رحلة الـ23 ألف ميل!

من القاهرة إلى تنزانيا فى رحلة طولها 4069 كيلو متراً ومنها إلى رواندا فى رحلة ثانية طولها 743 كيلو متر ومنها إلى الجابون فى رحلة ثالثة طولها 2035 كيلومتراً ومن الاخيرة إلى تشاد فى رحلة طولها 1971 كيلومترا ومن تشاد إلى مصر بسلامة الله فى رحلة طولها 2065 كيلو متراً زار الرئيس عبدالفتاح السيسى أربع دول إفريقية فى جولة تستهدف استعادة الدور المصرى فى أفريقيا.. ضمن خطة شاملة على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والنوعية مثل الرى والبعثات التعليمية.. وما هى الا أيام ويسافر الرئيس السيسى إلى الصين فى رحلة طولها 7546 كيلومترا وبعد عدة أيام توجه إلى فيتنام فى رحلة طولها 3042 كيلومتراً ومنها إلى القاهرة فى رحلة عودة طولها 8086 كيلومتراً ليصل اجمالى الرحلة إلى ما يقرب من 19 ألف كيلومتر طيران!
وما هى إلا أيام أخرى أو قل ساعات وتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى نيويورك فى رحلة مباشرة قطع خلالها 9030 كيلومترًا ومثلها فى العودة بإجمالى يزيد على 18 ألف كيلومتر اقترب إجمالى الجولات الثلاث من 36 ألف كيلومتر طيران أى ما يقرب من 23 الف ميل كاملة تمت فى أيام بينها اجتماعات ولقاءات ومفاوضات ومؤتمرات صحفية وزيارات ميدانية ومحلية وتحية الحرس الجمهورى هنا وهناك ثم أيام قليلة فى القاهرة والمغادرة من جديد!
والرئيس يفعل ذلك وفى أيام الاعياد والمناسبات يتابع أيضا كل ما يجرى فى مصر ويصدر أوامره بشأنها بل ان هناك قرارات جمهورية صدرت أثناء الجولات وهذه القرارات لا تتم هى الأخرى إلا بعد مراجعات ومعلومات وقراءات واطلاع ومشاورات ثم التصديق عليها!
السؤال إذن وبعيدا عن الكلام حول المجهود الذى يبذله الرئيس من أجلنا وخلافه وخلافه هو: ماذا لو أحدكم يبذل كل هذا المجهود ثم يفتح صحيفة ما أو يشاهد فضائية ما أو يبلغه أحد مساعديه بما يتداوله بعض المخابيل على شبكات التواصل الاجتماعى وكلهم يقولون فى غيبوبة خبيثة: «هو الرئيس عمل ايه يعنى»؟! أو «وايه لازمة الجولات دى» أو «واحنا خدنا إيه بقى من الزيارات دى»! إلى آخر سخافات من هنا وهناك؟! ماذا ستفعلون لو كنتم مكانه؟ هل تشعرون الآن بمدى سخافة هؤلاء؟ هل يستطيع أحدهم أن يقوم بمثل هذه الجولات حتى على سبيل الفسحة والتنزه؟ أم أن لحب الوطن وللعمل رجاله كما أن للخبل وللشر وللسخافة أيضا أهلها وناسها؟!