ابدأ حلمك بمسرح الشباب
كثير من الشباب لديهم أحلام كبيرة أن يكونوا شيئا ويفعلوا أشياء كثيرة ومهمة فى الحياة، ولكنهم لا يجدون من يشير لهم على الطريق ويظلون يتخبطهم الوهم يمينا ويسارا ويستغلهم النصابون فى كل مجال إلى أن يسقط منهم حلمهم وتفتر همتهم ويضيعون فى زحمة الأيام، إن كنت عزيزى الشاب ممن لديهم موهبة حقيقية فى التمثيل والإخراج وتريد أن تجد رعاية كبيرة ومحترمة فعليك بمركز الإبداع برئاسة الفنان خالد جلال ومسرح الشباب برئاسة المخرج عادل حسان.
وصلتنى دعوة كريمة من المخرج الصديق عادل حسان مدير مسرح الشباب التابع للبيت الفنى برئاسة المخرج القدير والإنسان النبيل إسماعيل مختار، وذلك لحضور عرضين هما؛ عرض نظرة، وعرض مدد، والعرضان نتاج الورشة الفنية التى أعلن عنها مسرح الشباب لاستقبال من يريد أن يبدأ حلمه من الشباب من الجنسين، وتقدم للورشة ما يقرب من 5200 شاب وفتاة اختاروا منهم ما يقرب 150 فقط، ويشرف على العرضين فنيا المخرج أحمد طه، بدأت الورش أعمالها بتدريب الشباب على كل فنون التمثيل وكل ما يحتاجه الممثل ليكون ممثلا جيدا، واستمرت الورش ما يقرب من عشرة أشهر كاملة، شاركت فيها أسماء مهمة وجديرة فى تدريب هؤلاء الشباب الذين جاءوا من القاهرة والأقاليم المختلفة.
وبعد التدريبات المختلفة فى الدراما وتدريب الممثل والسينوغرافيا والموسيقى والغناء والرقصات، تم تقسيم الطلاب إلى مجموعتين لتقديم عرضين؛ أشرف على العرض الأول «نظرة» ميسرة صلاح الدين للدراما وتدريب الممثل أحمد مختار وسينوغرافيا محمود حنفى وأحمد حمدى رؤوف لتدريب الموسيقى والغناء وتامر فتحى لتدريب الرقص وتميز الدارسون فى هذه الورشة بالإيقاع الجماعى المنضبط مع بعض المواهب الفردية المتميزة جدا التى أظهرت قدراتها من خلال منولوجات لشخصيات وأشعار مشهورة تحتاج لخيط درامى واضح كى تضع كل شخصية فى نصابها وإن كانت الروح العامة للعرض تحاول التأكيد على ذلك.
وفى العرض الثانى «مدد» أعد الدراما د.علاء عبد العزيز وأشرف على تدريب الممثل أشرف فاروق وتدريب السينوغرافيا عمرو الأشرف، وتدريب الموسيقى والغناء حازم الكفراوى وتدريب رقص ضياء شفيق، وظهر فى العرض الأداء الجماعى الجيد جدا أيضا وكثرت عدد المواهب الفردية عن المجموعة الأولى، كما أن الإعداد الدرامى للعرض الثانى اعتمد على نفس فكرة المونولوج لكل شخصية مع خيط درامى يشكل من الليلة الكبيرة ملمحا أساسيا لدراما العرض، واستطاع الفريقان أن يقدما عرضين جيدين فى المجموع النهائى، من الممكن أن يستمرا عددا إضافيا من أيام العرض ولا يتوقف على التخرج، لأن هذه الأيام هى التى سوف تثقل خبرة هؤلاء الممثلين على خشبة المسرح، وهى التى سوف تعطيهم القدرة على مواجهة الجمهور، وهم فى الحقيقة فى حاجة كبيرة وماسة لذلك.
ويبقى شيء مهم وهو أن تلك الورش تأتى فى إطار تنفيذ واحدة من أهم البرامج الستة التى تتبناها وزارة الثقافة تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة وقد أكدت عليها وزارة التخطيط ضمن خطة عمل الحكومة لـ18/22، خاصة دعم ورعاية الموهوبين، ويندرج ما حدث من تقديم مسرح الشباب فى إطار هذا الأمر و قد قامت الورش بدور اكتشاف الموهوبين وتدريبهم، ويبقى دعمهم الدائم والوقوف معهم فى دمجهم فى أعمال مسرحية قادمة داخل البيت وخارجه والاستفادة منهم فى كل قطاعات المسرح بالوزارة خاصة مسرح الثقافة الجماهيرية القادر على استيعاب هؤلاء الشباب بالأقاليم، وأعتقد أن وجودهم لمدة عشرة أشهر على خشبة مسرح مركز الجيرة دعم أولى من الهيئة برئاسة د أحمد عواض سيعقبه دعم أكبر من خلال مشاركتهم فى العروض المتنوعة والمختلفة خلال هذا الموسم.






