الأربعاء 24 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
روح أكتوبر.. وعقيدة المقاتل

روح أكتوبر.. وعقيدة المقاتل






لا يمكن أن يمر شهر الانتصارات دون استلهام روح أكتوبر المجيدة.. هذه الروح التى نحن فى أمسّ الحاجة إليها فى تلك الأيام الصعبة التى تحيط بنا من كل اتجاه.. محاولات مستمرة من كيانات كبرى لا تريد خيراً للمنطقة العربية والإسلامية.
ألا يدعونا ذلك إلى ضرورة التفكير بعمق فيما يحدث حولنا.. البعض يقول يكفى نظرية المؤامرة التى دائما تركز عليها فى مقالاتك الأسبوعية؟
وأنا أقول إن التخطيط مستمر من جانب القوى الشيطانية التى لا تريد أى تقدم أو صلاح لشعوب المنطقة العربية ومصر.
نعود إلى الحديث عن روح أكتوبر والعظماء من الآباء والأجداد الذين خاضوا حرب تحرير الأرض وحماية الشرف والعرض للعرب.. كُنت فى سنوات ماضية أبحث عن هؤلاء المنسيين فى قريتنا والقرى المجاورة لنا فى مركز أشمون بالمنوفية فتقابلت مع عم عوض رحمة الله عليه فى أحد واجبات العزاء وعندما عرفت أن هذا الرجل البسيط ظل لمدة 13 عاما على الجبهة اقتربت منه مرحبا وكنت سعيداً أن أجلس بجوار أحد أبطال أكتوبر العظماء ودار حوار امتد لما يقرب من الساعة عن حكايات الهزيمة والنصر فى حرب اليمن وحرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة.. وكيف عاش هذه الأيام والسنوات على خط النار تاركاً زوجته وابنه أول فرحته بعد زواجه بعام.. وكيف تم استدعاؤه ليسافر إلى اليمن وبعدها يعود إلى مصر فيقابل نكسة 1967 وتعرضه هو وزملاؤه إلى ضربة موجعة من العدو.. ويستمر عم عوض فى الحديث عن حرب الاستنزاف التى استمرت ما يقرب من 6 سنوات بحلوها ومرها وظروفها الصعبة فى حياته بعد أن رزقه الله بأحد الابناء كانت فرحته الأولى بعد سنوات النضال والكفاح من أجل عقيدته التى لم تتزحزح قيد أنملة واحدة وهى النصر أو الشهادة فى سبيل الله.
استمر البطل فى الحديث وأنا استمع بشغف فأرى فى وجهه عندما يروى لحظات الانكسار التى تعرض لها المصريون أيام النكسة ملامح الغضب والهزيمة.. بعدها يعود إلى الحديث عن نصر أكتوبر وكيف تغيرت تعبيرات وجهه الذى مر عليه سنوات النصر والهزيمة وأيضا سنوات الشقاء والمحن.. فيتغير وجهه إلى البشاشة والفرح والسعادة بعد أن شارك فى هذا الانتصار العظيم.. نصر أكتوبر العاشر من رمضان عام 1973.
رغم حديث عم عوض الذى أعطانى جرعة كبيرة من التفاؤل وقتها وهذا كان منذ عدة سنوات وحتى الآن كلما جاء شهر أكتوبر تذكرت هذا البطل وغيره الكثير من الأبطال الشهداء أو الأحياء الذين كانوا مصابيح أضاءت لنا الطريق الذى نسير فيه على الجهاد بالكلمة فى سبيل الأوطان.
رحمة الله على عم عوض وعلى كل زملائه أيام النصر والهزيمة.. وقوى الله عزيمة الرجال من أبناء هذا الجيش العظيم فى ساحات الشرف والعزة والكرامة فى أيامنا هذه.. فما أحوجنا إلى روح أكتوبر وعقيدة المقاتل لنحافظ على الأرض والعرض.