الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«إشمعنا» الكرة المصرية

«إشمعنا» الكرة المصرية






على مدار سنوات طويلة من الجدل والتراشق والتناحر لا تزال الكرة المصرية  تدور فى فلك أزماتها ومشاكلها التى أبدًا لا تنتهى.
 بفضل الصراعات المستمرة التى تحدث فى فترات ليست متباعدة  بين أطراف بعينها,  تطل علينا بين الحين والآخر بأزمة جديدة تشتعل تبعاتها رويدًا رويدًا عبر بعض المنابر الإعلامية الرياضية المرئية  منها والمسموعة, والتى لا علاقة لها بالمفهوم الحقيقى التى من أجله تمارس  لعبة كرة القدم  وهو الروح الرياضية.
هذا المفهوم الغائب لدى البعض جعل الكرة المصرية تسير فى فلك واحد عنوانه الكبير «أزمات لا تنتهى»، برغم الفرحة المدوية التى نعيشها لتأهل منتخبنا الوطنى لنهائيات كأس العالم بروسيا  بعد 28 عامًا من الغياب.
لكن يبدو أنها فرحة قد أخذها « الغراب وطار»  ليحلق بها بعيدًا عن سماء الكرة المصرية  تاركًا لها همومها وأحزانها التى تطل علينا بين الحين والآخر.
 والتى تتلخص جميعها فى أن البعض لا يقبل الاختلاف فى الرأى الذى لا يفسد للود  قضية، ولا يعترف بالخطأ  الذى يرتكبه على مرأى ومسمع من الجميع، وإذا قام أحد بنقده هنا تحدث الطامة الكبرى من وجهة نظره، وتبدأ دوامة التراشق  اللفظى المستتر أحيانًا والصريح  فى أحيان أكثر أخرى، عبر أثير  بعض الإذاعات تارة وبعض الشاشات  تارة أخرى.
ويبدأ الشخص المخطئ بمساعدة بعض أنصاره  فى البحث عن أخطاء غيره  حتى « يعايره» بها، ضاربًا عرض الحائط  بالخطأ الذى ارتكبه اقتناعا منه أن فى هذا  الجرم الذى إقترفه دليل براءته، وأن الجميع سيتناسى خطأه، بمجرد أن يقوم  بالخوض فى سمعة الآخر، والذى هو مؤكد بشر مثلنا، قد يخطئ أحيانا، لكنه يعود سريعًا للطريق الصحيح.
هذا فى الوقت الذى يصر فيه آخرون على المضى قدما فى الخطأ  دون اعتذار  منهم أو رادع لهم،  ظنا أنهم فوق النقد، وبعيدين  عن العقاب باللوائح والقوانين  التى يجب أن يتم تطبيقها  على الجميع سواسية،  بعدما نتخلى عن سياسة «إشمعنا«  ونضع حدًا فاصلًا لها، والتى يرددها كل مخطئ مبررًا خطأه  بدلا من الاعتذار عنه وتقبل العقوبة الموقعة عليه.
وعندما يحدث ذلك ستعود  الكرة المصرية إلى أخلاقيات الزمن الجميل التى يؤدى فيها كل الأطراف المعنية بالمنظومة الكروية دورهم على أفضل ما يكون «اللاعب لاعب .. والمدرب مدرب .. والحكم حكم .. والإعلامى إعلامى .. والمسئول مسئول« على  أن يظل الاحترام المتبادل هو اللغة السائدة بين الجميع .
فهل يحدث ذلك ؟!
قطعًا من الممكن أن يحدث ذلك  إذا  اعترف كل من يخطئ  فى حق نفسه وحق الكرة المصرية بخطئه، وقرر أن يفتح صفحة جديدة مع  نفسه أولا والجميع ثانيا ملتزما بحدود دوره ومحترما لدور وقرار جميع الأطراف الأخرى  ليصبح  الانضباط الدائم  هو اللغة السائدة  بين جميع أطراف منظومة اللعبة الأشهر فى مصر.