السبت 21 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تحية لك: Statue of Liberty

تحية لك: Statue of Liberty






ذلك المشهد الجلل الفارق المبرز للوجه الأمريكى الحقيقى الذى طمسه لعشرات السنين حكامه.. حكامه الذين يشبهون حكام كل الشعوب.. مشهد مئات الأمريكان وهم يتظاهرون خارج صالة 4 بمطار  JFK بنيويورك اعترضا ورفضا لقرار رئيسهم الجديد بحظر دخول مسلمى 7 دول عربية من دخول أمريكا.. رافعين لافتات كرتونية مكتوب عليها بالحبر «WE ARE ALL MUSLIMS NOW» إثر احتجاز سلطات المطار لمئات اللاجئين المسلمين يوم السبت الماضى.. وعليه فقد انضم للتظاهرة عدد من الفنانين ومشاهير المجتمع بعد أن  «توت» مايكل مور فى تغريدة يدعو فيها الأمريكان للانضمام للمظاهرة التى بدأت تتسع رقعتها فما كان من الأمن سوى حمايتها.. وفورا أعلنت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية السابقة فى تغريدة لها استعدادها تسجيل نفسها كمسلمة تضامناً مع اللاجئين.. تبدو الخطوة فى منتهى الجرأة والاحترام من مادلين أولبرايت بالذات.. ليه؟ لأن السيدة هيلارى كلينتون-  صديقة المسلمين-  لم تفعلها للآن وهى المحامية الكبيرة والتى كانت مادلين أولبرايت وزيرة للخارجية الأمريكية فى عهد باراك حسين.. وهى المرشحة الديمقراطية فى مواجهة ترامب الجمهورى الشعبوى.. ترامب الذى أعلنها صراحةً ودون مواربة أنه لديه مشكلة مع الإسلام كدين.
هل هذا فقط ما يشى به المشهد الجديد تماماً على الشعب الأمريكى وكأنه توا قد حصن نفسه ضدّ الربيع العربى والربيع الأمريكى؟ لا.. فثمة لقطات مهمة داخل المشهد الجلل:
■ أولاً: نقلت كل وسائل الإعلام الأمريكية المرئية والمسموعة المظاهرة.. وكانت الـCNN  تبثها على الهواء مباشرةً لحظة بلحظة وتنقل كلمات وانفعالات المتظاهرين.. ولم يقل أى مذيع ولا أى مسئول أن التظاهرة تعطل عجلة الإنتاج.. التظاهرة التى انضم إليها سائقو التاكسى ونفذوا إضرابا لمدة ساعة تضامناً مع اللاجئين  
■ ثانياً: لم يقم شعوب الدول الإسلامية والعربية خاصةً الدول التى بأموالها شرذمت 4 دول عربية كبرى وجعلت مواطنيها لاجئين.. لم تقم هذهِ الشعوب بأى مظاهرة علىٰ الإطلاق، ولا حتى حين منع شيوخهم وحكامهم دخول اللاجئين العرب المسلمين لأراضيهم المجاورة اللصيقة.
■ ثالثا: كانت كلمات وإشارات المتظاهرين الأمريكان خارج «JFK AIR TRAIN » تقول هذهِ هى روح أمريكا مشيرين إلى أنهم يتوجهون شطر تمثال الحرية «Statue of Liberty» المنصوب فى خليج نيويورك والذى يعنى لكل أمريكى حر بأنه رمز الاستقلال والحرية.
■ رابعاً: وللمفارقة، لقد تم عرض هذا التمثال عام 1876 على الخديو إسماعيل ليضعه فى مدخل قناة السويس لكنه رفض.. وعليه فقد عرضه مصممه (فريدريك أوجست بارتولدى) علىٰ الرئيس الأمريكى،  فكان أن صار رمزاً للحرية! ونحنُ هنا نسأل: يا ترى  يا هل ترى لو كنا نملك هذا التمثال بما يمثله وبما يحويه تصميمه الدقيق من ملامح الحرية والعزة  كان حال شعوبنا سيكون أفضل؟
■ خامساً: علىٰ الفور وتوًا تم تعطيل قرار ترامب بحظر دخول مسلمى 7 دول عربية إسلامية إلى أمريكا حينما عطلته قاضية أمريكية  معتمدة علىٰ نص الدستور الليبرالى الأمريكى الذى يؤكد الفصل التام بين السلطات الثلاث.. والذى يضمن فصل الدين عن الدولة  كدولة علمانية، حيث فرض هذا الدستور قيوداً صارمة علىٰ السلطات الثلاث  التشريعية والتنفيذية والقضائية بحيث لا تجور واحدة على أخرى ولا على اثنتين! ولا حتى بأعتى ترزية القوانين.. فلم يستطع ترامب أن  ينفذ قراره وتم دخول المسلمين العرب اللاجئين إلى أمريكا.
■ سادساً: وللغرابة، سوف تجد أن المخرج الأمريكى الكبير مايكل مور الذى تضامن مع متظاهرى السبت الماضى ضدّ ترامب..قد استبق الحدث قبل حدوثه بشهر، فقد قام يوم17 ديسمبر الماضى بالوقوف أمام برج ترامب متظاهراً حاملا لافتة مكتوب عليها: «كلنا مسلمون» حين صرح المرشح الجمهورى المحتمل للرئاسة وقتها دونالد ترامب بأنه سيحظر دخول المسلمين أمريكا لأنه لديه مشكلة مع الدين الإسلامى.. الغريب فى الأمر أن نقابة الممثلين الأمريكان لم تحظر نشاط مايكل مور!
أستطيع الآن أن أعتذر وأن أعترف للشعب الأمريكى والذى ظننته يشبه حكامه.. لكنه لا يشبه سوى تمثال الحرية ولا ينتمى سوى لدستوره.. ولقد ظننته بانتخابه السيد ترامب  الراديكالى فى سلوكه تجاه المسلمين كالسيد برهامى فى سلوكه تجاه المسيحيين المصريين.. لكن الشعب الأمريكى الذى انتفض بالمئات فى محطة «airport» جون كيندى خارج صالة أربعة ضدّ قرار ترامب بحظر دخول مسلمى 7 دول عربية إسلامية من دخول الأراضى الأمريكية.. فإذا بالشعب الأمريكى يتجمهر -فى حماية الشرطة- ويطالب بدخول المسلمين بل ويقول مسيحيوه  كلنا مسلمون، بل وينضم للتظاهرة الكبيرة عدد من الفنانين والمشاهير معلنين تضامنهم مع اللاجئين العرب رافضين مرسوم قرار الرئيس الأمريكى الإرهابى المتشدد.