الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اصبروا على الوطن

اصبروا على الوطن






فور سماع ارتفاع أسعار المحروقات بالأمس كنت أزور بعض الأقارب بمناسبة عيد الفطر.. كنا نتحدث عن الأحوال فى مصر وجلسنا نعد ونحسب قيمة ما يستهلكه مكن الرى ووابور الحرث كما يطلق عليه عندنا فى البلد وكما يعرفه آخرون بأنه الجرار الزراعى.
طبعا انقلب الجميع على بسبب زيادة أسعار البنزين والكيروسين وانقسمنا إلى عدة فرق جزء معارض تماما وآخر على الحياد والثالث متفهم للموقف الذى يمر به الاقتصاد القومى والحروب الخفية والمعلنة ضدد الوطن.. وجاء دورى فى الرد على الجميع وكانت هذه الكلمات التى من الله بها على دون ترتيب منى على الإطلاق وقلت للجميع بصوت حاد ونبرة قوية: رغم كل هذه المؤامرات والمخططات التى لا  تنتهى للنيل من هذا البلد إلا أننى أثق فى الله عز وجل ثقة لا تتزعزع بأن الله حافظ لمصر ولأهلها.. مصر قلب العروبة.. مصر عبقرية الزمان والمكان.. مصر الأزهر الشريف.. مصر التى صدّرت الإسلام إلى كل مكان فى العالم حتى إلى البلد الذى نزل فيه الإسلام.. مصر أرض الأنبياء.. مصر هبة الله فى أرضه.. مصر أضرحة آل بيت رسول الله.. هذا البلد الذى ذكره الله عز وجل فى كتابه العزيز عدة مرات وأكد سبحانه وتعالى فى قوله: «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين» صدق الله العظيم..
كل شبر فى أرض هذا الوطن يرقد فيه ولى من الصالحين أو عالم من علماء المسلمين أو مكان تقام فيه الصلاة لرب العالمين أو ضريح من أضرحة آل البيت الأكرمين.. هذه هى أرض مصر الطاهرة لا ترى الإسلام والإيمان إلا فى أهلها الطيبين مهما حاول الزمان أن يجور عليهم.
عندما قامت ثورة يناير.. دمرنا وخربنا..وحرقنا وهدمنا.. وقلنا للرئيس مبارك ارحل ورحل هل اكتفينا لا بل زدنا قسوة على بلدنا.. أغلقنا المصانع.. ودمرنا الاقتصاد القومى.. وهربت السياحة إلى تركيا وإسرائيل.. ونفذ الاحتياطى النقدى وأصبحنا مهددين بالإفلاس.. اكتفينا لا تعاون البعض منا مع من يريدون محو مصر من على الخريطة العربية والإسلامية حتى تتاح لهم الفرصة لكى يكونوا القوى الأكبر فى منطقة الشرق الأوسط وتحقيق الحلم الأعظم من النيل إلى الفرات.. ولكن شاء الله رغم كل المخططات الشيطانية والمليارات المدفوعة أن تبقى هذه الدولة بقدرة الله الذى لا يقدر عليه أحد.. وشاء القدر أن يأتى رجل لا يخشى إلا ربه ولا يخاف على عرشه وسلطانه.. جلس على كرسيه فوجد البيت قد هدم ودمر وحرق.. استعان بالله لإعادة البيت من جديد فالهدم سهل ولكن البناء صعب يحتاج إلى العرق والجهد والتضحية والصبر بل الجوع فى بعض الأحيان حتى يعود البيت على ما كان عليه فى السابق.. وهذا ما يتم الآن.. الدواء مر.. نعم مر.. والجسد يحتاج إلى جراحة عاجلة لابد منها إن عاجلا أم آجلا.. وسيأتى يوم من أيام الله ستذكرون (السيسى) بالخير مثلما تذكرون مبارك اليوم بعدما قلتم له ارحل.. ارحل.. ارحل.
اصبروا على البلد الذى يستحق أرواحنا وأرواح أبنائنا.. واحمدوا ربكم على ما أنتم عليه من الأمن والأمان وتذكروا الأيام الخالية التى كنتم تخافون فيها على أنفسكم وأنتم داخل منازلكم.
أثق فيك يا الله أن تحمى هذا البلد بحق من فيه من الصالحين والأولياء وببركة آل البيت أن تجعل كيدهم فى نحورهم.