احمد رفعت
ﻣﻌﻨﻰ ﺣﺸﻮد اﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﻓﻰ ﺗﺼﻮﻳﺖ اﻟﺨﺎرج!
ﻣﺎ اﻟﺬى ﻳﺪﻓﻊ ﻣﺼﺮﻳ ﻋﻤﻠﻪ، ﻓﻰ ﺷﺮوط ﻋﻤﻞ ﺻﻌﺒﺔ وﻏﻴﺮ اﻟﺘﻰ ﻓﻰ ﺑﻼدﻧﺎ، ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻻﺧﺘﻼف ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻹﺟﺎزات واﻟﻐﻴﺎب ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﺤﺴﺐ، وإﻧﻤﺎ ﻷن أﺟﺮ اﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﻫﻨﺎك ﻳﺘﺤﺪد ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻌﻤﻞ، أى أﺟﺮ ﺎ ﻟﻴﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﺛﻢ ﻳﺤﺸﺪ ًﻳﻮم ﺑﻴﻮم، وﻧﻘﻮل: ﻣﺎ اﻟﺬى ﻳﺪﻓﻊ ﻣﺼﺮﻳ أﺳﺮﺗﻪ ﻟﻴﻨﺘﻘﻞ ﻣﺌﺎت اﻟﻜﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮات ﻟﻴﺪﻟﻰ ﺑﺼﻮﺗﻪ ﻓﻰ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ؟ ﻣﺎ اﻟﺪاﻓﻊ اﻟﺬى ﻳﺪﻓﻊ آﻻف اﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ إﻟﻰ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﺸﻘﺔ وﻣﺼﺎرﻳﻒ اﻟﺴﻔﺮ وﺗﺒﻌﺎت اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻓﻰ اﻟﻌﻤﻞ ﻟﻴﺪﻟﻰ ﺑﺼﻮﺗﻪ؟ وﻣﺎ اﻟــﺬى ﻳﺪﻓﻊ آﺧﺮﻳﻦ ﻓﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ أﺧــﺮى ﻓﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﺘﺤﺪى ﻣﺼﺎﻋﺐ داﺧﻠﻴﺔ ﻛﻤﻦ ﻳﺼﻮت ﻓﻰ دوﻟﺔ ﻣﺜﻞ ﻗﻄﺮ أو ﺗﺮﻛﻴﺎ ا ﻟﺘﻌﺮﺿﻪ ﻟﻠﺘﺘﺒﻊ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻟﻠﻌﻘﺎب ً وﻟﻮ ﺻﻐﻴﺮًوﻫﻮ ﻳﻌﻠﻢ أن اﺣﺘﻤﺎﻻ ﻹﺻﺮاره أن ﻳﺸﺎرك ﻓﻰ دﻋﻮة وﻃﻨﻴﺔ وﺟﻬﺘﻬﺎ ﻟﻪ ﺑﻠﺪه ورﺋﻴﺴﻬﺎ؟ اﻻﺳﺌﻠﺔ ﺑﺎﻷﻣﺜﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ وﻛﺜﻴﺮة وﻫﻰ ﻣﺜﻞ اﻟﻤﺘﻮاﻟﻴﺔ اﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ ﺗﺘﺼﺎﻋﺪ وﺗﺘﻜﺎﺛﺮ وﻗﺪ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻰ، وﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻣﺘﻌﺪدة، ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺮوح اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻰ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻬﺎ ﻳﻮﻧﻴﻮ ورﺑﻤﺎ ﻛﺎن ٣٠اﻟﻤﺼﺮﻳﻮن اﻵن وﻣﻨﺬ اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﺗﺠﺎه ﺑﻠﺪ ﻳﺪرك ﻫﺆﻻء أﻧــﻪ ﻓــﻰ ﻧــﻄــﺎق ﻣــﺆاﻣــﺮة ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻋﻠﻴﻪ وﻟﻦ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻳﺴﻴﺮ ﻓﻰ اﻻﺗﺠﺎه اﻟﺼﺤﻴﺢ، أو رﺑﻤﺎ ﻷن ﻫــﺆﻻء ﻳﺼﺪﻗﻮن ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺠﺮى ﻓــﻰ ﻣﺼﺮ اﻵن ﻣــﻦ ﺣــﺎﻟــﺔ اﺳﺘﻨﻬﺎض ﻟﻬﻤﺔ اﻟــﻤــﺼــﺮﻳــﻴــﻦ وﻗــﺪرﺗــﻬــﻢ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﻔــﻌــﻞ وﺻﻨﻊ ﺎ ﻻﻗﺘﺼﺎد ًاﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻜﻮن اﺳﺘﻨﻬﺎﺿ ﻣﺘﺮاﺟﻊ وﻣﺘﻬﺎو إﻟﻰ أﻗﺼﻰ درﺟــﺔ وﻗﺒﻞ أن ﺎ ﻟﺠﻬﺎز إدارى ﻋﺎﺟﺰ ﻋﻦ اﻟﺤﺮﻛﺔ ًﻳﻜﻮن ﺗﺮﻣﻴﻤ وﺗــﺄﻛــﻠــﻪ اﻟﺒﻴﺮوﻗﺮاﻃﻴﺔ وﻳﺸﻠﻪ اﻟــﺮوﺗــﻴــﻦ أو ﻹﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺑﺎﻗﺘﺤﺎم اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻤﺸﻜﻼت ﺑﻠﻐﺖ ﺣﺪ اﻟﻜﻮارث اﻟﻤﺰﻣﻨﺔ ﻛﺎﻟﻌﺸﻮاﺋﻴﺎت واﻷﻣــﺮاض اﻟﻤﺘﻮﻃﻨﺔ اﻟﺘﻰ ﺳﺠﻠﺖ أﻋﻠﻰ ﻣــﻌــﺪﻻت ﻓﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ، أو اﻟﺘﻜﺪس ﻓﻰ اﻟــﻮادى اﻟﻀﻴﻖ ﺣﻮل ا ﻓﻰ آﻓﺎق ًاﻟﻨﻴﻞ دون اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮار ﺑﻌﻴﺪ أﺧــﺮى أﻛﺜﺮ رﺣــﺎﺑــﺔ، أو ﻷﻧﻬﻢ ﻳــﺮون اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ًﺻﺎدﻗﺔ ﻓﻰ ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﻔﺴﺎد واﻟﺘﺼﺪى ﻟﻪ، ﻓﻀﻼ اﻟﺸﺮﻳﻔﺔ اﻟﺒﻄﻮﻟﻴﺔ ﻣﻊ اﻹرﻫــﺎب وإﻋــﺎدة ﺑﻨﺎء اﻟﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺑﻤﻨﻈﻮﻣﺔ أﺳﻠﺤﺔ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﻣﺘﻄﻮرة وﺿﻌﺘﻬﺎ ﻓﻰ اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ اﻟﻼﺋﻖ ﺑﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺟﻴﻮش اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ واﻟﻌﺎﻟﻢ. ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ رﺑﻤﺎ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ذﻟﻚ وﻏﻴﺮه، ورﺑﻤﺎ ﻛﻞ ذﻟﻚ وﻏﻴﺮه، ﻓﻬﺬه اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﺠﺒﺎرة اﻟﺘﻰ رأﻳﻨﺎﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺑﺎﻟﺨﺎرج ﻻ ﺗﺤﺪث إﻻ ﺑﺪاﻓﻊ ﻻ ﻣﺜﻴﻞ ﻟﻪ ﻳﺪﻓﻊ إﻟﻰ ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﻣﻊ إدراك أن اﻟﻬﺪف ﻓﻰ اﻷﺳــﺎس ﻟﻴﺲ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت وإﻧﻤﺎ ﻣﺼﺮ اﻟﺘﻰ ﺗﺴﺘﺤﻖ أن ﻳﺮى اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺷﻌﺒﻬﺎ ﻓﻰ أﻗﺼﻰ ﺻﻮر اﻟﺘﺤﻀﺮ، ورﺋﻴﺲ ﻗﺎدم ﻳﻨﺒﻐﻰ أن ﻧﺮاه ﻳﻤﻠﻚ أﻛﺒﺮ ﺗﻔﻮﻳﺾ ﺷﻌﺒﻰ ﻓﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻴﺲ ﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ، وإﻧﻤﺎ ﻟﻴﻮاﺟﻪ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﺷﻌﺒﻪ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ ﺳﻨﺪ وﻇﻬﻴﺮ!
