الخميس 1 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
كل فلسطين يا أطفال العرب

كل فلسطين يا أطفال العرب






 كان بن جوريون أول رئيس وزراء للكيان الإسرائيلى يراهن على التعليم والثقافة والقوة الناعمة بصفة عامة، حين أراد أن يمتلك لإسرائيل التفوق العلمى والسيطرة فى المنطقة العربية، فأكد أن قوتهم ككيان ليست فى امتلاك السلاح النووى ولكن فى تفكيك ثلاث دول حولهم؛ مصر وسوريا والعراق، ولا يتوقف ذلك على ذكائهم - فى إسرائيل- وقدرتهم، ولكن على غباء وكسل ونوم وتطاحن وصراع الطرف الآخر، ومما لا شك فيه أن الولايات المتحدة الأمريكية - التى كانت تنتظر اللحظة المناسبة - لتعلن وعد بلفور الثانى بعد مائة عام، والأهم فى تصورى للجناح الدينى المتعصب داخل إسرائيل وخارجها بأن القدس عاصمة لها وأنها سوف تنقل عاصمتها من تل أبيب إلى القدس، وهذا ما تأخر إعلانه ما يزيد عن عشرين عاما منذ أن أكد وأعلن بيل كلينتون رئيس الولايات المتحدة الأسبق ذلك فى التسعينيات من القرن السابق.
والسؤال الذى يطرح نفسه، لماذا تعجل وأعلن ترامب فى هذا التوقيت بالذات وقبل أن تتفتت مصر كما أعلن بن جوريون؟!، فلا أحد ينكر الآن أن سوريا تفتت رغم أن ذلك كان أبعد من الخيال وكذلك العراق، حتى وإن كان هذا التفتت مذهبيا وعرقيا على الأقل، وإن لم تقسم الدولتان على الورق فعليا ولكن هناك والشاهد على ذلك محاولة الأكراد إعلان الانفصال من جانب واحد، وكما يتوهمون، كمرحلة وسايكس بيكو الجديدة؟.
والسؤال الآن، هل تعجل ترامب الأمر؟ أم أنه أراد أن يرى مستقبل مصر المفتتة مذهبيا كما يتوهم وتحلم ومعه إسرائيل؟ أعتقد أن الذى أكمل حلم التفتيت لمصر عند الرئيس الأمريكى وأعطى حبوب الشجاعة لدى الممثل -غير البارع - ترامب ما حدث فى مسجد الروضة بسيناء، توهم وتوهمت دوائر صنع القرار لديه أن مصر بدأت مرحلة الصراع المذهبى والطائفي، معتقدا أن ما حدث فى سيناء خلاف صوفى سنى وأن ما حدث بسيناء ربما ينتقل عدواه إلى أماكن أخرى كثيرة فى مصر، ناسيا أن الصوفية جزء من المذهب السنى وأن هناك خلافات أخرى وأشياء ربما لا يراها ولن يراها فيما حدث فى حادث الروضة بسيناء، وأن الأمر رغم ما حدث لن يأخذ مصر بأى حال من الأحوال للوهم بأن صراعا طائفيا أو مذهبيا أو دينيا سوف يأخذنا لهذا المنزلق.
هل يكون ما حدث فى اليمن سببا فى تشجيع ترامب لاتخاذ قراره بعد اغتيال الرئيس اليمنى على عبد الله صالح الذى كاد أن يسيطر على الموقف فى اليمن واسترد وعيه وبدأ يفكر فى الوحدة ولم الشمل اليمني، كما حدث وفعل من قبل، ووحد اليمن؟ هل عودة التناحر فى اليمن سبب أعطى الاطمئنان للرئيس الأمريكى ترامب لاكتمال سيطرته وسيطرة إسرائيل على الموقف، وخاصة فى مضيق باب المندب، عنق الزجاجة للبحر الأحمر.
هل قدرة مصر على لم الشمل الفلسطينى منذ أسابيع عجل بموقف ترامب فى الإعلان خوفا من قوة الموقف الفلسطينى القادم بقوة والمدعوم من مصر؟ هل عودة وحدة الفصائل للمشهد مرة أخرى فى الأيام القادمة جعله ومن ورائه ومن قبله اللوبى اليهودى الضاغط أن يسعى للإعلان قبل أن يتوحدوا فعليا على الأرض ويتزايدون قوة وتأثيرا؟ رغم الموقف العربى المتردى فى عدد من الدول التى تفتتت بالفعل على أرض الواقع ومنها ليبيا واليمن والعراق وسوريا والصومال وفلسطين؟
والحل فى تصورى يكمن فى وحدة الفصائل الفلسطينية أولا، ففى وحدتهم كشف لكل المزيفين والخونة والعملاء من تيارات الإسلام السياسى الذين حولوا المنطقة إلى بركان من القتل والصراعات والخلافات، ودعوا لتكفير المجتمعات العربية لكى يكون الحل عندهم فقط، ولكى تكون البداية من عندهم لمن يود أن يحرر بيت المقدس، بعد أن حاولوا اللعب على عبارة «للقدس رايحين، شهداء بالملايين»، فالآن القدس يناديهم أن يذهبوا إليه، فهل يذهبون أم أن روضة بئر العبد هى طريقهم للقدس عن طريق الواحات!!.
وأخيرًا، فلسطين، كل فلسطين وليس غزة وأريحا، والقدس، هذا ما يجب أن يعرفه كل أطفال العالم العربى فى مدارسنا وفى روضتنا، فى مساجدنا وكنائسنا حتى يستردون فلسطين ويحررون بيت المقدس بمقدساته المسلمة والمسيحية.