الثلاثاء 27 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«30 يونيو».. الثورة مستمرة

«30 يونيو».. الثورة مستمرة






مرت علينا 5 سنوات هى عمر ثورة 30 يونيو المجيدة.. استطاع الشعب المصرى أن يقضى على الرجعية والتخلف والخيانة التى كانت تريد أن تجعلنا إمارة إسلامية تابعة للخونة والعملاء.
أتذكر جيدا فى بداية 2012 عندنا استولى الإخوان على حكم البلاد وتم إعلان فوز مرسى العياط كنا ساعتها نستعد للسفر إلى مدينة طنطا لحضور احتفال ديني بدعوة كريمة من المغفور له فضيلة الدكتور جودة أبو اليزيد المهدى عميد كلية القرآن الكريم فى طنطا ونائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحرى.. دخلنا على فضيلة العالم الجليل فى منزله بمدينة طنطا وكان رحمه الله ودودا كريما عنده فراسة المؤمن ينظر إلى من حوله فيعرف ماذا يريد وكنا مجموعة من الأخوة والأصدقاء فى هذا الجمع وعادة كنا نتحدث فى مثل هذه اللقاءات عن الأمور الدينية والفقهية والشرعية وأحوال جامعة الأزهر والتطورات التى تستجد فى مناهج التعليم الأزهرى.. ولكن فى تلك الجلسة انقلب الحال من الحديث فى أمور الدين وتطرقنا إلى الكلام فى السياسة وفى إعلان فوز محمد مرسى بالانتخابات الرئاسية وتلك من المرات النادرة التى نتطرق فيها للأمور السياسية فى مجلسنا.. نظر إلينا د.جودة وتبسم ضاحكا وقال للجميع :لن يستحمل الشعب المصرى جماعة الإخوان المسلمين أكثر من عام واحد وأعاد رحمة الله عليه هذه الجملة عدة مرات حتى نظر كل واحد فينا إلى الآخر متعجبا من تلك العبارة.. أنا شخصيا قلت وقت إعلان مرسى رئيسا للجمهورية: إن الإخوان سيجلسون على كرسى عرش مصر أكثر من 500 عام قادمة.. وقلت لمولانا فعلا يا سيدنا.. فرد فى حسم قاطع نعم والشعب لن يتركهم حتى يدخلوا فى جحورهم مائة عام أخرى تبسم الحاضرون ومعظمهم أحياء يرزقون وسيقرأون هذا المقال.. فقلنا كيف وقد أمسكوا بزمام الأمور فى كل مكان.. فرد الدكتور جودة بقوله لأن هؤلاء القوم لا يعملون فى النور ولكنهم تربوا منذ سنوات طويلة على العمل فى الظلام والشعب بطبيعته يحب النور ويكره الظلام وهم ظلمات فى ظلمات فكرا وعملا انتهت جلستنا وبعد عام واحد بالفعل نزل الشعب فى يونيو 2013 ثائرا على حكم تلك الجماعة الإرهابية والشاهد فى تلك الرواية أننى تذكرت ما قاله لنا العالم الجليل فضيلة الدكتور جودة أبو اليزيد المهدى رحمة الله عليه.
واليوم نتذكر معا تلك الأيام والسنوات الخمس التى عرفنا فيها الحقيقة وكيف أن هذا البلد واقع فى مخطط عظيم لا ينتهى أبدا.. حصار اقتصادى ومؤامرات بحجم دول كبرى وإرهاب غادر لا ينتهى فى سيناء.
وقد استطاعت الدولة المصرية خلال الخمس سنوات بعد الثورة أن تبنى نفسها من جديد فى ظل صعوبات وتحديات ليس لها مثيل فى تاريخ المنطقة العربية فتم بناء مؤسسات الدولة من جديد وتواصلنا مع العالم الخارجى مرة أخرى بعد أن أغلق العياط كل طرق التواصل مع الدول العربية والأجنبية عدا قطر وتركيا وإسرائيل وأمريكا بل تعدى الأمر إلى قطع العلاقات المصرية -السورية من خلال خطاب عام شهده كل العالم شرقا وغربا.
تحية إلى الوطن وإلى الشعب الذى رفض هذه الجماعة الإرهابية وتحية إلى جيشنا العظيم الذى وقف إلى جانب هذا الشعب فى وقت الشدة وكل التقدير لمن يحاربون فى السر وفى العلن من أجلنا.. بلدنا يستحق منا كل الإخلاص وكل الصبر ودائما تظل الثورة مستمرة على الفساد والإرهاب.