الأربعاء 24 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عبقرية السادات وشفافية الإمام

عبقرية السادات وشفافية الإمام






تأتى ذكرى انتصارات العاشر من رمضان كل عام لتحمل نسمات طيبة يشعر بها كل من يحب مصر وتتجلى عظمة هذا الانتصار على أرض الواقع عندما تذهب إلى أرض الفيروز سيناء الحبيبة.. هذه الأرض الطيبة التى ذكرها المولى تبارك وتعالى بقوله «والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين» وذكرها فى موضع آخر بقوله «فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقًا».. وعندما يذكر المولى أماكن محددة كما ذكر أرض سيناء المباركة تكون هناك حكمة الهية يعلمها الله ويتأكد للبشر ان هذه الأرض ستظل فى حمي ورعاية الخالق العظيم.
أنا شخصيًا اذهب إلى سيناء فى العام مرتين وعلى الرغم أن هذه الزيارة متواصلة منذ سنوات طويلة إلا أننى اشعر كل مرة ان هذه الأرض أزورها للمرة الأولي.. صحراء طويلة عرضًا وطولًا بها من المعادن والكنوز الطبيعية التى لا توجد فى أى مكان فى العالم.. واحات خضراء وجبال ساحرة ورمال طاهرة ارتوت بدماء الشهداء فى كل عصور التاريخ القديم والحديث والمعاصر كل الغزاة الذين دخلوا إلى مصر كان طريقهم من البوابة الشرقية لأرض الفيروز لا أريد ان اتحدث عن أشهر المعارك الفاصلة فى تاريخ الإنسانية التى وقعت على هذه الأرض فليس مجال حديثى الآن على الرغم من أن تلك المعارك كانت بالفعل فاصلة فى تاريخ الإنسانية وليس التاريخ المصرى فقط.. وما أجمل أن تذكر الماضى الجميل والحاضر الأجمل لرجال القوات المسلحة البواسل بحق فهم يسطرون بدمائهم الطاهرة خلال هذه الأيام المباركة ملحمة جديدة فى سيناء.
أعود فاقول لن يشعر أى إنسان بعظمة الرئيس الراحل محمد أنور السادات صاحب قرار الحرب والسلام إلا إذا مشى على أرض سيناء ورأى بعينيه هذه المساحات الشاسعة التى حررتها حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر عام 1973.
فى كل مرة أذهب إلى سيناء الغالية اترحم على أرواح الشهداء الأبطال الذين روت دماءهم الطاهرة هذه  الرمال الساحرة وكيف أن التاريخ لم يزل عاجزًا عن إنصاف هؤلاء الرجال وعلى رأسهم الرئيس السادات هذا الإنسان العبقرى الذى سبق عصره بعصور طويلة وتجلى ذلك فى أن فتح الله عليه بهذه الرؤى لخوض قرار الحرب وبعده قرار السلام.
لن أنسى منذ سنوات طويلة عندما كنت فى جامعة الأزهر طالبًا فى إحدى الندوات الدينية بهذه المناسبة ذكرى  السادس من أكتوبر ما رواه لنا الراحل الدكتور منيع عبد الحليم محمود طيب الله ثراه عميد كلية أصول الدين وابن الإمام الأكبر عبدالحليم محمود رضى الله عنه.. تحدث عن واقعة شهيرة بين والده الإمام الأكبر شيخ الأزهر  والرئيس الراحل  السادات قال إن الرئيس ارسل فى طلب والده لكى يتحدث معه فى قرار الحرب وطلب السادات من الإمام عبدالحليم محمود المشورة وكان من الصالحين وتوكل الرئيس على الله واخذ بالأسباب وهى إعداد الجيش للحرب والاستعانة بالسلاح من الاتحاد السوفيتى واختيار التوقيت المناسب للحرب كل هذه الأمور لم تثنيه عن استشارة شيخ الأزهر فى ذلك الوقت.
نرجع إلى حديث الدكتور منيع عبدالحليم الذى قال: إن والده طلب من السادات أن يمهله يومين كى يستخير الله فى هذا الأمر وبعد يومين ذهب الإمام إلى الرئيس وعندما نظر إليه السادات رأى وجهه يشع نورًا وتكسوه الابتسامة.. فقال الرئيس للإمام خيرًا يا مولانا.. فرد عليه الإمام سر على بركة الله يا سيادة الرئيس والله لقد رأيت الملائكة وهم يعبرون مع الجنود واستشعرت حلاوة النصر بعد هذه الرؤيا.
تحية لأرواح الشهداء وللرئيس السادات وللإمام الأكبر عبد الحليم محمود ولكل من ضحى من أجل تراب هذا الوطن.. من الشهداء الأبرار الدين يسطرون للتاريخ معانى الشرف والبطولة على أرض سيناء من خلال العملية سيناء 2018.