
احمد رفعت
غدا إعلان فوز الشعب المصرى!
لم تسجل فى الانتخابات الرئاسية إطلاق رصاصة واحدة فى الهواء لا أمام اللجان أو بالقرب منها ولا اختلافا فى الانتخابات أو ابتهاجا بها ودعما لمن فيها!
ولم تسجل فى الانتخابات بأيامها الـ6 خارج وداخل مصر معركة واحدة حتى بعيدا عن المنافسة التى كانت هادئة لكن لم تسجل أصلا أى مشاجرة لا بسبب الزحام أو التحرش أو أى معاكسة من أى نوع أو لأى سبب آخر!
أكثر من مليونى ناخب منحوا أصواتهم للمرشح موسى مصطفى موسى أو أبطلوها.. أى أننا كنا أمام مليونى ناخب مختلفين مع الرئيس عبدالفتاح السيسى ومع ذلك لم يحدث شىء مما سبق ولا منع أحد من الدخول أو سأل أحدهم لمن ستعطى صوتك!
أول انتخابات لم يخطر على بال واحد أن يطعن بتزويرها أو التلاعب فيها أو يتهم القائمين عليها بتزويرها أو التلاعب فيها! رغم أنهم سعوا قبلها بأشهر لمنع المصريين من المشاركة فيها بكل وسائل التحريض الممكنة من الأكاذيب والشائعات إلى الفيديو المفبرك والاستطلاع المصطنع إلى الاختلاق والكذب فى أيام الانتخابات ذاتها.. ومع ذلك لم يتهم أحد الانتخابات بالتزوير ولا قيام الأجهزة المصرية بذلك!
ولكل ما سبق.. ورغم أن رئيس اللجنة العليا للانتخابات سيعلن غدا الفائز بالانتخابات..وكل التهانى لسيادته مقدما.. إلا أن اعتقادنا الحقيقى أن الفائز الاول هو الشعب المصرى الذى اكتسب لنفسه الحق فى أن تتم على أرضه وبلاده انتخابات ديمقراطية لا تعبث بها أى أيد.. وهو الحق الذى سبقتنا إليه شعوب اخرى عديدة.. لكن ولأن الديمقراطية الحقيقية لا تتم بقرار يصدر ويتم تنفيذه وإنما تتم بالتراكم بخطوة من بعد خطوة كما حدث فى جميع الدول التى تقدمت وأصبحت فيها الانتخابات الديمقراطية أمرا مستقرا محل اتفاق لا شك فيه على الإطلاق لذا على شعبنا أن يبنى الخطوة فوق الخطوة..اليوم انتخابات حرة بين متنافسين اثنين لم يكن هناك تكافؤ بينهما لكن المرة القادمة نريد انتخابات حرة بين مرشحين أقوياء يقدمهم شعبنا لنا وللعالم.. حتى نصل إلى الانتخابات التى تلى التى تليها وفيها لا نعرف حتى اللحظة الأخيرة من سيفوز بها.. وهكذا!
صحيح فاز شعبنا.. بوعيه وبإصراره على الحصول على حقه فى التصويت.. لكن هذا لا ينسينا من أصر على إجراء الانتخابات بهذه الشفافية وكانت تعليماته للأجهزة المختصة واضحة وصارمة بإصرار على بناء دولة عصرية حديثة شعبها يختار حكامه بنفسه.. حتى تحولت الانتخابات بالفعل الى عرس من ثلاث ليال.. وفى أجواء كرنفالية مبهجة حتى كان اللوم الأكبر فيها من قوى الشر ـ تخيلوا ـ هى فرحة سيدات مصر بما يجرى وتعبيرهن العلنى عنه!
مبروك مبروك..!