الطبيب الإلكترونى

يقال إن خط الاطباء فى الروشتات مقصود.. مقصود ألا يقرأ إلا بواسطة طبيب آخر... طبيب صيدلى... وأن يكون الوسيط (المريض) فى حالة من الانعزال...يقال أيضا إن الاطباء يرتدون الرداء الابيض ويتحدثون باللاتينية لتستمر عزلة المرضى .... هذا هو أحد التفسيرات...امتداد لكهنة المعابد فى السابق... وقصص الغموض فى أساطير الاولين... اعرف ان أصدقائى من الأطباء قد ينزعجون لهذا التفسير... هذه هى وجهة نظر... ليست بالضرورة وجهة نظرى وليس بالضرورة  ان تكون صحيحة...دعونا ندخل الى لب الموضوع....
لب الموضوع مرتبط بكم المعلومات والمعارف الطبية التى تطالعنا عبر شاشات الفضائيات والمواقع الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعى ومقاطع الفيديو سواء من متخصصين أو من هواة أو مدعين....شيء أشبه بفوضى الفتاوى الفضائية والالكترونية....
على الرغم من خطورتها احيانا إلا أنها فى أحيان كثيرة تكون مفيدة للمريض...للتعرف على الأعراض وتطور المرض واساليب العلاج المختلفة... المقصود الاساليب والبدائل...تمكنه من ان يناقش الطبيب ...نعم يناقش الطبيب وليس ان يستمع فقط كما كان يحدث فى الماضى... بالطبع يوجد عدد كبير من المرضى المزعجين ولكن ايضا يوجد عدد من الاطباء ذوى الرأى الواحد المعتدين بهذا الرأى بغض النظر عن آلام المريض او شكواه وبغض النظر ايضا عن التقنيات الحديثة فى العلاج والدواء...
فى بداية اختياراتنا الدراسية... حذرنا الكبار من كلية الطب منوهين الى انك ستستمر تدرس وتتطلع على الجديد طيلة عمرك...لن تكون متميزا ما لم تستمر فى الدراسة والعلم على عكس مهن اخرى....حقيقة الامر ان هذا التحذير كان قبل توغل عصر المعلومات وانتشاره والتسارع الكبير فى المعلومات والمعارف وتطوره الذى جعل كل المهن فى حاجة مستمرة للدراسة وتطوير المعارف والا أصبحت خارج الزمن فالمهندس على سبيل المثال خريج عشرة اعوام سابقة ان لم يطور نفسه فيمكن اعتباره حاصلا على شهادة الثانوية العامة مع بعض المعلومات الهندسية وفقط...اعرف ان زملائى المهندسين قد لا يرحبون بهذا المقال ولكننى لا يمكن أن أخسر أصدقائى الاطباء وزملائى المهندسين بسبب فكرة... فكرة تطرح نفسها بقوة فى جميع المجالات... بالطبع توجد ثوابت للعلم وتوجد اساسيات منطقية للأمور.... ولكن لا يمكن التفاعل بها فقط فى معترك الحياة....
عودة إلى الطب...تجد عشرات المواقع الالكترونية والتطبيقات تساعدك فى التشخيص وأيضا تقترح عليك العلاج المناسب...تجد أيضا مقاطع فيديو لأطباء يجرون عمليات جراحية معقدة....هذا كله للتثقيف والمعرفة لكن لا بد من مراجعة الطبيب....مراجعة الطبيب وانت تحمل علما ومعرفة افضل كثيرا من ان تكون بلا معرفة أو علم…... الاحصاءات تتحدث عن تزايد استخدام شبكة الانترنت للبحث فى المواقع الطبية...اكثر من 80 % من مستخدمى الانترنت فى الولايات المتحدة الامريكية قد قاموا بالبحث فى المواقع الطبية مقارنة بـ 62% فى عام 2001.
يجب الا ننزعج من توافر المعلومات والبيانات لكن يجب ايضا على المستخدمين الا يصابوا بالوهم من كثرة القراءة عن الامراض والاعراض و يجب الا ينزعج الاطباء من انتشار المعرفة. وللحديث بقية