حكايات عربية لبداية الوحدة
سعدت جدا بدعوة الأستاذة ميرفت مرسى رئيس المركز القومى لثقافة الطفل لإدارة حفل توقيع للكتاب الذى أصدره المركز، وهو «حكايات عربية» مجموعة قصص للأطفال، ألفها ورسمها مبدعو العالم العربى، تمت المناقشة وحفل التوقيع بالقاعة الرئيسية بالمجلس الأعلى للثقافة فى حضور عدد من كتاب ورسامى الكتاب من مصر، وبمشاركة عن طريق بعض الفيديوهات من كتاب ورسامين من بعض الدول العربية.
أسعدتنى الفكرة التى طرحتها الكاتبة نجلاء النجار على السيدة ميرفت مرسى لعمل كتاب يجمع مجموعة من كتاب أدب الطفل من دول عربية مختلفة ويرسم أيضا بريشة رسامين وفنانين من دول عربية أخرى، وتلقف المركز الفكرة الجيدة النبيلة، وبدأ العمل على تنفيذ الكتاب الذى شارك فيه ستة عشر كاتبا من دول مختلفة، كانت لكل قصة روحها وحكاياتها وبالطبع تفاصيلها المختلفة عن القصص الأخرى، كما كانت كل رسمة لها روحها المختلفة وفلسفتها التى تتباين مع الأخرى ولكنهما فى الأخير لهم جميعا روح عربية واحدة قادمة من ثقافة عربية أصيلة.
وصدر أخيرا الكتاب فى طبعة جيدة يحتوى قصصا لأحمد سعيد من المغرب، بسمة الخاطرى سلطنة عمان، الشيماء فؤاد من مصر، السيد إبراهيم من مصر، علياء الداية من سوريا، روزيت عدوان حايك من لبنان، نجلاء النجار من مصر، عبد الجواد الحمزاوى من مصر، مالك الشويخ من تونس، رولا عبد الرءوف حسنات من الأردن، روند حمود البايض من فلسطين، جمانة حمود البايض فلسطين، فاتن عبد الهادى سوريا، مها هانى شحرور من فلسطين، غادة هيكل من مصر، جيكر خورشيد مصر. ومن فنانى ورسامى العالم العربى الذين شاركوا؛نور التوبة من فلسطين، صالح العبار ليبيا، عبد الرحمن بكر من مصر، خليل بن دادا المغرب، محمد الطاهر بالطيب من الجزائر، سمر صرح من مصر، رشا منير مصر، أحمد البهلولى من المغرب، نجلاء الداية من سوريا، داليا مختار مصر، ديانا السلطان من العراق.
ومن خلال تلك الباقة المتنوعة والمختلفة من الكتاب والفنانين سنجد - كما كتب فى مقدمة الكتاب - ضحكات أطفال العالم العربي، وأحلامهم، سنجد كل ما يمتعهم ويفيدهم، سنجد مزجا من الخيال العربى الخصب والضارب بجذوره فى تربة واحدة وأفاقا مختلفة، سنجد كلمة وصورة ولوحات غنية بتفاصيل مختلفة ستضيف إلى رصيد الأبناء فى كل مكان وستحفظ ذاكرة للمبعدين عن أوطانهم قسرا فى كل مكان ؛من سوريا والعراق وليبيا واليمن وفلسطين، ربما يجدون لوحة تنعش ذاكرتهم بوطن يغيبون عنه ويبحثون عن مفرداته التى أضاعها الكبار وتآمر عليه الخونة والكسالى والجهلة والطامعين فى كراس زائلة ينخر فى جوانبها السوس، ربما يجدون تفاصيل وطن يجعلهم يحافظون عليه حين يعودون إليه قريبا ويبدأون فى بنائه طوبة طوبة من جديد بعد أن ذاقوا مرارة النفى والبعد القسرى عنه، وبعد أن فقدوا من الأحبة والجيران العشرات والمئات ممن كانوا يحلمون معهم بمستقبل مشرق ينير حياتهم وحياة أوطانهم التى مزقتها وفرقتها الخلافات والنزعات القبلية والمذهبية والتطرف وعشش فى جنباته الإرهاب الأسود المدعم من داخل الوطن العربى ومن خارجه.
والسؤال الأخير هل تكون تلك الحكايات التى ضمت هذا الكتاب بداية لعمل طفولى مشترك موحد يأخذ الجميع نحو بداية وضع بذرة تكبر وتنمو فى تترعرع فى ظل أحلام عربية طفولية مشتركة بين كتاب ورسامى عدد كبير من أبناء الأمة العربية صاحبة اللغة المشتركة والأحلام الواحدة والثقافة الواحدة المتنوعة؟ وأخيرا تحية للمركز القومى لثقافة الطفل برئاسة السيدة مرفت مرسى وللأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة دكتور حاتم ربيع على دعم إصدار وحفلة توقيع هذا الكتاب.