الرهان على المستقبل

المتابع الجيد لما يدور داخل هذا الوطن خلال السنوات الأخيرة بعد 30 يونيو سيقع لا محالة فى عملية كبرى من الانبهار.. المشاكل والقضايا الحساسة المتعلقة بكيانات الدولة المصرية أصبحت تحت السيطرة الكاملة لقيادة هذا البلد.. الملفات المستحيلة التى كانت صداعا فى رأس الدولة تم التعامل معها باحترافية شديدة للغاية على مدار أربع سنوات هى حكم الولاية الأولى للرئيس السيسى ومن تلك الملفات التى لم نتوقع أن تنتهى خلال فترة وجيزة ملف أوجاع المرضى فى المستشفيات الحكومية حالات لا تعد ولا تحصى من أصحاب العمليات الجراحية الخطيرة كانت فى أشد المعاناة المرضية والنفسية بسبب حالات الانتظار لفترات طويلة حتى يأتى دور صاحب الجراحة إن كان مازال على قيد الحياة.. هذه الأوضاع غير الإنسانية التى مرت بالعديد من الأسر المصرية كانت بمثابة تحطم نفسى طال جميع أفراد الأسرة نظرا لمرض والدهم أو والدتهم.. قابلت الأسبوع الماضى إحدى الحالات المرضية لرجل فوق الخمسين من عمره يعانى من انسداد فى شرايين القلب ويحتاج إلى قسطرة عاجلة حكى لى هذا الرجل دمث الخلق المعاناة التى مر بها خلال الثلاثة شهور الماضية كم من المعاناة له وللأسرة كلها بسبب مرضه هذا.. الرجل كانت حالته النفسية سيئة للغاية بعد تأجيل إجراء هذه العملية له فى أحد المستشفيات الحكومية لمدة تتجاوز السبعة أشهر من مايو الماضى وحتى نوفمبر المقبل..
المفاجأة أن المستشفى اتصل به الأسبوع الماضى لكى يجرى الجراحة دون الانتظار لشهر نوفمبر أواخر هذا العام.. لا يتخيل أحد كم كانت نفسية هذا الرجل هو وأسرته قبل عشرة أيام ماضية وما هى حالتهم الآن.. الدعاء للبلد وحكومة البلد وقيادة البلد.
والحقيقة التى لا تقبل الزيف أو التزويق فى الكلام أن ما تم فى مشكلة قوائم انتظار مرضى العمليات الجراحية فى المستشفيات الحكومية والجامعية يدعو إلى الفخر بصاحب قرار انتهاء هذا العذاب للمريض وأسرته.
هذه نقطة فى صفحة بيضاء مثل قلوب من يشعرون بهموم المواطن.
وأخيراً الرهان على المستقبل فى الثلاث سنوات المقبلة فى عمر هذا الوطن أعتقد أنها ستكون خارج الحدود وخارج التوقعات وخارج الأفكار النمطية التى مرت علينا منذ 40 عاما ماضية.