السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
قاعة حسين جمعة قريبا

قاعة حسين جمعة قريبا






الفنان الدكتور حسين جمعة أحد أهم المؤثرين فى المسرح المصرى بصفة عامة والمسرح السكندرى بصفة خاصة، فهو المخرج ومهندس الديكور والإضاءة والمعمارى المسرحى والأستاذ الجامعى، درس حسين جمعة مواليد 1925 المسرح بكل فروعه؛ التمثيل والإخراج والديكور والإضاءة فى المعاهد العليا المتخصصة فى مصر وفرنسا وإيطاليا، ونال العديد من الدرجات العلمية والرسائل المختلفة والمتنوعة من عدد من جامعات العالم؛ مثل معهد ليونارد دافنشى الإيطالى ومعهد جماليات وحرفيات التنكر المسرحى بباريس والمدرسة القومية بباريس ومعهد الفنون المسرحية بباريس ودبلوم عالى من جامعة مسرح الأمم بمسرح سارة برنار ودبلوم يعادل الدكتوراه من أكاديمية الفنون الجميلة بربرا ميلامو.
شغل  الدكتور حسين جمعة عددا من المناصب العملية والأكاديمية تخطت السبعة؛ فكان مستشارا فنيا لوزير الثقافة الفنان فاروق حسنى، ومشرفا على الشئون الفنية بجامعة عبدالعزيز، ومديرا عاما لعدد من الفرق، وأستاذا للمسرح فى عدد من الجامعات المصرية، كما ساهم د.حسين جمعة فى العديد من إعادة تأهيل عدد من المسارح المصرية مثل ليسيه الحرية، وبيرم التونسى، ومسرح أوبرا عطيل، ومسرح الآثار الرومانية بكوم الدكة، ومسرح حديقة النهر، ومتحف مختار، ومسرح قايتباى، ومحمد عبد الوهاب الصيفى الكبير، والمسرح الصيفى لجامعة الملك عبد العزيز.
وقدم للمسرح ما يقرب من 34 عملا؛ إخراجا وديكور وإضاءة مثل؛ الخرتيت، وخيال الظل، وأوبرا عطيل، ومصير صرصار، ورميو وجوليت، وحرارة الجليد، وجحا يجد عملا، وحلم ليلة صيف، والإسكندر الأكبر، وأوبريت العشرة الطيبة، والسلام، والمرجيحة، وسليمان الحلبى.
أعترف أننى أحب الفنان والمخرج المسرحى والديكوريست ومهندس الإضاءة وصاحب المواقف المحترمة هشام جمعة ابن تلك القامة، وكنت محظوظا أننى تعاملت معه كثيرا كفنان ومسئول وصديق عزيز ونقابى قدير، فقد سعدت بوجوده المتميز كأحد مجموعة العمل التى شاركت  فى مسلسلى «حكايات رمضان أبو صيام» الجزء الأول، من إخراج محمد عابدين، واستفدت من شخصية الشاويش جمعة التى لعبها وتطويرها فى كتابة الجزء الثانى الذى مازال قيد التنفيذ بصوت القاهرة،  وكنت سعيدا أن قدمنى لوالده السينوغرافى  القدير فى أحد الأيام لإجراء حوار صحفى مع الأستاذ الدكتور حسين جمعة لجريدة البروجريه الناطقة بالفرنسية من دار التحرير، فعرفت يومها أن جمعة أحد أهم التشكيليين المسرحيين فى مصر والعالم العربى على الإطلاق ، الذين شكلوا فضاء خشبة المسرح المصرى لمدة تزيد على خمسين عاما، فالدكتور جمعة من أوائل المبعوثين المصريين لتعلم المسرح خارج الوطن، وعاد ليخدم  بروحه وكيانه الحركة المسرحية والعربية، وحسنا فعل المهرجان المسرح القومى أن قدم جائزة للسينوغرافيا باسم الدكتور حسين جمعة، فقد كانت لفتة طيبة ومستحقة  من إدارة المهرجان لاسم كبير.
وشاء القدر أن أتواصل مع الصديق هشام جمعة يوم ذكرى وفاة الدكتور حسين جمعة الأحد الماضى 5 مارس  وتحدثنا معا حول الدكتور حسين رحمه الله، وعن دوره الكبير على مدار خمسين عاما فى خدمة المسرح المصرى والعربى، وذكرنى بقرار الدكتور جابر عصفور بإطلاق أسماء الرواد الكبار وأصحاب التأثير الكبير؛ وهم سميحة أيوب وعبد الغفار عودة ود.هدى وصفى ود حسين جمعة، وشاء القدر أن يطبق القرار على الجميع وتسمى القاعات بأسمائهم عدا اسم الدكتور حسين جمعة هذا الانجاز الكبير، فوجدتنى أتواصل مباشرة  مع الكاتب الكبير حلمى النمنم وزير الثقافة لأطلب منه تنفيذ القرار على الراحل الكبير حسين جمعة كما نفذ على الأساتذة الآخرين، فرحب مباشرة، وطلب منى التواصل مع الفنان خالد جلال، فلم أستطع التواصل معه، فتواصلت مع الفنان صاحب الخلق والمحترم جدا إسماعيل مختار وأكد لى أنه رفع مذكرة وصورة القرار الوزارى السابق للفنان خالد جلال، وسوف يطلق اسم الفنان الكبير حسين جمعة على إحدى القاعات وسوف تفتتح قريبا.
والحق أننى سعدت باستجابة الكاتب حلمى النمنم وزير الثقافة  للأمر سريعا وبتحرك الفنان إسماعيل مختار الذى قدم الطلب للفنان خالد جلال، ويبقى السؤال المهم، لماذا لا نعطى رموزنا الذين خدموا الوطن بجد وإخلاص حقوقهم من البداية، فهى حقوقنا فى تكريم من خدموا هذا الوطن، ولماذا يضطر محبوهم أن يطالبوا بحقهم الطبيعى والعادى والصادر بشأنه قرار وزارى منذ عامين ومثل أعزاء آخرين، وختاما، أدعو أكثر من خمس عشرة مؤسسة مصرية وعربية قدم لها حسين جمعة خدماته بفن وإخلاص أن تبادر بتكريم هذه القامة المسرحية الكبيرة مثل البيت الفنى للمسرح.