أخبار الأدب واليوبيل الفضى للإبداع
كان النشر فى بعض الصفحات الأدبية بالنسبة للقابعين خارج القاهرة هو طوق النجاة الوحيد للأدباء ومحبى الأدب، وهو الحلم الأكبر ليعرفهم الناس فى كل مكان، وظل طابع البريد هو السفير الأمين،غير القابل لتغيير نفسيته عليك مهما حدث، لم تكن الصفحات الأدبية التى نحلم برؤية أعمالنا تسكن صفحاتها كثيرة، فلم تكن تزيد فى نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات على أصابع اليد الواحدة، فحين سمعنا أن مؤسسة الأخبار برئاسة الكاتب إبراهيم سعدة قد طرح فكرة أن تصدر المؤسسة جريدة جديدة مثل أخبار النجوم تسمى أخبار الأدب طرنا جميعا من السعادة، فجريدة للأدب تعنى مزيدا من الفرص فى النشر وقراءة أحدث الإصدارات من القصة والشعر والروايات والترجمات ومعرفة آخر أخبار الأدب العالمى فى كل مكان من العالم.
وقابل الوسط الأدبى هذا الخبر ساعتها بسعادة كبيرة وطموحات عريضة، فسيكون للأدباء جريدة كبيرة تصدر أسبوعيا، سيكون بها كل ما يحلمون به من إبداع ونقد وأعمال مترجمة وأخبار ومتابعات للوسط الأدبى، وزادت سعادة الأدباء بتولى الكاتب الكبير جمال الغيطانى رئاسة التحرير، وانتشر فريق عمل الجريدة فى كل مكان فى مصر وزارنا فى مدينة المحلة الكبرى الكاتب طارق الطاهر رئيس تحرير أخبار الأدب الحالى، وصرت أتابعها كل يوم جمعة وقبل أن أذهب لصلاة الجمعة بشغف كبير، حتى صارت أخبار الأدب من طقوس هذا اليوم العيد؛ صلاة وقراءة وطعاما شهيا بطعم يجمع الأسرة حوله بعيدا عن نوعه.
وبدأت رحلة التواصل مع أخبار الأدب فلم أنقطع عن الحصول أسبوعيا إلا لظروف خارجة عن إرادتى، حتى مع تغيير رؤساء تحريرها بعد الأستاذ جمال الغيطانى؛ فقد تولى رئاسة تحريرها الكتاب مصطفى عبد الله ومجدى العفيفى وعبلة الروينى وأخيرا طارق الطاهر، وفيهم من أحب وفيهم من أختلف معه، ومن هاجمنى بضراوة، ومن ساندنى بقوة ككاتب وناقد ومسئول، وفيهم من أختلف مع توجهاته وأيديولوجيته وأفكاره بصفة عامة، لكنى لم أفقد لحظة محبتى لجريدة أخبار الأدب وتحمسى لها، ومساندتها فى كل وقت، فقد كان الرائع جمال الغيطانى يقدر ما أرسله له من قصص أو مقالات نقدية، وكان يتواصل معى وأتواصل معه القاص المبدع المحترم حسن عبد الموجود المسئول عن ملف ساحة الإبداع ويناقشنى فى بعض القصص ويبدى محبة لما أكتب ونقدا لبعضه، أذكر يوم أن استدعانى الكاتب الكبير جمال الغيطانى من المحلة الكبرى لكى أكتب بانتظام للجريدة؛ مرة كل أسبوعين عن بعض الكتب، وجمعنى لقاء مع الكاتبة منصورة عز الدين للتواصل معها، وسعدت جدا بالدعوة النبيلة من الروائى الكبير والصحفى القدير، وأكدت له أننى سوف أرسل له المقالات التى أنجزها فور كتابتها عن الأعمال الأدبية التى أحبها، وكتبت عن عدد كبير من كتب المبدعين من الروائيين والقاصين والشعراء.
ويبقى دعم أخبار الأدب من كل الأدباء والمسئولين، فوجود جريدة للأدب شىء مهم وملح من أجل الأدباء بصفة خاصة والأدباء بصفة عامة، و أدعو جميع الأدباء والمؤسسات التى تهتم بالأدب وكليات الآداب فى مصر كلها دعم جريدة أخبار الأدب بالشراء والمتابعة وإرسال كل عمل له قيمة فنية للنشر بها، وأتمنى أن تتواصل الجريدة مع أدباء مصر من كل الاتجاهات والمدارس الأدبية فى كل مكان من مصر المحروسة، وأن يكون لها ندوتها الشهرية أو الأسبوعية، وأن تقيم مؤتمرها السنوى لرصد الحركة الأدبية فى مصر والعالم العربى، وأن تقوم أسرة تحرير الجريدة بعمل رحلات لها خارج القاهرة لكل المدن لترصد كل جديد من كتاب وشعراء وقاصين وحركات نقدية وجماعات أدبية تؤثر فى الحياة الأدبية لتقدم دائما أجيالا جديدة من المبدعين كافة.