الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سلوى العنانى.. ولقاء الأصدقاء بالأهرام

سلوى العنانى.. ولقاء الأصدقاء بالأهرام






يحلم دائما  المبدعون - كتابا وفنانين وتشكيليين -  الذين يعيشون خارج القاهرة بالحياة فى العاصمة لكى يكونوا دائما فى دائرة الضوء وعلى مقربة من دوائر النشر والعرض وصناعة الفن بأشكالها كافة، ولم لا؟ وقد جعلنا القاهرة هى الرأس الكاسح والأقاليم هى الجسد الكسيح كما يقول الدكتور جمال حمدان فى كتابه الفذ  شخصية مصر. وبالرغم من ذلك  جعل الله من بعض عباده المبدعين المخلصين الذين يسكنون القاهرة  يدا وعونا لهؤلاء المبدعين الذين يعيشون خارجها منهم؛ يحيى حقى وعبد الفتاح الجمل ومحمد جبريل ومحسن الخياط  وجمال الغيطانى وعلاء الديب وسلوى العنانى وعشرات من الأسماء الأخرى التى تبوأت أماكن صحفية وإعلامية، وتولت تحرير صفحات وأماكن أثرت فى هؤلاء الكتاب.
 ومن هذه النماذج المحترمة المبدعة الكاتبة سلوى العنانى، التى اهتمت بالآخرين فى عمودها الشهير «لقاء الأصدقاء» بجريدة الأهرام لسنوات طويلة  وكان صندوقها السحرى - عمودها - الذى لم يزد عن مائة وخمسين كلمة بمثابة الفانوس السحرى الذى تفتحه لكتاب أدب الطفل وكتبهم  ليطل منه الأطفال من خلال ترشيحها لبعض كتب الطفل المهمة التى تتناولها بالنقد والتحليل ببساطة شديدة ودون تعقيد وبرسالة يفهمها الكبير والصغير.
أتذكر أننى منذ ما يقرب من خمسة عشر عاما  قد أرسلت لها مجموعتى القصصية للأطفال «حارة الموناليزا»  الصادرة عن كتاب قطر الندى من قصور الثقافة بالبريد العادى - مطبوعات - من مدينة المحلة الكبرى ولم أكن أتوقع أن تنشر شيئا عنها ، فلم تكن السيدة تعرفنى  ولكنها قرأت المجموعة باهتمام كبير وفوجئت بعمودها النقدى تتحدث عن المجموعة بكلام طيب للغاية وظللت أرسل لها كل الكتب التى تصدر لى وتكتب عنها للأطفال فى بابها لقاء الأصدقاء والغريب أننا لم نلتق إلا بعد استقرارى فى القاهرة حين ذهبت إليها فى مكتبها بجريدة الأهرام  واكتشفت ونحن تحتفل بها فى نقابة الصحفيين بمناسبة عيد ميلادها منذ عدة أيام أن الفعل نفسه قد قامت به مع كل الزملاء من كتاب الأطفال الحاضرين ومنهم الكاتب على ماهر عيد والشاعر نشأت المصرى والكاتب محمد الشافعى والكاتبات د إيمان سند وعزة أنور ورانيا أبو العنين وهالة مصطفى محمد وآخرون.
لم تكن الكاتبة سلوى العنانى تقوم بهذا الدور من قبيل محبة كتاب الطفل فحسب - وإن كان هذا الأمر فى الحسبان - ولكن لأنها تعرف أن أدب الطفل يعانى أزمة طاحنة لتناوله نقديا رغم الكم والكيف وثراء المطبوع منه يوميا، كما أن الدرس النقدى الأكاديمى بكليات الآداب لا يشغل باله بهذا الأدب المسئول عن تربية وتهذيب وإمتاع وتسلية وملء فراغ الأبناء، فحملت على عاتقها تقديم كل جميل للطفل ولم تكن تفعل ذلك إلا بعلم ودراسة، فقد صدر لها العديد من الكتب والسلاسل الأدبية للأطفال من مختلف دور النشر العامة والخاصة ومنها الهيئة العامة للكتاب والدار المصرية اللبنانية التى حضرت تكريمها وألقى رئيسها الناشر محمد رشاد كلمة أشار فيها بدورها، كما قدم لها الكاتب محمد الشافعى رئيس تحرير كتب الهلال السابق، الذى أدار اللقاء شهادة تقدير من نقابة الصحفيين تكريما لعطائها الصحفى الخاص والمتميز بعدة جرائد وكان ختامها جريدة الأهرام، التى كنت أتمنى أن تكون حاضرة هذا اللقاء  وكنت أتمنى أكثر أن تعيد بابها الذى كانت تقدمه للأطفال لمدة تزيد عن خمسة وعشرين عاما وقد طلبت من الأستاذ محمد عبد الهادى علام فى افتتاح صالون الأهرام الشهر الفائت فى حضور الكاتب الكبير محمد سلماوى  أن يعيد هذا الباب المهم وتلك القامة المهمة فى ثقافة الطفل  لبيتها وهى التى قدمت كثيرا للأطفال ولمبدعى الطفل فى مصر والعالم العربى من خلال جريدة الأهرام  وأدعو السيد رئيس تحرير الأهرام الكاتب المحترم عبد الهادى علام أن يعيد هذا الباب القليل الكلمات الكثير الفيض والذى ما زال مكانه موجودا ويبحث عنه وتسود سطوره بأشياء ليست بذات القيمة  التى كان عليها وأن يتواصل معها صالون الأهرام ليكرمها ويلقى الضوء على إبداعاتها الكثيرة والمهمة فى أدب الطفل.