عودة جوائز التأليف للقومى للمسرح!!
طالبت منذ أسبوعين فى مقالى الأسبوعى بجريدة روزاليوسف لجنة تحكيم المهرجان القومى للمسرح المصرى أن تهتم بجائزة التأليف المسرحى وأن تدقق جيدا فى العروض المقدمة وتفرز لنا كتابها المجيدين الذين يستحقون جوائز التأليف والإعداد المسرحى من الصاعدين والراسخين، وكأن النداء قد وصل للجنة التحكيم مع صرخات العام السابق التى اعترضت على حجب جوائز التأليف المسرحى، وبدأت عملها برئاسة الفنانة القديرة سميرة عبد العزيز ربيبة الكلمة الصادقة، أعتقد أنها عملت وهى تضع فى اعتبارها الجدية والموضوعية وعدم التعالى على الكتاب، وفى الحقيقة كنت متفائلا لوجود بعض الأسماء التى يهمها مقام الكلمة ومنهم الدكتور الشاعر والكاتب المسرحى مصطفى سليم والناقد المسرحي والشاعر جرجس شكري والفنان سامى عبد الحليم.
وحين صعد الناقد جرجس شكرى إلى خشبة المسرح ليعلن عن جوائز التأليف المسرحى للدورة الحادية عشرة، حبست أنفاسى للحظات خاصة حين أعلن أن عدد النصوص المؤلفة للمسرح لم يزد عن العشرة نصوص، تراءى أمامى مشهد الأمس، مشهد الحجب المقيت الذى أثار الناس العام السابق والذى قبله، فالناس للأسف تنسى التاريخ وتأخذها العزة بالإثم وتتخيل أنها قابعة فى لجانها وكراسيها ما كانت على قيد الحياة، ينسون أن الأقلام موجودة وأنها سوف تكتب ما يلفظون ويصدرون من قرارات جائرة تعلن موت وحياة أشياء وبشر، تنفست الصعداء حين أشار جرجس شكرى الى ذلك بصوت يكسوه الأسى والأمل، أكد تلميحا فى كسر من الفيمتوثانية أن الأمر هذا العام مختلف.
ويعلن الناقد الشاعر جرجس شكري عن أول جائزة، جائزة أفضل نص درامى معد عن جنس آخر غير المسرح، ويفوز بها الكاتب حمدى زيدان عن عرض «لسه بسأل» عن رواية الكاتب الكبير بهاء طاهر عن رواية «خالتى صفية والدير» لمركز إبداع الحرية بالإسكندرية، من إخراج محمد مرسي، لا شك أن قلبى قد استقر بالبداية التى تبشر بالخير، خاصة أن صديقى الناقد المسرحى والشاعر والصحفى المدقق يسرى حسان وكان رئيس لجنة تحكيم مهرجان نوادي المسرح بقصور الثقافة قد قال لى إن مؤلف عرض «استديو» أحد عروض نوادى المسرح بهيئة قصور الثقافة قد يفوز بجائزة مؤلف صاعد، قلن لنفسى: ضمن المؤلفون جائزتين هذا العام، وبعد دقيقة من التصفيق الحار يعلن صديقنا المشترك جرحس شكرى فوز الدكتور علاء الكاشف مؤلف عرض «استديو» لنادى مسرح قصر ثقافة شبين الكوم بجائزة أحسن مؤلف صاعد، والجدير بالذكر أن العرض فاز أيضا بمهرجان ختام نوادى المسرح كأحسن عرض وأحسن تأليف وأحسن تمثيل نساء للفنانة سماسم جامع التى رشحت لأحسن ممثلة فى جائزة التمثيل نساء، وزادت فرحتى لثلاث فرحات؛ عدم حجب الجائزة الثانية للتأليف، وفوز قصور الثقافة وفوز النوادى خاصة!.
ويعلن صديقنا جرجس شكرى عن جائزة أفضل نص درامى مكتوب للمسرح، ويفوز نص «سجن اختيارى» لجامعة القاهرة للكاتب محمود جمال الحدينى، وأشار جرجس الى أن للكاتب أربعة أعمال مسرحية كانت موجودة بالدورة الحالية ، لذا تم اختياره دون أن يرشح أحدًا معه وكنت أتمنى أن تلتزم اللجنة بترشيح مؤلفين آخرين مثل الجائزتين السابقتين للحفاظ على قواعد الترشيح والفوز، خاصة أن بعض المرشحين يعتبرون أنفسهم فائزين معنويا ويعتبر الترشيح فى عرف الجوائز الكبرى درجة من درجات الفوز.
وأخيرا أشعر بالسعادة لعودة جوائز التأليف المسرحى لمهرجان المسرح المصرى فى دورته الجديدة، ويبقى شيئان مهمان وهما؛
أولا: لماذا كانت عدد العروض المقدمة فى المهرجان من تأليف كتاب مصريين عشرة عروض فقط من مجموع 38 عرضا مسرحيا، وكيف نزيد تلك العروض فى الأعوام القادمة؟.
ثانيا: أدعو الصديق العزيز الفنان الدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة لتكريم عرض «استديو» الفائز بأحسن مؤلف صاعد وأن يتجول العرض فى القاهرة والأقاليم كلها تكريما وتقديرا له، وكذلك تكريم كل الذين رشحوا للجوائز، وقد رشحت الهيئة العامة لقصور الثقافة لسبع جوائز محترمة، ومبروك لكل الفائزين وللمهرجان برئاسة د.حسن عطية، لمديره الفنان إسماعيل مختار ولرئيس القطاع الفنان خالد جلال، وكل التقدير للفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة التى حضرت الافتتاح والختام ودعمت المهرجان.






