الجمعة 2 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«قطر الندى» أميرة مجلات الأطفال

«قطر الندى» أميرة مجلات الأطفال






 أقول لنفسى بعد أن يتملكنى الغيظ، لماذا لا تستمر المشاريع الناجحة فى مصرنا المحروسة لفترة طويلة من الزمن؟! فكل قادم جديد يحمل معولا ليهدم به انجاز من سبقوه، لماذا لا تطاوعه نفسه الأمارة بالتضخم أن تعترف بالسابق وتحاول استكمال البناء؟ ولا لكى لا نعمم، إلا قليل بالطبع لديه القدرة على استكمال كل جيد، لذا كانت رؤية الدولة فى قانون81 بضرورة وجود ما يسمى بوظيفة الوكيل الدائم لكل وزارة، وهى وظيفة وكيل أول وزارة، مهمته أن يستمر لمد ثمانية أعوام على فترتين لكى يعلم كل وزير قادم بخطة الوزارة ومشاريعها لكى يستكمل البناء ولا يبدأ من جديد، المضحك أن لا أحد من وزارات مصر أعلن عن تلك الوظيفة، رغم تأكيد قانون  81على ذلك.
الغريب أن مجلة قطر الندى التى تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة ظلت خارج تلك المنظومة الفرعونية، وقد فلتت من مقصلة التوقف أوالمنع أوالتهميش، ربما تعثرت فى الصدور بعض أعداد لظرف ما، ربما قل المطبوع منها لعدم وضوح رؤية ما، لكنها ظلت تسحر الجميع بجمالها ولطفها ورقتها ورشاقتها وجودة ما تقدم شكلا وموضوعا، فظلت المجلة التى ينتظرها الأطفال فى مصر كل أسبوعين على مدار عشرين عاما، منذ بدأ تأسيسها الكاتب الكبير محمد السيد عيد فى رئاسة الأستاذ حسين مهران مؤسس الهيئة العامة لقصور الثقافة، ومرورا بالشاعر أحمد زرزور الذى بذل جهدا كبيرا فى بلورة وجودها، والشاعر عبد الرحمن نور الدين الذى أضاف لها لمسة سحرية من حيث الشكل، والشاعر عمروحسنى والفنان محمود الهندى وعودة زرزور لها ثانية، ثم تولى الشاعر عبدة الزراع المسئولية مع مجلس تحرير خرجوا بها من عمارة استراند إلى أقاليم مصر فكانت النتائج جيدة،فقفزت إلى أرقام توزيع لم تكن موجودة من قبل، وتواصل المجلة النجاح حتى وصل المرتج لها صفر فى رئاسة الكاتبة نجلاء علام منذ عام 2015، ومنذ هذا التاريخ الذى كنت فيه رئيسا لمجلس إدارتها  وهى تحافظ على هذا النجاح الذى ساهم فيه الجميع منذ أضاءت الهيئة شمعتها الأولى وحتى الآن.
ويبقى السؤال المهم لماذا لا نزيد نسب المطبوع من هذه المجلة ليرتفع من 10آلاف إلى 50 ألف على سبيل المثال،خاصة أننا فى بلد يزيد فيها عدد الأطفال عن عشرين مليونا؟ والسؤال الثانى الملح، لماذا لا تصدر المجلة أسبوعيا بدلا من كل أسبوعين؟ لاشك أن الهيئة ترصد للمجلة ميزانية تقترب من مليون جنيه للطباعة والتجهيزات ومكافآت الكتاب والرسامين والعاملين بها، ولن تستطيع فى الحقيقة أن ترصد أكثر من ذلك فميزانيتها للأنشطة ليست كبيرة، وفى حاجة للدعم أصلا، وتبقى الحلول التى يجب أن تأتى بعيدا عن الدعم المباشر، لماذا لا تمد المؤسسات العاملة فى ثقافة الطفل يدها، وخاصة التى تتمتع بالخير، أليست مجلات الأطفال ودعمها من الخير العميم الذى يعلم ويربى ويصلح؟! ماذا لودعمتها مؤسسة مصر الخير على سبيل المثال والمجلس العربى للطفولة والأمومة وكليات الطفولة المبكرة وأقسام الطفولة بكليات التربية ووزارة التربية والتعليم، ووزارة التضامن الإجتماعي؟ ومن الممكن أن يتم ذلك من خلال شراكة الجميع وحصول كل طرف على مقابل دعمه من الإعلان عن نفسه داخل المجلة، وحصوله على نصيب مفروض من عدد النسخ لجهته ولأطفاله.
وأخيرا أجدنى سعيدا بالعدد 600 لمجلة قطر الندى وأدعوالأصدقاء فى الهيئة برئاسة د.أحمد عواض أن يعضوا عليها بالنواجز، وأن يدعموها بالمتاح الذى يضمن استمرارها بالقدر نفسه من الجودة والمطبوع، إن لم يكن أكثر، فقد صارت المجلة علامة مهمة من علامات الهيئة وانجاز مهم لوزارة الثقافة،خاص بثقافة الطفل المصرى كله، فتحية لكل من بدأ بذرتها منذ وزارة  الفنان فاروق حسنى وحافظ عليها حتى صارت شابة يافعة فى وزارة الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم.