الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الجوائز ذاكرة المسرح التجريبى

الجوائز ذاكرة المسرح التجريبى






أشعر كثيرا أن الإنسان يطوق للتغيير رغم أنه يحب أيضا البقاء على ما هو عليه درءا لسد الذرائع التى لا يعرفها نتيجة هذا الأمر، ولا يحب المغامرة لطرق أبواب المجهول، الجميل أن الذين يفكرون فى تلك المغامرة هم الذين ينعمون باللذة ويكتشفون دائما الجديد ويتمتعون بنتائج جسارتهم من أجل مشاهدة شىء مختلف وغير مسبوق!!
كنا فى وقت ما سابق نستمع لأصوات تطالب بحماس بإلغاء مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى لصالح أن يقام مهرجان للمسرح القومى،وحين أقيم هذا المهرجان المهم للمسرح المصرى على المستوى القومى، ظل شيء مهم مفتقد نبحث عنه وهو فرصة مشاهدة المسرح العالمى الذى كان يأتى إلينا سهلا ميسورا، وأعتقد أن إضافة لفظة المعاصر للتجريبى قد فتحت الباب واسعا لمشاهدة عروض عالمية أكثر تنوعا وبعيدا عن حيز التجريب فقط، وهذا الأمر صار متاحا تحت ظل العنوان الجديد، وبدأت الأصوات المستنيرة مسرحيا تطالب بعودة التجريبى مرة أخرى لفتح الباب لمشاهدة هذا المسرح العالمى المتنوع، وتبقى العهدة على لجنة مشاهدة العروض التى يجب أن تختار كل ما هو جيد ومناسب ويفتح آفاق وعيون محبى المسرح على كل ما هو جديد ومختلف وتجريبى ومعاصر.
  أذكر أننى كنت أحد الذين شهدوا طرح فكرة عودة المهرجان ثانية فى وزارة الدكتور جابر عصفور واستمر الحماس للتنفيذ مع وزارتى د.عبدالواحد النبوى والكاتب حلمى النمنم، وقد عملت وقتها مع الثلاثة وزراء رئيسا لهيئة قصور الثقافة،و تشهد الدورة الجديدة مع تولى الدكتورة إيناس عبد الدايم الوزارة حدثا جديدا ومهما يجعلها دورة يجب أن تكون متميزة فى كل شيء وخاصة أفكارها للمستقبل، لأنها دورة اليوبيل الفضى للمهرجان، لذا وجدتنى أفكر، ما الذى يجب أن يضاف للمهرجان فى الدورات القادمة؟
وتمنيت فى الحقيقة مع الدورة الجديدة شيئين، أعتقد أنهما قد يضيفان للمهرجان كثيرا وهما، أولا، استمرار دعوة الفرق العالمية طوال العام من خلال أجندة سنوية للمهرجان، على أن تكون تلك الفرق جيدة ومتميزة وتقدم إضافة حقيقية للمسرح المصرى شكلا وموضوعا،و يتم استضافتها لمدة لا تقل عن أسبوع وقد تتجول فى أقاليم مصر مثل الاسكندرية وأسيوط وطنطا والمنصورة والأقصر،وتعامل معاملة الفرق العالمية التى تستضيفها الأوبرا والتى تشهد إقبالا كبيرا من الحضور، ويتم ذلك من خلال برنامج سنوى معروف ومعد سلفا ، ومن الممكن أن تكون هناك إدارة بقطاع الانتاج الثقافى وبالتعاون مع إدارة المهرجان تقوم بتنفيذ هذا الأمر.
ثانيا:يجب أن نراجع أنفسنا ثانية فى مسألة جوائز مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى والمعاصر التى توقفت منذ الدورة السابقة،و التى أراها روح أى مهرجان ودافعه الأكبر للعمل والحماس وذاكرته التى يجب أن تظل وتتواجد وتنشط وتفعل،فذاكرة المشاركة وإن كانت جيدة ورائعة لا تغنى عن ذاكرة الجائزة التى تنتزع الفرحة من القلوب وتؤكد الجدارة وتظل معلقة فى رقبة الفرق والأعضاء الفائزين طوال العمر كتاج للنصر والفوز ، وهذا أمر أيضا لصالح مصر من حيث الدعاية لها والإعلان عنها فى المحافل الدولية.
وأرى أن هذين المقترحين لو تما بشكل مناسب سوف يصبان بشكل كبير جدا لصالح ولدعم أحد البرامج الوزارية الستة التى أشارت إليهم الحكومة وكلفت بهم وزارة الثقافة فى خطتها 18/22 ، والذى يهدف لصالح استعادة الريادة والقوة الناعمة المصرية على المحيط العربى والعالمى،و أخيرا أرجو من الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة دراسة المقترحين من خلال اللجنة العليا لمهرجان المسرح التجريبى والمعاصر برئاسة الأستاذ الدكتور سامح مهران، ومن خلال قطاع الانتاج الثقافى برئاسة الفنان خالد جلال والبيت الفنى للمسرح برئاسة المخرج إسماعيل مختار، وكل التحية لهم وللعاملين فى منظومة عمل مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى والمعاصر على الجهد المشرف لخروج المهرجان بصورة تليق بمصر.