
وائل لطفي
عزمى بشارة ينظِّر للإرهاب
كان التنظير للإرهاب حتى وقت قريب مهمة يتصدى لها أحد أعضاء التنظيمات الإرهابية العنيفة ممن يجدون فى أنفسهم القدرة على العودة للأصول الفكرية والرجوع ببراهين وأدلة يسوغون بها لزملائهم ارتكاب ما يقدمون عليه من جرائم.. وهكذا وجدنا منظرى الارهاب منذ السبعينيات مثل عمر عبد الرحمن وهو مفتى الجماعة، ود. ناجح ابراهيم فى المرحلة الاولى من حياته، وسيد امام الشريف منظر تنظيم الجهاد، وأبو بكر ناجى منظر تنظيم داعش وهم كما قلنا أعضاء فى هذه التنظيمات برعوا فى مهمة التنظير للارهاب وإيجاد فلسفة تبرر الجرائم التى يقوم بها الارهابيون.
لكن ما يستدعى التوقف هو ان تدفع الأموال القطرية عزمى بشارة ومستشار الأمير تميم للتنظير الصريح والواضح وللعبور من مرحلة كان يدعى فيها انه يدافع عن الديمقراطية لا عن جماعة الاخوان للدفاع الصريح والمباشر عن الارهاب ومحاولة تبرير افعاله، ففى مقال اخير له نشره المركز العربى للدراسات يقوم عزمى بشارة بخدعة بهلوانية كبرى حين يقول ان تعريف الارهاب لا يجب ان يرتبط بالفاعلين ولكن يجب ان يرتبط بالضحايا! والمعنى مفهوم وواضح.. فَلَو كان الضحايا من رجال الجيش والشرطة فلا ارهاب فى الامر ولا يحزنون! اما لو كانوا من المدنيين او من المسلحين فى الخفاء الذين تتعقبهم اجهزة الدولة ويواجهونها وتواجههم فالامر هنا ارهاب صريح من الدولة طبعا!
يبنى عزمى بشارة أطروحته على اكذوبة كبرى ومغالطة كبيرة وقوام هذه المغالطة هى تجاهله ان اهم تعريف للدولة هى انها يحق لها استخدام القوة المسلحة لفرض القانون، وبالتالى فإن تحديد الجهة القائمة بالعنف امر جوهرى وحاسم فى تحديد ما اذا كان الفعل ارهابا ام لا.
فإذا كانت هذه الجهة هى الدولة فان ما تقوم به هو من صميم سلطتها ودورها حيث إن دافعها اليه هو إنفاذ القانون.. أما إذا كان من الأفراد المسلحين فهو بلاشك إرهاب لا ريب فيه.. وفِى ظنى أن عزمى بشارة يعرف ذلك ويدركه جيدا لكن المال القطرى كفيل بتحويله خلال سنوات من يسارى قومى قدم نفسه على أنه رائد فى العمل المدنى والتنظير للربيع العربى إلى منظِّر ومحلل صريح للإرهاب، وهى سقطة كبيرة أخرى تضاف إلى ملف ملىء بالسقطات حتى صار صاحبه عنوانا على السقوط.