الأربعاء 24 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الحج.. وفريضة بناء الوطن

الحج.. وفريضة بناء الوطن






الحج فى الإسلام هو حج المسلمين إلى مدينة مكة فى موسم محدد من كل عام، وله شعائر معينة تسمى مناسك الحج، وهو واجب لمرة واحدة فى العمر لكل بالغ قادر من المسلمين وهو الركن الخامس من أركان الإسلام، لقول النبى صلى الله عليه وسلم: «بنى الإسلام على خمس: شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا»، والحج فرض عين على كل مسلم بالغ قادر لما ذكر فى القران «وأذن فِى النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيق».
هذه هى فريضة الله التى فرضها على المسلمين فى كل مكان وزمان.. أرى الملايين من أهل الإسلام يتسابقون كل عام لكى يفوزوا بأداء هذه الفريضة فى العمر مرة واحدة.. وأتابع آخرين يريدون الذهاب لأداء الفريضة سنويا ولا كراهة فى هذا الأمر وإنما هناك أولويات جديدة فى حياة المسلمين تتعلق بمن هم تحت خط الفقر ومن هم مرضى ولا يجدون العلاج الكافى ليس فى مصر فقط ولكن فى معظم دول العالم الموجود بها مسلمون يواجهون صعوبة العيش وصعوبة الحياة نفسها.
ولقد اسعدنى حظى عندما كنت فى جامعة الأزهر أن استمع للعديد من علماء الفقه وأصوله وكيف أن هناك مستجدات فقهية طغت على عصرنا الحاضر وأصبح من الواجب وضعها فى الاعتبار منها على سبيل المثال لا الحصر أن عرضت سؤالا على أحد هؤلاء العلماء منذ ما يقرب من عشرين عاما حول مشروعية أن يذهب الأغنياء كل عام لأداء فريضة الحج وجاره وأولاده يعانون من ذل الفقر وهوان السؤال داخل القرية أو المدينة أو بصفة عامة داخل الوطن ككل؟.
وكانت الإجابة أن سد جوع هؤلاء الفقراء ومساعدتهم فى أحوالهم المعيشية وتجهيز أحد أبنائهم ومساعدته فى أمر زواجه لهو خير عند الله من أداء فريضة الحج التى هى ركن أصيل من أركان الإسلام الخمسة.. ومن هنا تتجلى عظمة هذا الدين الذى يدعو فى حقيقته إلى الرحمة وإلى التكافل الاجتماعى الذى أصبح صعبا فى تلك الأيام نتيجة الضغوط المالية والاجتماعية على الكثيرين فى معظم المجتمعات العربية والإسلامية.
من هنا تأتى فريضة بناء الأوطان والمجتمعات المسلمة التى من الواجب أن تقوم على التكافل ومساعدة الأغنياء للفقراء والتراحم بين الناس حتى وصل الأمر إلى ان دعانا الإسلام إلى التراحم بالحيوانات ولذلك كانت الجنة لشخص سقى كلبا وكانت النار لسيدة حبست هرة.
ومن هذا المنطلق أهمس فى أذن من أكرمهم الله بنعمة المال أن يساعدوا أوطانهم وقت الشدة ووقت الصعاب التى تواجه الأمة وبلدنا الآن فى أمس الحاجة إلى ان نقف إلى جوارها وإلى جوار اصحاب الحاجات.
بناء الأوطان يبدأ من الإنسان أغلى ما خلق الله على الأرض فعلاج مريض حتى يشفى ومساعدة محتاج وستر البنات والأبناء من أولاد الفقراء فى هذا الزمان أفضل عند الله من أداء فريضة الحج لمن ذهب لأداء المناسك فى سنوات ماضية.
رحمة هذا الدين واسعة تتجلى فى أنه وضع الرحمة والمعاملات الطيبة بين الناس ومساعدة الآخرين فى مرتبة لا تقل عن أداء الواجبات الشرعية التى فرضها من خلال القران الكريم والسنة المطهرة.