الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فاتورة الحساب

فاتورة الحساب






يموج العالم بتطورات خطيرة ومتلاحقة تسعى دول كبرى إلى مد نفوذها فى منطقتنا العربية من وقت إلى آخر.. تحاول بكل الطرق أن تسيطر على أكبر مساحة ممكنة من الأراضى العربية.
استطاعت تلك الدول أن تدمر وتخرب فى وطننا العربى قضت على أكبر جيوش المنطقة فى العراق وفى اليمن وفى ليبيا وتحاول فى سوريا حتى يومنا هذا.
وكان لمصر النصيب الأكبر من تلك المؤامرات والمخططات التى فشلت كلها على أعتاب القاهرة.. رضخنا فى يناير لجزء من خطة تفكيك الأوطان العربية بسبب ظروف كثيرة كانت موجودة قبل 2011 ونجحت آلة حروب الجيل الرابع فى السيطرة على عقول الكثير من المصريين فنزلوا إلى الشوارع، البعض كان يريد التغيير للأفضل «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية» والبعض الآخر كان له وجهة نظر أخرى.. دمر وخرب الكثير من مقدرات الوطن فأدى ذلك إلى انهيار الدولة بعد ثورة 2011.. مصانع أغلقت وهربت الاستثمارات الأجنبية وانضربت السياحة التى كانت عاملا مهما فى الدخل القومى.
ثلاث سنوات فقط كانت كفيلة بالقضاء على استقرار ثلاثين عامًا ماضية فى بلدنا.. انهار الاحتياطى القومى من النقد الأجنبى وانهارت معه معظم المقومات الأساسية لقيام أى دولة فى العالم.
تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسى مسئولية حكم البلاد فى وقت عصيب حاول خلال الأربع سنوات الماضية أن يعيد مصر إلى الطريق الصحيح مرة أخرى وإلى مكانتها الطبيعية فى المنطقة العربية والعالم.
بدأ بترتيب البيت من الداخل وبنظرة القائد شعر بأن التخطيط والتآمر لن يتوقف.
 فالهدف الرئيسى لقوى الشر هو القضاء على مصر رأس الجسد العربى وقلب العروبة والإسلام فكانت أولى خطوات البناء والاستعداد بقوة لما هو قادم فبدأ بإعادة بناء القوات المسلحة على أحدث ما يكون فى كل الأفرع الرئيسية للجيش حتى أننا بفضل الله أصبحنا نحتل مركزاً مهما فى خريطة تسليح الجيوش عالميا.
وبدأت الدولة المصرية تعيد نفسها من جديد بإقامة عدد كبير من المشروعات العملاقة ومنشآت البنية الأساسية والتى لا ينكرها غير جاحد.. نعم رغم كل ما تعانيه الدولة من تردٍ فى الأوضاع الاقتصادية إلا أن هناك رؤية واضحة لإقامة مصر من جديد.. كان سهلا على الرئيس أن يقضى فترة حكمه دون إقامة هذه البنية الأساسية للدولة وألا يخطط لمستقبل أولادنا من بعده ويفعل مثلما يفعل غيره يحافظ على شعبيته ويترك الأمر للسنين والأيام المقبلة.. ولكن شخصية هذا الرجل مختلفة عن الكثيرين ممن حكموا هذا البلد.. يحتل العمل فى شخصيته درجة كبيرة تصل إلى العبادة ولا يرضى أن يكون العمل ناقصا بأى حال من الأحوال مثل العبادة التى بيننا وبين الله واستطاع بالفعل أن ينجح فى فرض هذه الرؤية لكل من يعملون حوله.. العمل ثم العمل.. ثم العمل إلى جانب التوقيت الذى ينظر إليه البعض على أنه أمر مستحيل فتجد أن المستحيل يمكن أن يكون حقيقة من خلال مشروعات أقيمت فى عامين كان مقدراً لها أن تنفذ فى عشر سنوات.
الدولة الآن تحتاج إلى روح وفكر وعزيمة هذا الرجل الذى يستيقظ فجراً ويظل يعمل لأكثر من 20 ساعة يوميا فى بعض الأحيان.. هذا الكلام ليس من سبيل النفاق ولكنها الحقيقة التى لا يريد أن يعرفها الكثيرون من أبناء الشعب.
حالنا صعب وظروفنا أصعب وعلينا فاتورة يجب أن ندفعها لهذه الدولة.