الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
قوافل المجلس الثقافية والخروج للناس

قوافل المجلس الثقافية والخروج للناس






فى عام 2013، أعلن وكيل اللجنة الثقافية بمجلس الشعب والشورى السيد عماد المهدى أن كل انجاز الهيئة العامة لقصور الثقافة لم يزد على الأراجوز، وعليه  رفض مكيل اللجنة الثقافية أن يعتمد ميزانية الهيئة للعام المالى الجديد فى المجلس، فقامت  الدنيا ولم تقعد حتى استطعنا أن نؤكد للسيد المهدى أن لقصور الثقافة انجازات كثيرة تخطت الأراجوز الذى نحترمه ونقدره كمفردة أساسية من مفردات العمل الفنى للطفل، كنت وقتها رئيسا لإقليم شرق الدلتا الثقافي، الذى كان مركزه المنصورة، وكان المهدى من أبناء الشرقية ويعيش فى قرية الغار؛قرية المذيع المعروف طارق علام صاحب برنامج كلام من دهب، بدأت أفكر ماذا يجب أن أفعل، قررت ساعتها أن نخرج للناس فى قراهم وأعلنت عن القوافل الثقافية سريعة الانتشار فى كل قرى الإقليم، ثم استعنت بالفنان الكبير عز الدين نجيب صاحب أشهر قوافل ثقافية فى كفر الشيخ والدقهلية.
   كانت ضربة البداية من قرية الغار، قرية النائب عماد المهدى والمذيع طارق علام، والمدهش أن أعضاء القافلة نصبوا السيرك الثقافى بالقرب من منزل النائب الموقر الذى خرج من شرفته ليرى هذا النشاط الثقافى ويتساءل عمن يفعله؛ وكان قد بدأ فى حديقة مقامة على مصرف مغطى وبالقرب من منزله، حين تفرس القافلة مليا ،وجد شاعرا ومحاضرا وفنانا تشكيليا وخامات فنون تشكيلية وتخت موسيقى عربية وكتب توزع مجانا، شعر الرجل أن هناك شيئا مختلفا وأننا من الممكن أن نؤدى دورا كبيرًا، وقابلته وعرضت عليه ما تم من انجازات فى الإقليم وفى أماكن كثيرة فى الهيئة العامة لقصور الثقافة، وأخيرا وافقت اللجنة الثقافية بالمجلس على الميزانية للعام المالى 13/14، وشاء الله أمرا آخر مع 30 يونيه.
أقول هذا بمناسبة القوافل الثقافية التى أطلقها المجلس الأعلى للثقافة بدعم من وزير الثقافة الكاتب حلمى النمنم وإشراف الدكتور حاتم ربيع  الأمين العام للمجلس العلى للثقافة منذ أسبوع تحت عنوان  « قوافل ثقافية تنموية « وهى مبادرة طيبة من المجلس للخروج للناس فى كل أقاليم مصر بعيدا عن مبنى المجلس بساحة الأوبرا،  وكان ذلك  بالتعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الكاتب صبرى سعيد  وصندوق التنمية الثقافية برئاسة د أحمد عواض والهيئة العامة للكتاب برئاسة د هيثم الحاج على ،و كانت البداية بقصر ثقافة بنى سويف التابع لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد، وحضر الفعاليات محافظ بنى سويف المهندس شريف حبيب  بعد أن بدأت الحلقة الحوارية نظرا لانشغاله بتنفيذ قرارات إزالة التعديات على أراضى الدولة، كما حضر من القاهرة عدد من الشخصيات العامة وأعضاء مجلس النواب ؛ منهم الدكتور أسامة الأزهرى والمخرج خالد يوسف والفنان إيمان البحر درويش والدكتور جمال زهران والدكتور أحمد زايد  والدكتور خالد القاضى، دكتور أحمد عواض  وعدد من نواب المجلس ببنى سويف، ولفيف كبير من الإعلاميين، واستمرت تلك القوافل لأربعة أيام وتحركت فى عدد من  القرى، وجاءت برنامج اليوم الأول عبارة عن ورش فنية شارك فيه المركز القومى لثقافة الطفل وأطفال قصر ثقافة بنى سويف الذين نفذوا جداريه كبيرة ومعرض فنون تشكيلية وتم توزيع بعض كتب الأطفال وشاركت الفنانة التلقائية السويفية الحاجة فائقة بمعرض لها من منتجاتها من الصلصال، وافتتح الحضور المعارض التشكيلية ومعارض الكتاب التى شاركت فيها هيئات الوزارة كلها وبتخفيضات وصلت لـ70%، ثم بدأت الجلسة الحوارية التى أداراها الأمين العام  د.حاتم ربيع وشاركت فيها الرموز التى  حضرت لبنى سويف، كما قدم  المطرب إيمان البحر درويش  أغنية من أغانى سيد درويش ألهبت الحضور الذى بدأ يتزايد شيئا فشيئا حتى امتلأت صالة المسرح عن آخرها، وقدمت فرقة غنا مصر التابعة لصندوق التنمية الثقافية فقرة تجمع بين الغناء الشعبى والأصيل  جذبت الحضور، كما قدمت فرقة بنى سويف للموسيقى العربية عدة فقرات غنائية حتى العاشرة مساء.
  ومن هنا أرى أن  أهمية القوافل الثقافية التى أطلقها المجلس  تكمن فى شيئين مهمين  وهما؛ أولا ،الخروج من جدران المجلس الأعلى للثقافة للناس فى كل مكان، وأعتقد أن ذلك أمر مهم،  لذا  أعتقد أن تبنى المجلس الأعلى الآن لرؤية مستمرة للقوافل شيء ضرورى جدا فى هذه الأيام التى تحتاج الخروج للناس  ،و الشيء الثانى كان التعاون فى منظومة ثقافية بين القطاعات  بالوزارة، وأتمنى  أن يكون الخروج بشراكة كاملة مع  الجميع ويتحمل كل قطاع مسئولياته المحددة من البداية وأن تنتشر الشخصيات والرموز الكبيرة التى شاركت فى القافلة الأولى فى القرى والنجوع والمدن الصغيرة، وأن تكون مستعدة لذلك ومتبرعة بوقتها وجهدها لعدة أيام  وليس ليوم واحد أو جلسة واحدة.