الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أهلا رمضان بالسيدة وحلم الحدائق الثقافية

أهلا رمضان بالسيدة وحلم الحدائق الثقافية






سعدت منذ أيام بدعوة الدكتور حاتم ربيع الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة والسيدة مرفت مرسى رئيس المركز القومى لثقافة الطفل لافتتاح نشاط الحديقة الثقافية  الفنى والثقافى بالسيدة  زينب بمناسبة شهر رمضان، وهو تقليد بدأه المركز منذ عامين لما أصر أن يقيم نشاطه فى حديقته للأطفال بعد أن انتقلت قصور الثقافة لمسرح السامر لتقيم نشاطها، أعتقد أن المركز قد نجح كثيرا، خاصة أن كل ما يقدم بالحديقة من نشاط ثقافى وفنى  للأطفال فقط؛ المعاقين قبل الأصحاء، والجميل  دعم الكاتب حلمى النمنم نشاط المركز بحضوره حفل الافتتاح وسط جو أسرى رائع من أبناء السيدة مع أبنائهم الأطفال الذين امتلأت بهم الحديقة فى كل أركانها، حيث النشاط المتنوع؛ من ورش حكى للأطفال، لورش رسم ومجسمات، إلى لقاءات مع الكتاب والرسامين والباحثين، إلى فرق فنون شعبية وتنورة وموسيقى عربية وغناء، ومعارض كتب  لقطاعات الوزارة المختلفة مثل هيئة الكتاب والمجلس الأعلى ودار الكتب والمركز القومى لثقافة الطفل.
  وقبل حضور الكاتب حلمى النمنم جرى حديث مهم جدا بين الأمين العام د.حاتم ربيع ومديرة المركز النشطة الأستاذة ميرفت مرسى التى استطاعت أن تقيم جوا أسريا رائعا بين أبناء المركز وبين أسرة ثقافة الطفل فى مصر؛ من كتاب وفنانين وباحثين ومهتمين بالطفل، وكان الحديث حول تطوير الحديقة  الثقافية، ورحب الأمين العام بذلك كثيرا وبدأت الأفكار والأحلام  تناوش بالطبع كلا منا، فأنا أحلم أن تكون تلك الحديقة مثل ديزنى لاند مصغرة، وتكون مزارا لكل أطفال مصر فى المستقبل، وليس أطفال السيدة زينب فقط، حديقة بها كل شيء يخدم الطفل ثقافيا وفنيا وتعليميا.
وبدأت أعود بذاكرتى للوراء، حين سمعت لأول عن كشك الموسيقى الذى كان موجودا بحديقة شارع البحر بالمحلة الكبرى وفى المستعمرة (مدينة العمال) ولم أره حقيقة إلا فى الأفلام القديمة، لكننى رأيت مظاهر ثقافية كبرى فى مدينى الصغيرة تسعد أى طفل أو شاب، فقد كان بالمحلة الكبيرة خمس سينمات هى النصر والحرية ونادر والمحلة الجديدة والمرافق، فضلا عن سينما قصر ثقافة المحلة الكبرى «محب» وقصر ثقافة غزل المحلة، وكان صديقى الشاعر نشأت الشريف يفخر كثيرا أن المحلة من المدن التى تمتلك قصرى ثقافة مثل القاهرة والإسكندرية وكان ذلك قبل طنطا والمنصورة وكانت مكتبة البلدية ومكتبة إدارة الغزل نموذجين محترمين لو أردت القراءة ؛بداية من الجرائد وحتى كتب التراثية والعالمية، وبالرغم من ذلك ظل كشك الموسيقى حلما يراودنى حتى حققت الحلم بحديقة صقلية ببنها عام 2009، وكونت لهذا الكشك فرقة للموسيقى النحاسية لأول مرة فى تاريخ هيئة قصور الثقافة.
وظلت فكرة تطوير الكشك لحديقة ثقافية كبرى تراودنى، ولأننى أعرف أن الأمر لن يكون سهلا، فأرسلت للسادة المحافظين فى البداية لندخل تلك الأماكن كما يدخل النمل فى العيون، ثم نطور الأمر بعد ذلك، وفوجئت أن بعض المحافظين رحبوا جدا بالفكرة، وأرسل بعضهم موافقات بتخصيص الحديقة كلها مثل محافظ المنوفية النشط د.هشام عبد الباسط، وعرضت الأمر على مجلس إدارة الهيئة العامة لقصور الثقافة فى أحد الاجتماعات، وشرح لى الأستاذ الدكتور فوزى فهمى الدور الذى لعبه مشكورا لتحويل حديقة السيدة زينب إلى حديقة ثقافية، وطلب منى أن أصر أن يخصص المحافظون الحديقة كلها لقصور الثقافة، وليس جزءا منها لنبدأ تحويل تلك الحدائق لحدائق ثقافية مثل حديقة السيدة زينب، والحلم الذى يراودنى الآن، ماذا لو بدأنا بسبع وعشرين حديقة ثقافية فى المحافظات كدفعة أولى، ساعتها سوف نخرج فعلا بالنشاط الثقافى إلى الشارع المصرى مباشرة، وأعتقد بخبرتى التنفيذية فى هذا المجال أننا سنجد صدى طيبا ونتائج رائعة لتحسين الصورة الذهنية لدور الثقافة المصرية وخاصة قصور الثقافة، ومن الممكن أن نبدأ فورا بحديقة الخالدين بشبين الكوم، فقد وافق محافظها النشط هشام عبد الباسط لتحويلها لحديقة ثقافية، فهل نبدأ؟