أشخاص من بلاد أخرى الغرض منها مساعدة من فى بلاد الآخرين فى الاعتماد علىٰ أنفسهم ونشر الديمقراطية فى بلدانهم الديكتاتورية.. بعدها انطلقت فرق الموت والمنظمات الإرهابية، وأشكال التأسلم المصنوعة بالعقل الغربى المسيحى.. وكأن اول الغيث قطرة وكانت العراق الحبيبة قد جرى تدميرها باسم الفوضى الخلاقة.. وكان أن مرت بسمواتنا رياح الربيع العربى.
لكن عام 2016 الأسود الحالك فى الأحمر القانى قد أبى إلا أن يكنس أوراقه الصفراء الذابلة من بلادنا متجهاً إلى برلين ليلون أرضهم بالأسود والأحمر فى حادثة دهس بشعة قبل أعياد الميلاد تشبه فيما تشبه حادثة مماثلة مرت قبل عام فى نيس فرنسا وبذات اليد الداعشية العربية.. ومازال الربيع الغربى فى بلادهم ينشر نسماته.. لكن كوندى الساحرة لم تكن لتشم الربيع الغربى.