الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حكاية «ثقافة بلا جدران» منذ 2013

حكاية «ثقافة بلا جدران» منذ 2013






فى عام 2013 أعلن وكيل اللجنة الثقافية بمجلس الشعب السيد عماد المهدى أحد أهم أقطاب حزب النور بالشرقية أن قصور الثقافة تنفق ما يقرب من نصف مليار جنيه، ولا انجاز لها سوى الأراجوز، مع كامل تقديرينا للأراجوز..  إن الهيئة لا تقدم شيئا ذا بال أو يستحق، وعليه رفض اعتماد ميزانية الهيئة العامة لقصور الثقافة وقتها، وأعترف بأننى كنت أكثر الغاضبين لأننى كنت من المسئولين عن إقليم شرق الدلتا، وكنا قد قدمنا خلال هذا العام عددا كبيرا من الأنشطة الجديدة والمتميزة والتى تضاعفت رغم أن الميزانية لم تزد مليما واحدا، ومن أمثلة ذلك النشر الإقليمي، فقد كان المطلوب من الإقليم أن ينشر 16 كتابا فنشرنا 31 كتابا، من خلال عدد من السلاسل الموجودة لأول مرة مثل الآباء ورؤى نقدية وكنوز الترجمة وشعر البنات وجريدة أخبار الشرق، وكان المطلوب ثلاثة مؤتمرات فقدمنا تسعة، والعديد من المهرجانات مثل مهرجان أم كلثوم وعبد الحليم حافظ والمنصورة للأفلام القصيرة لأول مرة فى قصور الثقافة، والذى ولد من رحمه ومن فكرته عدد من المهرجانات مثل الجيزة وأسيوط والشباب والشروق، والغريب أن كل مهرجانات قصور الثقافة للأفلام القصيرة التى أسستها مع الزملاء المجتهدين والمتحمسين للعمل من الشباب والكبار قد توقفت، نظرا لأن بعض المسئولين- الذين جاءوا بعدى -  اعتبروا العبد لله كان سببا فى وجودها فى الواقع الثقافى، لذا وجب  أن تتوقف تلك المهرجانات مع رحيلى من الهيئة، وكأن تلك المشاريع التى قدمت لعدة سنوات ملكية خاصة أو ورثها عن المرحوم أبى!
 كان يجب الرد على السيد عماد المهدى وإقناعه بأن قصور الثقافة لديها الكثير، وتحتاج إلى الوقوف بجوارها كى تمارس عملها بكفاءة، وبدأت أبحث فى الميزانيات، فوجدت أن القوافل الثقافية هى الحل للوصول للناس لتحقيق ثقافة بلا جدران تصل للناس فى أقرب نقطة، خاصة فى القرى التى ليست بها مكتبات أو بيوت ثقافية، وبدأنا أول قافلة لقرية - النائب - الغار، قرية السيد عماد المهدى وأطلقنا عليها القوافل سريعة الانتشار، لأنها كانت قليلة التكاليف وكبيرة التأثير، وتتكون من محاضر وشاعر وفنان تشكيلى وتخت موسيقى عربية وكتب هدايا وخامات فنون تشكيلية وتتحرك تحت عنوان واحد وتعمل تحت مظلته طوال اليوم، ثم عقدت لقاء مع الفنان عز الدين نجيب ليطلع الشباب على تجربة القوافل فى الستينيات ودورها، فتواجد معهم مشكورا عدة أيام فى المنصورة نقل لنا خبرته الكبيرة فى كفر الشيخ والدقهلية، وبمساعدة المحليات والشباب والرياضة انطلقت القوافل إلى عدد كبير من القرى، وتم تشغيل سيارة القافلة الكبيرة فى المصايف بعد إصلاحها ودعمها وتشغيلها ونقلها من كفر الشيخ لدمياط، وشعرت بالنجاح حين بدأت القرى ترسل لفرع الثقافة لطلب القوافل لدرجة أن البعض قال: «هى الثقافة رجعت تانى».
وتوسعنا فى تلك القوافل لدرجة أننى تركت ميزانية لـ 1000 قافلة ثقافية فى كل الأقاليم لتواجه التطرف والأفكار الضالة ولتوعية الناس فى كل مكان، والجميل أن ذلك كان روح الشعار الذى بدأ يحركنا فى العمل طوال تلك السنوات، ومن المشاريع المهمة التى قدمت بإقليم شرق الدلتا عام 2013، المشروع التدريبى المهم «ثقافة بلا جدران» بمحافظة كفر الشيخ، بقرية الشيخ مبارك التابعة لمركز بلطيم، وقد عرضت على الزميلة د.هويدا عبد الرحمن وقتها عددا من الورش لتصاحب التدريب الخاص بالمحرك الثقافى لشباب الإقليم مثل الفنون التشكيلية والمسرح والحرف، ولكنى فضلت أن نقدم شيئا جديدا واتفقنا معا أن نقدم شيئا مختلفا لأول مرة فى الهيئة وكان قصر ثقافة بلا جدران وبدأ العمل، وتعاون معنا الصديق خيرى حمدين مدير عام كفر الشيخ فى أن نبدأ بقرية الشيخ مبارك بعد أن أقنع المسئولين بتخصيص القرية المناسبة، وتحولت ساحة كبيرة بالقرية إلى قصر ثقافة مفتوح، قدمت فيه كل الأنشطة، وشاء القدر أن أترك الإقليم وأعين فى القاهرة الكبرى وشمال الصعيد، ويكمل المرحوم الدكتور محمد مجدى المشروع ويفتتحه الكاتب سعد عبد الرحمن، وتنفذ الزميلة د.هويدا المشروع فى أماكن أخرى ويتحول إلى شعار تدريبى مهم لتدريب شباب المحرك الثقافى، وينتقل المشروع بشكل أروع وأكثر فنية وتقنية إلى محافظة الغربية بقرية حصة شبشير فيتحول جرن القرية إلى قصر ثقافة مفتوح بلا جدران وبمساعدة وجهود الصديقين محمود طرية رئيس إقليم غرب ووسط الدلتا والقاص جابر سركيس مدير عام الفرع، وينطلق  ما يسمى «ثقافة بلا جدران» فى كل مكان من مصر.
ورغم أن عددا كبيرا من الأحداث السياسية والثقافية التى هزت مصر قد واجهنا إلا أننا قد قمنا بدور أعتقد أنه كان فاعلا ومؤثرا ومقنعا مما جعل السيد وكيل اللجنة الثقافية عماد المهدى لبرلمان الإخوان وأعضاء اللجنة كلهم يوافقون على اعتماد الميزانية الخاصة بقصور الثقافة.