
صبحي مجاهد
سفر الدعاة .. وقرار الوزير
قد يرى البعض أن قرار الأوقاف بوقف أى إمام أو قارئ قرآن يسافر للخارج دون إذن هو قرار جائر ومقيد للأئمة والدعاة وأصحاب العمائم الأزهرية وقراء القرآن إلا أن الناظر بموضوعية يرى أن القرار هو حماية للعمل الدعوى من الاستغلال بأى صورة من الصور والتى قد يغفل عنها الإمام وسط فرحته بالتنقل لخارج البلاد.
والغريب أن من سافروا للخارج لدول يعرف عنها مواقف غير واضحة من الدول العربية والإسلامية ، وبخاصة مصر لا يرون فى ذلك أى مخالفة صادرة منهم تجاه العمل الدعوى ، إلا أنهم لم يدركوا أنه يتم استغلالهم لترويج موافق مغايرة للواقع كأن يستغل سفر الأئمة للترويج مثلا بموضوعية مواقف دولة بعينها سياسيًا أو مذهبيًا.
ولذلك أشجع القرار الحكيم لوزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة بوقف كل من يثبت سفره للخارج بدون إذن عن العمل الدعوى وإمامة الناس بالمساجد بالنسبة للأئمة , وعن القراءة بالمساجد أو دور المناسبات التابعة للوزارة بالنسبة للقراء لحين انتهاء التحقيقات معهم , معتبرا أن تمثيل الجهة التى يعمل بها الشخص بدون إذن تدليسًا وتجاوزًا يستحق الإحالة للمحاكمة التأديبية. معلنا أنه ستتم مخاطبة المجلس الأعلى للإعلام وإتحاد الإذاعة والتليفزيون باسم كل من يخالف التعليمات لاتخاذ اللازم تجاهه، وبخاصة القراء الذين يسافرون دون تنسيق مع الوزارة.
ولكن يبقى أمر آخر وهو محاولات بعض الشخصيات المحسوبة على ما يعرف باسم التيار السلفى للهجوم على الأزهر والأوقاف من خلال مواقف فردية لبعض المنتسبين للدعوة وكأن الأمر أصبح جريمة ارتكبتها المؤسسة الدينية.
والعجيب فى الأمر أن تلك الشخصيات السلفية تنسى أو تتناسى مواقف الأزهر الشريف فى حماية منهج أهل السنة والجماعة، وحماية الدعوة المنهج الوسطى الصحيح للدين، كما تتناسى أيضًا جهود وزارة الأوقاف فى ضبط العمل الدعوى وتجديد الخطاب الدينى من خلال تنمية مهارات الأئمة والدعاة ومحاولة أن يكونوا مواكبين للعصر وملبين لاحتياجات الناس.
وكلمة أخيرة لابد من التأكيد عليها وهى أن حماية الدين لا يكون باستغلال مواقف بعض الدعاة للهجوم على منهج كامل فى الدعوة، أو مؤسسة عريقة كالأزهر الشريف، وما يمثلها فى المنهج كوزارة الأوقاف، كما أن تصيد بعض الصور التى تكون فى غالبها قديمة تستغل من جانب أطراف كثيرة لإيصال رسالة لا يعد من قبيل الأمانة التى نحن مأمورون بها.
وأمر آخر هو أن الدعوة والآثمة يعدون ظهرا قويا لتحقيق الاستقرار في المجتمع حيث سيظل الإمام في المسجد هو لمحل ثقة الناس الذين يأتون إليه برغبتهم ليستعموا له ولكلامه.