الأحد 22 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ترامب يفرض الجزية على المسلمين

ترامب يفرض الجزية على المسلمين






حملت ملامح وجهه الابيض وخطابه الرئاسى الأول بالبيت الأبيض  عدة خطوط رئيسة شكلت ما سوف تبدو عليه  فترة ترامب الأولى لحكم أمريكا.. وحكم  ما تسنى له من دول ماتزال تابعة لمعسكره.. معسكره الذى تآكلت أطرافه مع نهاية حكم أوباما بفعل عوامل التعرية والنحر الروسى الإيرانى التركى.. المعسكر الدولى الجديد وما انضم إليه من الدول المارقة.. المعسكر الذى تشكل على الجثمان السورى.
بدأ ترامب فى «خطاب النصر» كتاجر شاطر يقايض الأمان بالفلوس- يرمى  بياضه مهددا  المسلمين  - بالطبع الدول النفطية  الإسلامية الغنية التى تبتزها أمريكا والغرب منذ سنين.. يقيناً لم يكن يقصد الدول الإسلامية الفقيرة.. إيش تاخد الريح من البلاط - قائلاً فى حسم «:  أمريكا أولا.. سنزيل الإرهاب الإسلامى المتطرف تماماً من على وجه الأرض».. فاهتزت لتهديداته أرض الخليج التى قارب بيت مالها على الإفلاس وينابيع نفطها على النفاد فقد اشترت بنفطها سلاحاً قتلت به شعوب دول أربع.. لكن وجب عليها أن تدفع الجزية للسيد الأمريكى الأبيض حامى ديارها من الهجوم الفارسى المتوقع/المتخيل.
لم يفعل السيد الأبيض ترامب حفيد السادة الذين احتلوا أمريكا فى القرن الـ18 وأبادوا  سكانها الأصليين وصاروا هم أسياد العالم ورؤساء أمريكا.. لم يفعل ترامب فى ليلته الرئاسية الأولى مع بلادنا- شعوبنا- سوى ما فعله أجداده الإنجليز مع الهنود الحمر حين غزوا الساحل الغربى الأمريكى واستوطنوا وملكوا القارة .
المفارقة أن أوباما فعل نفس الشىء مع أنه لا ينتمى للجنس الأمريكى  «الترامبى» بل ينتمى للجنس الذى سوف يزيله ترامب من الوجود.. وجه ترامب وخطابه كانا أكثر وضوحاً واحتراما من وجه أوباما وخطابه فى جامعة القاهرة.. حيانا أوباما  بتحية الإسلام  ثمّ  شيطن الإسلام وصنع داعش  واستخدم حكام دول عربية فى قتل شعوب دول عربية يدينون بالإسلام  .. وصنعت إدارته مجرمى داعش  متخذا خطى ووصفات الأجداد الأمريكان الذين صنعوا الإمبراطورية الأمريكية  علىٰ جثث الهنود الحمر.. ولسوف  يفاجئك  أن ذات السلوك الهمجى الداعشى  هو نفسه السلوك الذى اتبعه الأمريكى القديم مع الهنود الحمر الأصحاب الأصليين لأمريكا الشمالية، نفس الترويع  وقطع الرءوس واغتصاب النساء  وهدم المنازل وطرد السكان وسرقة الأموال.. هؤلاء هم  أجداد السيد ترامب الأصليين.
ثمة حادث جرى فى فرنسا قبل ليلتين من تنصيب ترامب رئيساً لأمريكا.. قد يبدو الحادث بعيداً عن خطاب السيد الأمريكى.. وأراه قريباً ولصيقا جداً.
كانت عملية القبض على أخطر مقاتلى داعش الفرنسى  الجنسية المسيحى الديانة لحظة عودته الفجائية إلى فرنسا هى بمثابة تعرية الغطاء بالكامل عن الصندوق الأسود الداعشى ذى الصناعة الأوروأمريكية.. إزاى؟ هقول لك:
ألقت السلطات الفرنسية القبض على  (كيفن جيافارش) هو وزوجاته الأربع وأطفاله من زوجتين.. متهمة إياه بالانتماء إلى عصابة أشرار إرهابية إسلامية إجرامية فى سوريا والعراق.. واتهمته بتمويل الإرهاب.. وكان الأخ  كيفن جيافارش -لاحظ أنه لم يغير اسمه الفرنسى إلى إسم عربى إسلامى - قد انضم فى 2012 إلى جبهة النصرة فى سوريا ثم انضم إلى داعش فى 2014.. ثمّ قام بنفسه مع زوجاته الفرنسيات المسيحيات الأربع بتجنيد إرهابيين.. بل إن والدته الفرنسية كانت تتلقى أموالا من ابنها عن طريق  شخص يعيش فى تركيا عبر بنك تركى.. وعليه فقد أدرجت الأمم المتحدة هذا الأسبوع الحاج  كيفن جيافارش على قائمتها السوداء كأخطر المقاتلين الإرهابيين.
طيب.. الحاج الأخ  كيفن  الذى لم يغير اسمه ولا جنسيته الفرنسية  سافر يحارب فى سوريا.. كان بيحارب مين  حضرته؟.. الغريب أن أول شىء فعله حين انضم إلى التنظيمات الإسلامية الإرهابية هو زواجه بأربع نساء فرنسيات غير مسلمات هذا غير زواج النكاح من سوريات! وهذا لا يحدث فى فرنسا  أبدا.. والرجل والنسوة الأربع  مسيحيون.. ذهبوا ليقاتلوا العرب المتخلفين؟  مش كده ؟  طيب إيه بقى ده؟
لم يكن خطاب ترامب  سوى تعرية الغطاء بالكامل عن الصندوق الأسود الداعشى.. الصندوق الذى طفا علىٰ سطح الخليج والمحيط والنهر حين دخلت روسيا حرباً عالمية ثالثةً ضدّ أمريكا.. فاضطرت أمريكا أن تحارب بوجهها هى وليس  بوجه داعش.. فيما يشبه أحداث فيلم  face off.