الخميس 3 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«الهاشتاج» لايبنى الدول.. ولا يحمى أمنها

«الهاشتاج» لايبنى الدول.. ولا يحمى أمنها






عندما يسكن الإخلاص فى قلوب الناس ويعلم الجميع أن الوطن هو بيته الكبير الذى يستره ويحميه من العواصف والأعداء وأن العرق والجهد المبذولان لرفعة هذا البلد ستأتى ثمارهما إن عاجلا أو آجلا.. وقتها سيرتفع شأن مصر إلى ما فوق السحاب.. وعندما يكون القائد شريفا عفيفا مخلصا لا ينظر لشىء غير المصلحة العامة لبلده فإنه يعز عليه أن يقابل الإخلاص والجهد والعرق بالإساءة.
هذا الكلام بمناسبة ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى فى المؤتمر الوطنى السادس للشباب بجامعة القاهرة عندما تحدث الرجل بدون مواربة أو التفاف فهو لم يتغير فى حديثه يوما ما.. وقت أن كان وزيرا للدفاع وحتى صار رئيسا لهذا البلد.. تحدث الرئيس عن هشتاج «ارحل يا سيسى».. الذى خرج من عباءة الجماعة التى تآمرت على مصر فى وقت من الأوقات وأرادوا بيع أرضها للعدو وأسرارها لمن يدفعون أكثر.. ظهر الهاشتاج على صفحات السوشيال ميديا وعليه شعار قنوات الإخوان وصفحاتهم الرسمية ومشى خلفهم البعض الذى لا يشعر بأى شىء فى هذه الدولة لا مشروعات ولا أمن ولا استثمارات أو حتى إنجازات على أرض الواقع.. وهؤلاء لن يتغيروا فلقد طمس الله على عقولهم فهم لا يفقهون ولا يسمعون..ولكنهم فقط يتحدثون «وشعارهم ارحل يا سيسى».. ولهؤلاء نقول بالعقل والمنطق.. متى كانت الدول تنهض وتعلو ويقوى اقتصادها وتقام فيها المشروعات الكبرى عن طريق «الهاشتاج» أفلا تبصرون.. أفلا تعقلون وسأضرب مثلا صغيرا لأحد هؤلاء الناس الكارهين للبلد ومن فيه.. شاءت ظروفه أن يلقى صديق له وجه الله الأسبوع الماضى وهذا الشخص قرب مدينة الزقازيق وأخونا من أصحاب «الهاشتاج» يسكن فى المنوفية وعليه أن يذهب لحضور الجنازة خلال ساعة واحدة من الزمن.. ركب سيارته وصار على الطريق الإقليمى وفى ظرف أقل من ساعة كان فى الزقازيق ليلحق بصلاة الجنازة على صديق عمره.
وعندما عاد إلى بلده تحدث مع البعض عن عظمة هذا الطريق الذى اختصر ما يقرب من ثلاث ساعات على الأقل زمن المسافة التى كان يذهب فيها لزيارة صديقه وهو حى فى بلدته  قرب الزقازيق بمحافظة الشرقية.. وأنا استمع لهذا الحديث وأقول فى نفسى والله لو بيدى ما سمحت لك أن تستخدم هذا الطريق الذى سهر عليه أبناء مصر الشرفاء ليلا ونهاراً حتى استطاعوا أن ينتهوا من إقامته خلال عام واحد كان من الممكن أن يأخذ ما يقرب من أربع سنوات على الأقل حتى نراه بهذه الصورة.
هذا نموذج بسيط للكارهين لكل شىء فى البلد..ولكل إنسان من أبناء هذا الوطن يعمل فى صمت وبإخلاص ولا ينتظر جزاء ولا شكوراً من أحد بداية من رئيس الدولة وحتى أصغر عامل فى أى مشروع يقام على أرض مصر.. الدول لا تنهض ولا يقوم اقتصادها وحماية أمنها «بالهاشتاج» وإنما بالعرق والجهد والإخلاص ومراقبة الله عز وجل فى كل شىء دون النظر إلى غيره من البشر الحالمين فى العالم الافتراضى يبذلون كل الجهد والعرق على «الهاشتاج».