الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
خير أجناد الأرض

خير أجناد الأرض






قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حديث له: إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا، فذلك الجند خير أجناد الأرض.. فقال له أبو بكر رضى الله عنه :ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: لأنهم فى رباط إلى يوم القيامة.
إلى هنا انتهى الحديث الشريف الذى أردت أن أبدأ به مقالى من باب تذكير الشباب المقبلين على الالتحاق بالخدمة العسكرية فى الشهور المقبلة وأيضًا بمناسبة الملحمة الوطنية والشجاعة التى تقوم بها القوات المسلحة على أرض سيناء خلال هذه الأيام بـ “العملية سيناء “2018 ويعتبر هذا المقال الثانى فيما يتعلق برجال الجيش الأبطال ومن وجهة نظرى فإن الحديث عن هؤلاء الرجال لا ينضب أبدًا ولا يمكن أن يمل منه الكُتّاب لأنه نوع من أنواع الجهاد بالكلمة فى حق هؤلاء الجنود الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلًا.
خدمت فى القوات المسلحة منذ ما يقرب من 18 عامًا تعلمت معنى الرجولة ومعنى حب الوطن بحق .. ما زلت أذكر قادتى وزملائى وأجمل سنوات عمرى التى قضيتها فى سلاح القوات الجوية حضرت فيها مناورات النجم الساطع بحضور عدد من دول عربية وأوروبية كنت دائمًا أرى فى عيون الدول الأخرى نظرة غريبة للجندى المصرى وكيف أن هذا الجندى يستطيع أن يقوم بأى عمل عسكرى يكلف به حتى ولو كان مستحيلًا.. جاءت المناورات فى أحد أشهر الصيف الحار وكانت درجة الحرارة يمكن أن تصل إلى ما يقرب من 40 درجة مئوية فيدخل جنود الدول الأخرى إلى الخيام الخاصة بهم يشربون الماء البارد ويتناولون المثلجات من العصير إلى الآيس كريم أما أولاد مصر فلا يفرق معهم شيء لا حرارة الجو أو المطر أوحتى أصوات المدافع والرصاص وأشهد الله أن رسوله صدق فيما قال.. نعم جنودنا خير أجناد الأرض يتحملون ما لا يتحمله بشر نتيجة للتدريب المستمر وأنهم دائما على الحق يحبون الوطن ويدافعون عنه بالروح والدم والجسد ولذلك لا يمكن أن ترى أى جندى فى العالم مثل الجندى المصرى، فقد ضربوا المثل فى معجزات القتال فمنهم من يستطيع مواصلة القتال فى أرض المعركة بذراع واحدة وقدم واحدة وهذا حدث بالفعل الشهور الماضية فى سيناء حيث ظل أحد الضباط الأبطال يحارب الإرهابيين رغم تعرضه لطلقة آر بى جيه ومنهم جندى آخر تقدم بدبابته عندما رأى كلاب النار الإرهابيين في سيارة مفخخة تحمل ما يقرب من نصف طن متفجرات واستطاع بالفعل أن ينقذ زملاءه وبعض المدنيين فى أحد الأكمنة بسيناء والعالم كله شهد هذه البطولات، وهناك بطولات سطرها أبطال القوات المسلحة.. جنودًا وصف ضباط لا نعرفهم حتى الآن..
كل اسم شهيد وراءه قصة وبطولة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى.. جزاكم الله عنا خيرًا وأسكن أرواحكم فى الفردوس الأعلى.. جزاء ما قدمت لنا وللوطن فلولا أنتم ما كنا نحن ..مصر لن تنساكم أبدًا يا خير أجناد الأرض.