حب مصر من الإيمان

وقف رسول الله «صلى الله عليه وسلم» على شعاب مكة بعد أن أخرجه المشركون منها هو وأصحابه.. وقال والله يا مكة إنك أحب بلاد الله إلى الله وأحبها إلى قلبى ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت.
قصدت أن أبدأ مقالى بهذه الفقرة من السيرة النبوية العطرة والمقصد هنا حب الوطن وكيف أن رسول الله قد ضرب لنا مثلاً مهمًا حول حب الأوطان وأنه من الإيمان فوطنك الذى نشأت وتربيت فيه وأكلت من خيراته وشربت من مائه له حقوق عليك وهذه الحقوق واجبة فى  كل زمان ومكان طالما أنك على أرض هذا الوطن.
فحب الوطن واجب شرعًا والدفاع عنه واجب والاستشهاد فى سبيله قمة الإيمان بالله لأن الشهادة إحدى مراتب العلى فى الجنة.. والجزاء أن تكون من الأحياء عند الله فى الآخرة.
كثيرون هم من ضحوا من أجل الوطن ومن أجلنا خلال السنوات الماضية قدموا أرواحهم ودماءهم فداءً لمصرنا الغالية هؤلاء هم فعلًا رجال صدقوا، ما عاهدوا الله عليه منهم من قضى نحبه ومنهم ينتظر وما بدلوا تبديلًآ فتحية لروح هؤلاء الشهداء الأبرار عاشوا على الحق وماتوا من أجل الحق والعدل وحب الوطن.
ولكن ما يدعوك إلى التعجب الآن وبعد كل هذه التضحيات العظيمة أن بعض المصريين يكرهون وطنهم للأسف الشديد يخططون ويدبرون ويتحدثون بلغة المكر والدهاء والخيانة  ضد وطنهم وتتصدي لهم قواتنا المسلحة بكل بسالة.
رغم أن هذا الوطن اعطاهم الحياة والأمن والاستقرار لكن لا يعجبهم أى شىء فى الدولة هم معارضون على طول الخط يكرهون انفسهم قبل أن يكرهوا أرض وطنهم.. تربوا على النفاق وعلى الخيانة قاتلهم الله أنى يؤفكون، فالوطن باقٍ وانتم زائلون ولن يمكن الله لكم فيه أبدًا ما حييتم ولن تستطيعوا أن تغيروا حتى ما كتبه الله على مصر فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. غيروا أنفسكم وقلوبكم أولًا قبل أن تطالبوا بالتغيير للأحسن أو للأفضل من وجهة نظركم واعلموا أن حب الوطن من الإيمان كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.