الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
القراءة مستقبل وطن..  يا وزراء المجموعة الثقافية (2)

القراءة مستقبل وطن.. يا وزراء المجموعة الثقافية (2)






بعد انتهاء المسابقة القومية للقراءة والتى نظمتها الإدارة العامة للمكتبات على مستوى الجمهورية  تحت رعاية وزير التعليم الدكتور الهلالى  الشربينى ورؤية كل المصعدين فى المرحلة الابتدائية من كل المحافظات تبين لى بالدليل القاطع ان مصر تمتلك ذخيرة من عقول صغيرة قادرة على القراءة المنتجة لصالح هذا الوطن فى المستقبل، فقد قرأ ما يقرب من 170 ألف طالب وطالبة ما يقرب من 170 ألف كتاب فى كل المراحل ومن الممكن الوصول لمليون قارئ بمجموعة أفكار بسيطة طرحتها فى المقال السابق، وأسعد النفس فعلا تلاميذ المناطق الحدودية  الذين يتواجدون فى أطراف هذا الوطن ولكنى وجدت الوطن محصنا فى قلوب هذه الأرواح الصغيرة الواعية المبدعة وخاصة أبناء مطروح والوادى الجديد وشمال سيناء وجنوب سيناء والبحر الحمر والنوبة وأسوان، وجدتهم يقرؤون بجد ويلخصون باهتمام ولديهم رؤية فيما قرأوا ويحلمون  بمستقبل طيب  ويطرحون أفكارا لمدنهم وقراهم، فقد طلبت  تلميذة من المتسابقين أن يتم توصيل المياه من أسيوط للوادى الجديد حين قلت لها لو أنت محافظة الوادى الجديد ماذا تفعلين فقالت  ذلك بعد تفكير، ويبقى تأمل المشهد والمسابقة بهدوء لكى نصل لأجمل صورة لها.
وأول شىء يجب الحديث عنه  الاهتمام بالفائزين من التلاميذ على مستوى المراحل الثلاث وتوجيهم ورعايتهم من خلال مدارسهم ومحافظاتهم ومن خلال مؤسسات أخرى مثل الهيئة العامة لقصور الثقافة ومكتبات مصر العامة وفروع دار الكتب المصرية ليجدوا ما يريدون من كتب مختلفة ومتنوعة سوف تضيف لمعارفهم معارف جديدة وأدعو رئيس الهيئة العامة للكتاب الدكتور هيثم الحاج على والدكتور أنور مغيث والأستاذ سعيد عبده رئيس مجلس إدارة دار المعارف لإهدائهم مجموعات من الكتب الخاصة  التى تناسب مراحلهم .
والشىء الثانى الذى لفت نظرى أن عددا كبيرا من مكتبات هذه المدارس قد قامت بفتح خزانة الكتب الموجودة لديها لمشروع منحة المعونة الأمريكية وظلت هذه المكتبات مغلقة بأقفال كبيرة لا يقرب منها التلاميذ لأن كتبها غالية الثمن وعهدة على الموظف وأقل كتاب بمبلغ كما يقولون، فاختراق هذا الحصن المنيع الآن أمر يحسب لإدارة المكتبات الجديدة برئاسة الدكتورة سمية سيد صديق، التى حاولت أن ترفع نسبة الفاقد والتالف من الكتب فكسرت حاجز الخوف عمليا للتعامل مع تلك الكتب الغالية واستفاد التلاميذ من تلك المكتبة الصغيرة المتكاملة تقريبا فى شتى فروع العلم وقد سعدت جدا بكسر أقفال هذا الدولاب المخزنة فيها الكتب منذ عام 2008.
والشىء الثالث المهم الذى جذبنى هو فكرة تكامل الموهبة لدى التلاميذ المصعدين للتصفية النهائية، فعدد غير قليل منهم يتمتع بعدد من المواهب، فوجدنا منهم الشاعر  والقاص  والرسام والممثل والمغنى والعازف والسباح والخطيب وحافظ القرآن والمنشد وكان بعضهم يعرض مواهبه ويطلب أن يعبر عن ذلك بشجاعة  وبعضهم يخجل فكنت أسأل الجميع عن الموهبة التى يمارسها بالإضافة للقراءة التى هى الأصل لكل المواهب على الإطلاق، لذا فالمسئولية هنا مشتركة على الجميع ويجب أن تتضافر لدعم وتحسين ورعاية تلك المواهب ولدينا المركز القومى للطفل برئاسة السيدة الأستاذة مرفت مرسى التى تقوم بنشاط طيب مع عدد كبير من المؤسسات والإدارة العامة للمواهب بقصور الثقافة  برئاسة الزميلة هبة كمال والإدارة العامة لثقافة الطفل بقصور الثقافة برئاسة الزميلة  لاميس جمال الدين وقبلهم لجنة ثقافة الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة برئاسة الكاتبة القديرة فاطمة المعدول التى كانت من أكثر الكتابات التى قرأ لها الأطفال  وأعتقد أن تلك الإدارات قادرة على التعاون مع التربية والتعليم لتحقيق المنظومة الثقافية التى من الممكن أن تفعل شيئا على المستوى القومى.  
وأخيرا يبقى شيئان؛ أولا، أن يتم تكريم من كان وراء وصول هذه المواهب إلى التصفية النهائية وخاصة أمناء وأمينات المكتبات، فبعض المحافظات يؤكد أن تفوق تلاميذها كان يدعمة شخصيات محترمة، أعدت ورتبت ونصحت وساعدت التلاميذ المجتهدين على الاختيار والقراءة والتصنيف ومنهم على سبيل المثال أمناء بورسعيد. ثانيا، تكريم الطلبة الذين حققوا درجات عالية ولم يحالفهم الحظ أن يكونوا من بين الفائزين الخمسة الذين سيحصلون على جوائز مالية فى كل مرحلة  وأقترح أن يرفع صديقى هشام السنجرى رئيس قطاع الخدمات والأنشطة بوزارة التربية والتعليم مذكرة للسيد الوزير لزيادة الجوائز وأعتقد أنه لن يرفض، فالرجل أعرفه نشطا منذ كان زميلا وممثل الوزارة كعضو مجلس إدارة الهيئة العامة لقصور الثقافة أثناء فترة وجودى كرئيس لها  وأقترح أن يتم منح الطلبة الذين حصلوا من المركز السادس حتى العاشر مكافآت مالية لن تزيد على خمسمائة جنيها لكل تلميذ للخمس عشر تلميذا فى كل المراحل وأعتقد أن ذلك سيمنح مصر 15 متفوقا إضافيا للخمسة عشر الفائزين وليصبح الفائزون 30 تلميذا من 170 ألف قارئ، أعتقد أن عدد الفائزين سيكون قليلا بالنسبة للمتقدمين، أليس كذلك؟