
احمد رفعت
بطل فوق العادة!
دعيت من الصديق أيمن عدلى رئيس التحرير المتميز بالتليفزيون المصرى ضيفا على حلقة «صباح الخير يا مصر» صباح أول أمس الجمعة السادس من أكتوبر للحديث عن الانتصار العظيم.. تشرفت فى الحلقة بوجود أحد أبطال قواتنا المسلحة وهو اللواء أركان حرب حمدى لبيب نائب مدير الشئون المعنوية الأسبق وكان مطلوبا من سيادته أن يتحدث فى أمور فنية تتعلق بالمهام المباشرة للحرب والقتال والتخطيط لهما.. وكذلك عن الخداع الاستراتيجى والاستعداد القتالى وتجهيز مسرح العمليات.. بينما كان مطلوبا منى ان اتحدث عن دور الاعلام فى المعركة ومساهمته فى الخداع الذى جرى ثم دور القوى الناعمة فى المعركة.
انطلق اللواء لبيب يتحدث بغزارة فى المعلومات وبترتيب رائع للأحداث وبخبرة عسكرية ممتدة من أكتوبر العظيم وحتى اليوم.. تكلم عن الملحمة بكل تفاصيلها..وعن بعض صور الخداع الاستراتيجى الكبير الذى تم ثم انفعل بتلقائية عندما تذكر أسماء بعض الشهداء المسيحيين ثم تذكر دور المقدم وقتها باقى زكى يوسف العبقرى المصرى الذى ابتكر فكرة استخدام مضخات المياه فى تحطيم الساتر الترابى لخط بارليف ومع الانفعال اندفعت الدموع إلى عينيه وفسر سر دموعه بانفعال آخر قائلا بالحرف: «لأننا أبناء شعب واحد نعيش فى بلد واحد ومعندناش أى فتنة طائفية»!
حل دورنا فى الكلام وتكلمنا عن الجزء المخصص لنا ثم عاد الكلام لسيادة اللواء المحترم ثم فاصل وعدنا إلى الحلقة وهكذا حتى انتهت الحلقة.. وبعدها صافحنا كل الموجودين باستديو البرنامج المحترم وغادرنا المكان الذى بدأ يستعد للفقرة التالية وبعد السير فى ممر طويل رفض اللواء حمدى لبيب انتظار المصعد معتذرا بهدوء شديد وأدب جم مؤكدا تفضيله للسلالم المجاورة للمصعد.. وأثناء النزول من على المصعد وأثناء الإشادة بكلام سيادته فى الفقرة فوجئت به يقول حرفيا «ابنى استشهد منذ أيام»! اعتقدت أن خطأ ما قد جرى أدى اما إلى عدم استماعى بشكل جيد لما قاله أو عدم فهمى له.. الا أنه استأنف حديثه وقال: «ايوه.. استشهد منذ أسبوعين وكان فى القوات الخاصة» «وبعد استيعاب ما قاله سألته: «هل كان فى سيناء»؟ أجاب بنعم.. ولم أجد ما أقوله الا الدعوات له بالرحمة وأضاف سيادته: «وأن يلهمنى الصبر أنا ووالدته»!
كان الموقف غاية فى الصعوبة.. فها هو البطل الذى كان يتحدث على الشاشة وتذكر كل شىء من التخطيط إلى التضحيات ولم يشر من قريب أو من بعيد إلى جرحه الشخصى ولا للبطولة التى فى بيته وهى تدعو للفخر والاعتزاز ولكنه لم يفعل.. وآثر المشاركة بما لديه فى احتفالات النصر العظيم الذى ساهم فى بطولاته..ويساهم اليوم فى استكمال الدفاع عن وطنه مقدما له ولنا أغلى ما لديه.. وبكل تواضع ممكن!