
احمد رفعت
اعترافات بلاتينى!
ميشيل بلاتينى.. نجم كرة القدم الفرنسية وأحد رموزها الكبار فى أوروبا يعترف قبل يومين باعترافات مثيرة للغاية لا نعرف مدى التزامها القانونى ولا نعرف تداعياتها..بلاتينى بمنتهى البساطة يجرى حوارا مع إذاعة «فرانس بلو سبورت» الفرنسية قال فيه: إنه تم التلاعب بقرعة كأس العالم عام 1998 تؤدى الى عدم تصادف وجود فرنسا والبرازيل فى مجموعة واحدة»! واضاف : «بل تعمدنا أن نكون فى المجموعة الأولى والبرازيل فى الثالثة وهذا يعنى أنه لا يمكن أن نلتقى إلا فى النهائى بشرط أن يتصدر كل منا مجموعته»!
يضيف بلاتينى: «نحن لم نعمل 6 أعوام ولا نقوم بهذه الخدعة البسيطة هل تعتقد أن من ينظم كأس العالم لا يقوم بمثل ذلك؟» وأضاف بحسم: «فرنسا والبرازيل كان النهائى المطلوب كان لا بد من العمل عليه لتحقيقه حتى لو بخدعة بسيطة»!
وقتها كان بلاتينى عضوا فى اللجنة المنظمة وبذلك فكلامه يعتد به ويفضح طريقة العمل داخل أكبر منظمة فى العالم إذ تتفوق على الأمم المتحدة بعدد أعضائها إذ تصل الى 204 أعضاء بينما توقفت الأمم المتحدة عند 198 دولة! ويكشف المستور ما يبدو للعالم طوال سنوات طويلة وكأنه الأكثر شفافية وحيادا ولم يؤثر فيه وفى سمعته محاكمة رئيس الاتحاد الدولى بلاتر حيث ظلت إجراءات «القرعة» محل احترام من الجميع!
قد يظن البعض أننا نذهب بذلك الى إمكانية وجود فساد فى عملية اختيار قطر لتنظيم كأس العالم فحسب..لا.. إذ إن السؤال الأهم من قطر الآن هو: إن كانت الرياضة حتى الرياضة لا تخلو من الخدع والتلاعب والتخطيط السرى ووجود الأيدى الخفية فماذا عن السياسة؟ إن كان المجال الذى يجمع العالم على التنافس الشريف والمتعة تتم إدارته بهذه الطريقة.. فماذا عن المجال الذى يتقاتل فيه العالم ويختلف فيه ساسته وقادته وتختلف فيه الشعوب؟!
بالطبع لا يمر الحال فى انتخابات اليونسكو شفافا مثاليا ولا تتم اختيارات ممثلى الدول فى المنظمات الدولية كما كنا نعتقد بالشفافية المطلقة وهو ما يجعلنا نتذكر الآن الكتاب الأمريكى الشهير «أكاذيب حقيقية» الذى يتحدث عن الخداع الذى جرى عند احتلال العراق وكيف خدع الإعلام الأمريكى العالم فسقطت فيه بغداد قبل سقوطها فعليا بل أدى إلى سقوطها فعليا.. وكذلك عند إسقاط تمثال صدام حسين إذ أدير المشهد بشكل سمح بأن يصدقه كل من رآه بينما يقول الكتاب: إن خدعة كانت وراء ذلك تسببت فى زيادة أعداد المتظاهرين بينما منعت الكاميرا أضعافهم من منع إسقاط التمثال!
كم من الخدع يقع فيها بسطاء هذا العالم ونحن العرب أولهم!